+ A
A -
- ترجمة- نورهان عباس
أكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في أتلانتا رافائيل بوستيك أن سوق العمل الأميركي يمر بفترة حاسمة حاليا في ظل العديد من الاضطرابات التي تشهدها الأسواق، وتسارع وتيرة المتغيرات الاقتصادية، مشيرا إلى السعي الدؤوب نحو توفير فرص عمل جديدة للناس في وظائف مستقرة، لمواكبة التغيير الذي يحدث في سوق العمل.
وتوقع رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا في حوار أجراه مع صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية استمرار ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة ولكن بوتيرة بطيئة نسبيا.
ويرى بوستيك أنه سيكون هناك انخفاض مستقبلي في الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة نتيجة الصعوبات التي يواجهها أصحاب المؤسسات، وسيتراوح ذلك الانخفاض بين نقطة ونصف مئوية في الناتج المحلي الإجمالي إضافة إلى تأثير الأعاصير على الاقتصاد الأميركي، وإلى نص الحوار..
ما هي الطريقة التي يتبعها الاحتياطي الفيدرالي لتنمية القوى العاملة في أوقات البطالة المنخفضة؟ وهل حان الوقت لمعالجة قضايا سوق العمل بشكل جذري في أميركا؟
- نحن في فترة حاسمة لسوق العمل الأميركي، حيث يوجد هناك الكثير من الاضطرابات في الأسواق، ويشهد الناس تسارع وتيرة تغير الاقتصاد. وهم يرون مؤشرات توظيف متأرجحة تظهر وتختفي بطرق تجعلهم متوترين طوال الوقت. وما نقوم به نحن في البنك الاحتياطي الفيدرالي هو تكثيف جهود تطوير القوى العاملة، بالتفكير علي مستوى مؤسسي واسع، ونحاول أن نوفر فرصا جديدة للناس في وظائف مستقلة، لمواكبة كل التغيير الذي يحدث في سوق العمل، وفي نفس الوقت نحاول مواكبة التغيير في متطلبات سوق العمل، بحيث تبقى القوى العاملة قابلة للتوظيف داخل السوق الأميركي وخارجه.
أظهر تقرير التوظيف الأميركي لشهر سبتمبر الماضي أول انخفاض من نوعه في كشوف المرتبات خلال سبع سنوات، مما يعكس على الأرجح آثار الأعاصير الاقتصادية الأخيرة. هل هذا يعطي صانعي السياسات ضوءا أحمر حول ضرورة النظر في زيادة معدلات الرواتب في وقت لاحق من هذا العام؟
- قبل سبتمبر الماضي كان آخر شهر لانخفاض معدلات الرواتب في عام 2010، لكن الأمر تكرر هذا العام ونحن نعلم أن الأعاصير الشديدة سوف يكون لها تأثير سلبي على الأداء الاقتصادي والرواتب، حيث إنها أطاحت برواتب العديد من كبار الموظفين، وأحيانا بوظائفهم كلها. وحسب تقديراتنا المستقبلية، سيكون هناك انخفاض مستقبلي في الناتج المحلي أيضاً نتيجة الصعوبات التي يواجهها أصحاب المؤسسات، وسيتراوح ذلك الانخفاض بين نقطة ونصف مئوية في الناتج المحلي الإجمالي إضافة إلى تأثير الأعاصير على الاقتصاد الاميركي.
وفي الفترة المقبلة، سيظهر لنا أين يتجه الاقتصاد الأميركي، وجزء من عملنا الآن هو محاولة للكشف عن إشارات واضحة في الطريق المبهم، فالأعاصير الاقتصادية الأميركية تسببت في الكثير من الضجيج، وتسببت في وقوف الغيوم الاقتصادية أمام وضوح المشهد العام للأسواق.
ماذا عن التضخم الذي ظهر هذا العام؟ وهل تتوقع حدوث تضخم وزيادة أكبر في الأسعار في المستقبل؟
- كانت مؤشرات التضخم محيرة بالطبع بالنسبة لنا، فقد كنا بدأنا نرى بعض التحول الإيجابي في بعض أجزاء السوق، كما أظهر تقرير الوظائف الأخير مكاسب صحية جيدة للأجور، وكان ذلك أمراً مثيراً للاهتمام، ولكن جاءت مؤشرات التضخم لترفع المؤشرات السلبية المستقبلية من جديد، والآن وكرئيس للبنك الاتحادي الفيدرالي في أتلانتا يمكنني أن أعترف لك أننا مررنا باضطراب اقتصادي كبير، وخرج الكثير من المستثمرين من حلقة الاقتصاد القوي.
وهذا يوحي أننا وصلنا إلى نهاية القدرة على مليء المؤسسات بالعمال غير المناسبين، لمجرد أنهم فقط يقبلون الأجور المتدنية في سوق العمل، وإلا فأن التضخم سوف يزيد بشكل أكثر بكثير من الموجود حالياً.
بدأت رياح التغيير تهب على الميزانية العمومية للولايات المتحدة الأميركية. هل تتوقع أن يؤدي ذلك إلى استمرار ارتفاع أسعار الفائدة على المدى الطويل؟
نعم قد يحدث ذلك في نهاية المطاف، ولكن سيكون تعميم الفائدة الجديدة تدريجيا، فنحن في طريقنا لاعتماد هذا الارتفاع في أسعار الفائدة ولكن بوتيرة بطيئة نسبيا.
وسنرى كيف يستجيب السوق ومن ثم سنأخذ هذه الاستجابة بعين الاعتبار، ونحن نفكر في إجراء تغييرات على السياسة الاقتصادية للبلاد بشكل موسع.
وعلى المستوى الشخصي، فقد شعرت بالارتياح لأننا أعلنا ذلك، وبدأ السوق في استيعابه، فبالنسبة لي كان هذا علامة على أن السوق يفهم ذلك وكان مرتاحا مع الاتجاه نحو التغيير. وتأكد أن سرعة التغيير لن تكون كبيرة لدرجة أنها ستؤدي إلى أي نوع من الضائقة المالية في السوق.
أخيراً، هل يمكن أن تنمو الولايات المتحدة بمعدل ثابت 3 ? أو أفضل – كما وعد الرئيس دونالد ترامب-؟ وهل هناك تغييرات في السياسة يجب أن تحدث لجعل ذلك ممكنا؟
- نعم يمكن. ولكن هذا ليس حقا ما أركز عليه. فأنا أركز على إلى أي مدى نحن في مستوى مستقر لسعر العملة، وإذا ما كانت الشركات لديها فرصة لجعل الاستثمارات طويلة الأجل، مع ضمان عناصر التخطيط والتوظيف، وأن يكون لدى كل مستثمر درجة من اليقين حول ما سيبدو عليه المستقبل. وعندما يحدث ذلك، سنرى ذلك الرقم وأكثر.
وفي الوقت الحالي، نحن نعلم أن العديد من الشركات تخشى من ضخ كم كبير من رأس المال، أعتقد أن ما ينتظرونه هو الفرص المثالية، التي تدفعهم للتخلي عن ذلك الحذر المفرط.
copy short url   نسخ
21/07/2018
1626