+ A
A -
الدوحة - الوطن
أكد سعادة اللواء الركن محمد حمد النعيمي قائد كلية جوعان بن جاسم للقيادة والأركان المشتركة، أن الكلية تستهدف تطوير قدرات الضباط الدارسين على أعمال هيئة الركن وإجراءات القادة، وإعدادهم على العمليات وتنمية مهارات الاتصال وفن الخطابة ورفع المستوى المعرفي.
وقال سعادته، في مقابلة خاصة مع مجلة «الطلائع»، التي تصدر عن مديرية التوجيه المعنوي، إن كلية جوعان بن جاسم خرّجت حتى الآن 4 دفعات، ثلاث منها باللغة الإنجليزية، والأخيرة التي تم تخريجها في أكتوبر من عام 2017 باللغة العربية.. مشيراً إلى أن الدفعة الجديدة «الخامسة» تبدأ الدراسة في سبتمبر 2018 وتتخرج إن شاء الله في يوليو 2019.
وأضاف: إن هناك دورتين بالكلية حالياً إحداهما يطلق عليها «دورة العمليات المشتركة» والأخرى دورة القيادة والأركان، وتعتبران من الدورات الثقيلة أكاديمياً وتأخذ فترة طويلة تقارب الـ 10 أشهر.
وأشار إلى أن الكلية وقعت عدداً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع جامعة قطر وقناة الجزيرة ومكتبة قطر الوطنية وبصدد توقيع مذكرة تفاهم مع كلية المجتمع والمدرسة البحرية للدراسات العليا بالولايات المتحدة الأميركية خلال الفترة المقبلمة.
وأوضح أن الكلية لديها خطة لاستقطاب الدارسين من الدول الشقيقة والصديقة، بالإضافة إلى مجلس التعاون الخليجي ليشمل ضباطاً من دول لديها خبرات في مسألة مكافحة الإرهاب وخوض الحروب.
وقال اللواء الركن محمد حمد النعيمي إن دول الحصار مارست على الشعب القطري الإرهاب السياسي والإرهاب الاقتصادي والإرهاب الاجتماعي والإرهاب الإعلامي.. لافتاً إلى أن أزمة الحصار أحدثت شرخاً في صف مجلس التعاون الخليجي، والخريطة الجيوسياسية والتحالفات بالمنطقة.
بداية نود تعريف القارئ بأهداف ورؤية كلية جوعان بن جاسم للقادة والأركان؟
- طبعاً رؤية قطر 2030 هي الرؤية الأساسية التي تستند إلى تحقيقها مؤسسات الدولة التعليمية المختلفة ومنها المؤسسات التعليمية بالقوات المسلحة القطرية، وبطبيعة الحال رؤية قطر 2030 تركز على التنمية البشرية والاهتمام بالعنصر البشري كركيزة أساسية ضمن هذه الرؤية الطموحة، ومن هنا جاءت رؤية كلية جوعان بن جاسم للقيادة والأركان المشتركة وهي كلية تم تأسيسها وفقاً لقرار أميري من سيدي حضرة صاحب السمو، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، عام 2014، للاهتمام بالعنصر البشري كأحد أهم مخرجات الكلية، ومن أهداف الكلية تطوير قدرات الضباط الدارسين على أعمال هيئة الركن وإجراءات القادة، وتعزيز وتطوير معرفة الضباط الدارسين بأدوار، وأسس استخدامات القوات المسلحة في قطاعاتها الثلاث الجوية والبحرية والبرية، وإعداد الضباط على العمليات المشتركة في المستوى الاستراتيجي والعملياتي وتطوير مفاهيمهم على التعامل مع هذا النوع من العمليات، وتنمية مهارات الاتصال وفن الخطابة ورفع المستوى المعرفي بالنسبة للضباط الدارسين لكلية جوعان بن جاسم للقيادة والأركان.
