+ A
A -
فاطِمة الزهراء العبـــاسي
خطب خالد بن صفوان وهو رجل ذو مال وجاه امرأة فقال لها: أنا خالد بن صفوان والحسب على ما قد علمته والمال على ما سمعت وفيّ خصال سأبينها لك فتقبلين أو ترفضين.
قالت: وما هي؟
قال: إن الحرة إذا دنت مني أملّتني وإذا تباعدت عني أعلّتني ولا سبيل إلى درهمي وديناري وتأتيني ساعة من الملل لو أن رأسي في يديّ لنبذته.
فقالت: قد فهمنا مقالتك ووعينا ما ذكرت وفيك بحمد الله خصال لا نرضاها لبنات إبليس، فانصرف رحمك الله.
ويقول الشاعر أبو العيناء:
خطبت امرأة فاستقبحتني فبعث ذلك في روحي الأسى فكتبت لها بيتا قلت فيه: فإن تنفري من قبح وجهي فإنني... أريب أديب لا غبي ولا فدْم
فأجابتني: ليس لديوان الرسائل أريدك.
وتقول امرأة حسناء:
جاءني رجل يلبس أفخم الملابس وعطره الفاخر يملأ المكان إلا أن وجهه لا يبعث في ناظره السرور برؤيته قال لي:
إنك امرأة ذات جمال وأنا رجل ذو مال وعلم أخذته من تلك البلاد وراح يعدد خصاله وإن قبلت الزواج بي ستكونين أميرة زمانك ستلبسين الحرير والذهب. تقول:
أحسست للحظة أنه يعدد صفات الجنة وهو لا يملك حتى نور الملائكة.
الزواج ليس لقبا ولا مباهاة بل حياة، ومن أجل هذه الحياة نتمعن في اختيار الشريك الذي نحيا معه العمر كله..
ليس كل وسيم هو المناسب ولا كل جميلة هي المناسبة فقد روي عن الإمام علي بن أبي طالب أنه قال: الرجال صناديق مغلقة مفاتيحها الكلام..
وكذلك الحال مع النساء فكم كشف الكلام زيف بعض النساء والرجال، وصدق سقراط حين قال لأحد تلامذته:
تكلم حتى أراك..
كل شروط الزواج الناجح واضحة وضوح الشمس ومع هذا أراهن على تبلد عقول معظم النساء مع أول بشائر عريس.
تقول إحداهن:
كلما أتذكر أني يوم عقد زواجي وَقَّعت دون ضغوطات ولا تهديد وبكامل إرادتي العقلية أتذكر قولة تعالى: «وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون».
copy short url   نسخ
21/07/2018
2006