+ A
A -
أكد اللواء الركن فهد مبارك الخيارين قائد كلية أحمد بن محمد العسكرية، أن الكلية تدار بشكل كامل من طاقم قطري خالص، فجميع المواقع القيادية بالكلية كلها من كفاءات قطرية، إلى جانب دفة القيادة الأكاديمية التي يديرها الدكتور خالد الخاطر عميد الشؤون الأكاديمية.
مشيراً إلى أن الكلية تطمح للتوسع مستقبلا في هذا الأمر لتستقطب المزيد من الكفاءات الوطنية، وقال في حوار نشرته مجلة «الطلائع» في عددها الأخير: نعتبر هذا الأمر خيارا استراتيجيا بالنسبة لنا، دون التقليل من شأن التنويع وسط المدرسين، لأن التعليم كما ليس له حدود، وكلما استقطبنا خيرة الكفاءات في عالمنا العربي حتما سنحقق نتائج إيجابية يضمنها لنا هذا التعدد والتنوع في الخبرات والمهارات. في السطور التالية نص الحوار مع اللواء الركن الخيارين.
ما هي الخلفية التاريخية لإنشاء كلية أحمد بن محمد العسكرية؟
- كلية أحمد بن محمد العسكرية فكرة خالصة لسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله، تم طرحها في السبعينات، حيث كان سموه يتمنى إقامة كلية تخدم الوطن والمنطقة العربية في المجال العسكري، واستمرت ضمن أشكال متفاوتة من حيث الحجم والامتداد، حتى صدر في شأنها قرار أميري سام وبتوجيهات كريمة من صاحب السمو الأمير الوالد، فأنشئت الكلية بشكل رسمي سنة 1996م، واستقبلت أول دفعة بتاريخ 14-12-1996، ويعتبر هذا التاريخ أول افتتاح رسمي لها، وكان التعاون بينها وبين جامعة قطر وثيقا في الجانب الأكاديمي، من سنة 1996 وحتى سنة 2006، حيث استقلت الكلية بنفسها، واعتمدت على خبراتها وطاقمها الأكاديمي والإداري، مما منحها مركزا اعتباريا مستقلا جنبا إلى جنب مع الكليات والجامعات المتواجدة في الدولة.
وهي اليوم تعتبر كلية قائمة بذاتها، تضم عدة تخصصات، ولديها مناهجها التعليمية المعتمدة من وزارة التعليم والتعليم العالي، كما لها نفس القيمة الأكاديمية لنظيراتها من الكليات والأكاديميات العالمية، كأكاديمية SANDHURST البريطانية، وكلية SAINT CYR الفرنسية، وأكاديمية WEST POINT الأميركية، وأكاديمية الدفاع اليابانية … وغيرها من الأكاديميات العريقة.
حتى الآن الكلية تسمى بهذا الاسم، ونطمح مستقبلا إلى تغيير اسمها ليصبح (أكاديمية) لينطبق مع نظيراتها من الأكاديميات في العالم، خصوصا أنها تعتمد نفس النظام التعليمي، ونفس المدة الدراسية، وتسلم نفس الشهادات، وتتمتع بنفس معايير الجودة التعليمية والتدريبية.
هذه بعض الإضاءات عن كلية أحمد بن محمد العسكرية.
كيف كانت العلاقة بين الكلية وجامعة قطر؟
- على مدار عشر سنوات 1996–2006 كانت العلاقة بين الكلية وجامعة قطر ممتازة وقوية، وشكلت جامعة قطر في البداية سندا قويا لكلية أحمد بن محمد العسكرية، فجزاهم الله خيرا على جهودهم التي كانت طيبة ومباركة، ومنذ سنة 2006 انقطعت العلاقة، واستقلت الكلية بذاتها، وذلك لأسباب كثيرة منها البعد الجغرافي بين الكلية والجامعة، ثم إن جامعة قطر لها معايير خاصة بها، وكلية أحمد بن محمد لها معايير بحكم اهتمامها بالجانب العسكري إلى جانب عنايتها بالجانب العلمي، ولا شك أن المعايير لها تأثير على المخرجات، وأهم ما يميز كلية أحمد بن محمد أنها تخرج عسكريا متسلحا بسلاح العلم، بالإضافة إلى خضوعه لبرامج التدريب العسكري.