كم دفعة تخرّجت في كلية جوعان بن جاسم للقيادة والأركان؟
- تخرج في كلية جوعان بن جاسم للقيادة والأركان المشتركة أربع دفعات، وبدأت الكلية بتخريج الدفعة رقم (1) إلى الدفعة رقم (3) وكانت باللغة الإنجليزية، وبعد صدور التوجيهات من القيادة العامة للقوات المسلحة بأن يتم التعليم والتدريب باللغة العربية قمنا بتخريج الدفعة الرابعة باللغة العربية، وتم تخريجها في أكتوبر من عام 2017.
أما الدفعة الخامسة للكلية فتبدأ الدراسة في سبتمبر المقبل، وبذلك ستكون لدينا دورتان إحداهما يطلق عليها «دورة العمليات المشتركة» والأخرى دورة القيادة والأركان، وهي من الدورات ذات الثقل الأكاديمي من حيث السقف المعرفي والخبرات التي يتحصل عليها الطلاب الدارسون والتي تمتد لفترة طويلة تقارب الـ 10 أشهر.
الدفعة الخامسة
الدفعة الجديدة تبدأ في سبتمبر المقبل.. متى سيتم تخريجها؟
- الدفعة الجديدة (الخامسة) تبدأ الدراسة في سبتمبر 2018 وتتخرج إن شاء الله في يوليو 2019.
كيف تساهم الكلية في تعزيز القوات المسلحة بقادة مسلحين بالعلم والخبرات؟
- طبعاً القوة العسكرية هي إحدى ركائز القوة الوطنية، ومن هذا المنطلق تأتي أهمية إعداد الضباط على مستوى عالٍ من المعرفة بحيث يكونون قادرين على التفكير الاستراتيجي المنظم وتحديد البدائل والخيارات في حالة استخدام القوة العسكرية في ظل ظروف وبيئات عملياتية مختلفة.
كما أن القيادة العامة للقوات المسلحة تولي اهتماماً كبيراً لإعداد الضباط معرفياً ليصلوا إلى مستويات القيادة الاستراتيجية المميزة ضمن القوة العسكرية مع امتلاكهم للدراية التامة بالمصالح الوطنية العليا للدولة والقدرة على الحفاظ على مقدرات الدولة.
ما نظام الدراسة بالكلية وهل هناك منهج نظري وعملي؟
- نظام الدراسة بالكلية مثل أي نظام دراسة في الدورات العسكرية، لكن الفرق في فلسفة طريقة إعطاء هذه الدورة؛ فنحن نعتمد في كلية جوعان بن جاسم على أسلوب حلقات النقاش ودائما نعطي حرية للضابط، بحيث يكتسب الضابط القدرة على التحليل والنقاش والاستماع إلى الآراء المختلفة وإبداء الرأي، كما نسعى دائماً إلى تطوير المنهج النظري والعملي في كلية جوعان بن جاسم وذلك من أجل تحقيق أهداف وتوجيهات القيادة العليا.
يقوم المنهج النظري على تدريس بعض المواد النظرية منها التخطيط الاستراتيجي والعلاقات الدولية والإدارة الاستراتيجية والقانون الدولي وهي مواد يحتاجها الضابط الركن، كما أن لدينا تمارين عملية وهي تمارين تقدير الموقف وأوامر العمليات المختلفة وأعمال هيئة الركن والعمليات المشتركة بالإضافة إلى تمرين رئيسي وهو «لعبة الحرب»، ويقوم به الضباط الدارسون في نهاية الدورة.
وتضم الكلية مجموعة متميزة من الموجهين ذوي الخبرة في مختلف التخصصات، كما نعتمد على فلسفة «المحاضر الزائر»، ونختار هذا المحاضر كرافد من روافد المعرفة بالنسبة للقيادة والأركان ومن ثم ينمي ويعزز قدرات الضباط الدارسين بالدورة. ويتمكن الضابط من خلال ذلك على فهم التباين والاختلافات بين ما يتناوله المحاضرون في القضايا المختلفة فعلى سبيل المثال؛ عند طرح قضية الإرهاب يتم طرحها من وجهة نظر آسيوية وغربية وعربية فتصل القضية إلى الدارس بشكل أوسع وأعمق.
