+ A
A -
القاهرة- قنا- أكد سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى، أن الأمة تقف اليوم أمام منعطف تاريخي في مسار القضية الفلسطينية.
ونبه سعادة رئيس مجلس الشورى، في كلمته أمس أمام الدورة 28 الاستثنائية للاتحاد البرلماني العربي لرؤساء المجالس والبرلمانات العربية، إلى أن الجميع يلتقي اليوم ومواكب الشهداء والجرحى الفلسطينيين تتوالى مع كل هبة مسالمة تخرج للتأكيد للمحتل ثباتهم في مطالبتهم بحقهم الشرعي والتاريخي في العودة وفي استرداد أرضهم السليبة، وللتعبير عن رفضهم لممارسات الاحتلال الباطشة ضد أصحاب الحق وأوتاد الأرض المقدسة، الذين يدافعون عن حقوقهم التي أكدتها كافة القوانين والمواثيق الدولية والتي تضمن لهم حقهم في تقرير المصير وفي إقامة دولتهم المستقلة فوق أرضهم على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وشدد سعادة رئيس مجلس الشورى على أن دولة قطر ظلت بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ولا تزال داعمة للأهل في قطاع غزة وفي الضفة الغربية بعزيمة وصدق في كل أحوالهم وعلى كافة المستويات حتى يسترد الشعب الفلسطيني بقيادة فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حقوقه المشروعة، وذلك إيمانا بحق الأخوة والعروبة ووفاء بالمسؤولية الأخلاقية التي تقتضي الوقوف مع الحق ونصرة المظلوم.
وتابع سعادته قائلا «إننا نشهد اليوم، ومع ما يعانيه أهلنا في فلسطين، مساعي محمومة تجري في ظل تمزقنا وتشتت إرادتنا، للقضاء على القضية الفلسطينية، بدءا باعتبار القدس عاصمة أبدية للكيان الإسرائيلي، ونقل السفارات إليها لإخراج قضية القدس من أية مفاوضات واتفاقيات لاحقة، وحصار ظالم على قطاع غزة، ومحاولة لإنهاء وإسقاط قضية اللاجئين وحق العودة لهم، وإقرار البرلمان الإسرائيلي «لقانون القومية» الذي يكرس التمييز والفصل العنصري البغيض ويقوض ما تبقى من آمال في عملية السلام وحل الدولتين وذلك محاولة لفرض حلول قسرية لا تحقق للفلسطينيين دولة مستقلة ولا حق العودة لأراضيهم المحتلة، ولا حق لجعل القدس الشرقية عاصمة لهم».
وشدد سعادته على أن الاحتلال الإسرائيلي، يسوم إخوتنا في فلسطين صنوف القهر المتمثلة في ممارسة عمليات العقاب الجماعي والحصار الاقتصادي وحرب شاملة وسجن الأطفال والشباب والكهول والنساء، وتدمير الممتلكات وهدم المنازل.
وقال آل محمود إن صمود أهلنا وإخوتنا في فلسطين عبر العقود السبعة الماضية وتمسكهم بحقوقهم القومية والشرعية يفرض علينا وهو أيضا من واجبنا، التضامن والتلاحم القوي معهم، وحيا في هذا السياق الصمود البطولي لأطفال ونساء وشيوخ وشباب الأرض المحتلة، داعيا إلى عدم اليأس والصبر في انتظار النصر وتحقيق السلام على أرض فلسطين الحبيبة وكافة الأراضي العربية المحتلة «فنحن موعودون وعدا إلهيا حقا بعودة الحق لأصحابه، وها هم المقدسيون مرابطون في بيت المقدس وأكنافه يسطرون كل يوم سطرا من البطولات في صفحة الرباط والجهاد أمام أعتى الأسلحة وآلة التدمير الإسرائيلية في وقت تخلى فيه الكثيرون عن نصرتهم وتقاعست همم البعض منهم.. لقد ماتت الإنسانية في القرن الحادي والعشرين».
وأكد سعادته أن حضورنا- قطر- في هذه الدورة الاستثنائية، ليس لتكرار المواقف وإنما لنعمل شيئا أو نتخذ إجراء، يدفع الأمل في نفوس أهلنا في فلسطين وليس كلاما يقال اليوم ويطير في الهواء غدا.
وقال سعادته «إن السؤال الهام الذي ينبغي أن يطرح في هذا الاجتماع الطارئ هو ماذا نحن فاعلون أمام هذا الحيف والجور العظيم؟ فلابد وأن نعلم بأننا لن تقوم لنا قائمة ولا يبقى لنا دور إذا تخلينا عن التضامن وعن قيم التعاضد والتعاون وتنسيق الجهود ودعم إخوتنا الذين يدافعون عن أنفسهم وعنا، حتى يتمكنوا من الوقوف أمام الظلم والعدوان».
وأكد سعادة رئيس مجلس الشورى أن الدفاع عن القدس واجب شرعي، وأن الوقوف مع الإخوة المرابطين هو دعم للخط الأول من دفاعنا عن أمتنا.
ونبه إلى أن من يعجز عن القيام بهذه المسؤولية فلا أقل من أن يكف أذاه ولا يعين الأعداء على الأهل في فلسطين ويتوقف عن تثبيط همتهم في الدفاع عن حقوقهم.
وتابع سعادته قائلا «إننا ما تركنا وسيلة إلا وجربناها ولا جهة إلا قصدناها، فاستصدرنا القرارات الأممية منذ عام 1947م، ثم دخلنا سلسلة المفاوضات وعملية السلام، وجربنا كذلك التطبيع من قبل بعض الدول، فماذا كانت النتيجة، لا شيء للعرب والمسلمين غير الخلافات حول التعاطي مع القضية الفلسطينية ولو كانت مواقفنا موحدة لكان الوضع مختلفا».
كما أكد أن طريقنا لتحقيق ما نصبو إليه هو بالتصالح والتضامن بين إخوتنا الفلسطينيين والتضامن والتعاون بيننا. وأعرب سعادة رئيس مجلس الشورى عن أمله في أن يعزز هذا اللقاء الدعم البرلماني والعربي للشعب الفلسطيني، ويؤكد على كافة حقوقه المشروعة، وعلى رأسها رفع الحصار الظالم عنه وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
copy short url   نسخ
22/07/2018
3250