الآن وقد استقلت الكلية، ما أهم التخصصات الأكاديمية التي يتم تدريسها بالكلية؟
- في البدء كانت الكلية تضم التخصصات التالية: القانون-المحاسبة- إدارة أعمال- نظم المعلومات- ولازدياد الحاجة للأمن السيبراني واللوجستيك، تم استحداث تخصصين آخرين هما: علوم الحاسوب وتخصص الإمداد والتزويد.
وهناك دراسة لتوسيع التخصصات لتشمل مجالات علمية وأكاديمية أخرى، لكن الأهم في الموضوع هو الرؤية السامية للقيادة العامة، والمتمثلة في حصر مهمة الكلية لإنتاج قادة مسلحين بالعلم، هذا هو الهدف المركزي من إنشاء الكلية التي تتطور بحسب تطور الاحتياجات والتحديات المعاصرة، فلا يخفى عليك أن المعارك المقبلة- مثلا- هي معارك إلكترونية في مجملها، لذلك وجب علينا العناية بكل ما له علاقة بالتكنولوجيا والأمن السيبراني.
بعد مرور ما يناهز عشرين سنة على إنشاء الكلية، لنا أن نتساءل ما هي القيمة المضافة التي وفرتها الكلية لقطاع التعليم عموما وللقطاع العسكري على وجه التحديد؟
- كلية أحمد بن محمد العسكرية، وبعد هذا التاريخ الحافل بالعطاء، لا شك أنها أضافت الكثير لقطاع التعليم العسكري، فهي شكلت دعما للقوات المسلحة من خلال تخريج ضباط يدرسون داخل الوطن، مما يجعلهم ملمين بالبيئة المحيطة بهم، ويسهل عليهم تنزيل ما تعلموه من علوم ومعارف على واقعهم، وهذا ليس تنقيصا من التعليم بالخارج، لكن التعليم داخل الوطن تبقى له خصوصياته وميزته. هذا إلى جانب التدريب في أرضك، وعلى سلاحك، ووطنك أفضل، وهذا لا يمنعنا من استقدام كفاءات عالمية من مدربين ودكاترة وأكاديميين، وبهذا يجمع الطالب بين «التدريب في الوطن» و«اكتساب الخبرات العالمية». وأيضا التدريب على يد ضباطك ومعلميك في بلدك أمر مستحسن.
مرور أربع سنوات ونصف يقضيها الطالب المرشح في بيئة لم تختلف عليه، تجعله مستوعبا أكثر لمهامه المستقبلية، تصور أن الطالب يأتيك في بداية الأمر وهو ابن 18 سنة وبعدها يتخرج وقد بلغ 22 أو 23 سنة في نفس بيئته المحلية، حتما هذا سيمنحه القدرة ليصبح قائداً بامتياز.
هل تخدم الكلية قطاعات أخرى غير القطاع العسكري؟
- الكلية مساهم فعال في التنمية البشرية عموما داخل الوطن، وهي جزء لا يتجزأ في تحقيق أهداف الرؤية الاستراتيجية 2030، ولها مخرجات طيبة ومباركة، فقد تخرج من فصولها العديد من الوزراء والسفراء والقادة العسكريين والدكاترة الأكاديميين، وإلى زمن قريب كانت الكلية تقدم خدماتها لوزارة الداخلية من خلال تخريج ضباط الشرطة، حتى استحدثت الوزارة كلية الشرطة، كما لنا تنسيق وتعاون مع كلية الزعيم الجوية، وطلبة البحرية، ولنا العديد من الشراكات والتعاون على المستوى الوطني منها: قطر اونديشن واسبيتار وكلية المجتمع وجامعة قطر.. وأيضا لدينا مذكرة تعاون مع مايكروسوفت للبرامج التعليمية هي الأولى في الشرق الأوسط.