ما أهم الشروط التي تتوفر للدارسين بالكلية؟
- دورة القيادة والأركان صممت بإتقان عالي المستوى وتستهدف شريحة معينة وفئة بعينها من الضباط، فالتعليم بالكلية عبارة عن حلقات مكملة لبعضها؛ فإذا فقد الضابط دورة من الدورات السابقة قد يجد صعوبة في أن يكمل دورة القيادة والأركان، فعلى سبيل المثال يجب أن يكون الدارس برتبة رائد أو مقدم ويكون حاصلاً على دورات تأهيلية قبل الدخول لكلية القادة والأركان، بالإضافة إلى أن الضابط المرشح للدورة يجب أن يكون من ضمن مخططه الوظيفي أن يتبوأ مناصب قيادية في المستقبل؛ فدورة القيادة والأركان هي أولى الدورات القيادية التصاعدية.
علاقات واتفاقيات
هل هناك علاقات للكلية بالأكاديميات العلمية في دولة قطر والخارج وكيف تقيمون هذه العلاقات.. وهل هناك اتجاه لتوقيع اتفاقيات جديدة؟
- لدينا نوعان من العلاقات، الأولى علاقات خارج منظومة القوات المسلحة مع المؤسسات التعليمية والأكاديمية بالدولة منها علاقات تعاون مشترك؛ حيث قمنا بتوقيع مذكرة تفاهم مع جامعة قطر وشبكة «الجزيرة» الإعلامية ومكتبة قطر الوطنية ونحن بصدد توقيع مذكرة تفاهم مع كلية المجتمع وهناك تعاون مباشر مع جامعة حمد بن خليفة، وحالياً نقوم على تطوير هذه العلاقات بسبب أن مركز الدوحة للدراسات العليا أصبح أحد الروافد المعرفية.
أما العلاقات الخارجية فلدينا علاقات مباشرة مع المدرسة البحرية للدراسات العليا بالولايات المتحدة الأميركية ؛حيث قمنا بإعداد دورات مشتركة قصيرة بالتعاون معهم في عدة مجالات، وسيتم العام المقبل تكثيف هذا التعاون لعدد من الدورات بعد موافقة القيادة العامة، كما أننا بصدد التعاون مع جامعة السوربون الفرنسية.
ما خطط الكلية لاستقبال الطلاب من الدول الشقيقة والصديقة؟
- يضم سجل الكلية وخريجوها العديد من الضباط من الدول الشقيقة والصديقة، فمن مجلس التعاون الخليجي شارك عدد كبير من الضباط منذ الدورة الأولى وحتى الرابعة، وإن شاء الله في الدورة الخامسة سيشارك عدد أيضاً من الدول الشقيقة والصديقة، كما أن لدينا رؤية لتطوير وتعزيز التعاون مع دول أخرى صديقة ممن لديها خبرات في مسألة مكافحة الإرهاب وإدارة العمليات الحديثة المختلفة مما يعزز قدرات الضباط القطريين عبر التجربة والاحتكاك واكتساب الخبرات المتنوعة وتقوية الروابط المشتركة.
كيف تقيّمون الطفرة التي شهدتها القوات المسلحة القطرية على مستوى التسليح والتدريب؟
- تطورت منظومات التسليح بالقوات المسلحة القطرية بشكل كبير خلال الفترة السابقة من خلال توقيع اتفاقيات التسليح وتطوير منظومات الأسلحة منها توقيع شراء طائرات الـ «F18» وكذلك القطع البحرية وأنظمة التسليح المختلفة، وواكب ذلك تطور غير مسبوق على مستوى الموارد البشرية ورفع مستوى التدريب إلى مستويات كفاءة متقدمة.
ما وجهة نظركم في الحصار الجائر وكيف عزز من التلاحم بين القيادة والشعب؟
- الحصار الذي تم فرضه على دولة قطر لا أسميه حصاراً جائراً، بل أسميه حصاراً لا أخلاقياً، فقد ادعت دول الحصار الأربع الكثير من الافتراءات عن قطر ولم تستطع أن تأتي بدليل واحد على هذه الفبركة، هذا الحصار لا أخلاقي لأن الدول المتقدمة والمتحضرة لا تتصرف بهذه الطريقة، فقد مارست دول الحصار الإرهاب السياسي والإرهاب الاقتصادي والإرهاب الاجتماعي والإرهاب الإعلامي ضد قطر مما أحدث شرخاً في النسيج الخليجي.. ولكن بفضل من الله أن لدينا حكومة رشيدة تحت قيادة سيدي حضرة صاحب السمو، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، استطاعت بحكمة واقتدار أن تتعامل مع هذا الحصار بشكل لم يشعر به المواطن والمقيم على حد سواء وأصبحت الأمور تسير بشكل طبيعي.
المفارقة أن دول الحصار هي التي تمت محاصرتها بعد فتح الخطوط البحرية وخطوط الطيران على بدائل خارج دول الحصار باستراتيجية وضعت الحلول ووفرت كل المواد الأساسية.
ومن الحقائق التي لابد من ذكرها أن الحصار أظهر قوة وإرادة الشعب القطري وصلابته وثقته في القيادة، وقد شهدت وسائل الإعلام المختلفة كيف أظهر الشعب حبه للقيادة وتمسكه بها من أجل الحفاظ على المصالح الوطنية وعدم المساس بالسيادة.
والشعب القطري بقيادة سيدي صاحب السمو– حفظه الله– قدم درساً في الصمود جعل الحصار مجرد اسم بلا رسم ومأزق للدول التي قامت به لا تعرف سبيلاً للخروج منه دون الاعتراف التام بالخطأ والجريمة التي ارتكبتها في حق قطر.
والكل يعرف ما قدمه صاحب السمو للشعب القطري من رفاهية وقفزات هائلة في التنمية وطفرة عمرانية، وكذلك مستوى العلاقات الاستراتيجية التي تربط دولة قطر بالدول الكبرى والدول الإقليمية، فالعالم يثق في قدرات قطر على تنظيم مونديال 2022 والأحداث والمؤتمرات الكبرى.. والمواطن القطري على مستوى عالٍ من الثقافة والمعرفة لن يضره هذا الإعلام المسيس من دول الحصار.
كيف ترون مستقبل المنطقة في ظل هذا الحصار والتحالفات الجديدة؟
- لم يكن الحصار حدثاً عابراً أو نتيجة انفعال مؤقت، بل كان فعلاً مخططاً له ومدبراً تغيرت معه الخريطة الجيوسياسية في المنطقة وأنتجت تحالفات دولية جديدة، على سبيل المثال هناك تحالف إماراتي سعودي إسرائيلي.. على الجانب الآخر هناك تحالف قطري تركي وتعاون قطري مع حلف شمال الأطلنطي (ناتو).. وأعتقد أن التحالفات الإقليمية ستتغير وفقاً للمصالح الحقيقية لدول المنطقة وليس نتيجة للمؤامرات والمغامرات ضيقة الأفق، كما أتصور أن التحالفات الضبابية والشخصية التي نتجت عن حصار قطر لن تطول بعد أن ينكشف للدول والشعوب أن حصار قطر كان خطوة ضمن مخطط أكبر مثل «صفقة القرن» التي بدأ تنفيذها مع نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس المحتلة. الشعوب العربية واعية وهو ما لمسناه من التأييد الكبير والتعاطف الذي وجدته قطر في محيطها العربي والإسلامي بل وعلى المستوى العالمي، وقد ظهرت صحوة الشعوب العربية في موقف الشعب الأردني في الأزمة الأخيرة ونتمنى أن يزول التوتر عن الشرق الأوسط.
copy short url   نسخ
21/07/2018
3291