وماذا عن الشراكات الدولية؟
- كلية أحمد بن محمد العسكرية تعتبر نفسها جزءا لا يتجزأ من عالم المعرفة، وترى في العلم مجالا لا حدود له، ولذلك فهي منفتحة على جميع الخبرات العالمية، وتقيم لأجل ذلك العديد من الشراكات، ومن شركائنا: أكاديمية سانتهيرز- أكاديمية الدفاع اليابانية- وأكاديمية ويست بوينت، وأيضا استضافت الكلية نسختين من ملتقى الأكاديميات العسكرية العالمي، كما أننا عضو في اتحاد الكليات العسكرية، بالإضافة إلى مشاركتنا في العديد من التدريبات بكل من سلطنة عمان- منغوليا- اليونان- بريطانيا- فرنسا.
ماذا عن مشاريعكم المستقبلية؟
- كل مؤسسة تعليمية مدنية كانت أو عسكرية تطمح دائما إلى تجويد برامجها ونظمها التعليمية، وهذا بالضبط ما نسعى له في كلية أحمد بن محمد العسكرية، فنحن نتمتع- ولله الحمد- بقدر كبير من الجودة التدريبية والأكاديمية، لكن طموحنا في هذا المجال ليس له حدود، وذلك من خلال المواكبة لمستجدات العصر وتحدياته أيضا.
هل للكلية من إسهامات في دعم التعليم العسكري للدول الشقيقة والصديقة؟
- كما أسلفت من قبل فإن رؤية القيادة السياسية للبلاد كانت تطمح لإنشاء كلية عسكرية تخدم الإقليم العربي ككل،
واليوم- وتفعيلا لهذا الطموح السامي- فإن الكلية تضم بين فصولها ومختلف مرافقها العديد من المرشحين ضباطا من عدد من الدول الشقيقة والصديقة، منها الأردن والسودان والكويت وجزر القمر وتونس وموريتانيا … وغيرها.
هل من ميزة تجعل لكلية أحمد بن محمد مكانةً خاصة ضمن مثيلاتها في العالم العربي والشرق الأوسط؟
- أكاد أجزم، وبكامل التجرد والإنصاف، أن كلية أحمد بن محمد العسكرية تعتبر أفضل كلية عسكرية بالشرق الأوسط، وهي تعتمد برنامجا تعليميا، وبرنامجَ إدارة موظفين، لا مثيل لهما في الكليات التي زرتها، كما لديها نظام تكنولوجي يحتوي على معلومات المرشحين، يمكن من خلاله للطالب أن يتابع دروسه «أون لاين»، سواء كان تواجده داخل الدولة أو خارجها، كما يستطيع ولي أمر الطالب من خلال رمز سري أن يتابع تحصيل ابنه ودرجاته والملاحظات المسجلة عليه.. اختصارا فإن الكلية تقوم بتخريج قادة مسلحين بالعلم، يتم إعدادهم وتدريبهم وتأهيلهم وتعليمهم وفق أحدث نظم التدريب وأرقى الخطط الأكاديمية في الكليات والأكاديميات العسكرية العالمية، ليكونوا خير زاد تتزود به القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في دولتنا الحبيبة تحت القيادة الرشيدة لحضرة سيدي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى القائد العام للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه.
ومنذ بداية إنشاء كلية أحمد بن محمد العسكرية تم وضع الخطة العسكرية والأكاديمية، ومع مرور السنين، ومواكبةً للمتغيرات المعاصرة، تطورت الكلية حتى أصبحت صرحا تعليميا متميزا على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي.
وبعد مرور أكثر من عشرين سنة، بذلت الكلية خلالها جهدا متميزا في إعداد خريجين على أعلى مستوى من الناحيتين العسكرية والأكاديمية ونجحت في تخريج قيادات عسكرية مؤهلة بأحدث المعارف والعلوم المدنية والعسكرية، لتحقيق هدف واحد هو: خدمة الوطن الغالي.
كما شهدت الكلية تطورات كبيرة من حيث التخصصات الأكاديمية، واستقطبت نخبة من الأساتذة المتميزين، وعقدت اتفاقيات شراكة وتعاون مع الجامعات والكليات المماثلة داخل الدولة وخارجها.
copy short url   نسخ
13/07/2018
11640