+ A
A -
أكدت صحيفة ذا نيوز الباكستانية، أن تفوق قطر على أزمة الحصار الخليجي الجائر، يتخطى كونه مجرد تحد اقتصادي أو سياسي خاص بها، فهو معجزة عالمية بكل المقاييس، حيث وقفت دولة واحدة في وجه أربع، منها ثلاث خليجية من جيرانها الأقرب لها، ورغم ذلك انتصرت عليهم.. وقال معلق الصحيفة الباكستانية: «بعد أن أكملت دولة قطر عامها الأول من الحصار البري والبحري والجوي الشامل، الذي كان يهدف إلى الحد من قدراتها، وأفشلت الهدف من الحصار وهو فرض الوصاية على البلاد، وتقويض سيادتها واستقلالها بما يتجاوز أي اتهامات باطلة قدمها الرباعي كذريعة للأزمة، يمكن القول إن قطر حققت معجزة بكل المقاييس».
وأضاف: «حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى كان رمز تحدي البلاد للحصار، وأظهر صفات قيادة رائدة لإدارة الأزمة بحذر، كما تحرك بسرعة لتجنب أي عواقب، واستخدم موازين القوى الإقليمية والدولية لصالح بلاده، أولاً لتبديد التهديد المباشر بالعدوان، وفي وقت لاحق لإضعاف تداعيات الحصار بشكل كبير. فبعد كل شيء، فإن حضرة صاحب السمو هو كلمة السر، التي حولت قطر من بلد صغير إلى لاعب إقليمي مهم، وذي تأثير مع وصول عالمي لقوته الناعمة».
ولفت الموقع، إلى أنه في أعقاب الحصار مباشرة، كان هناك توتر بين الناس، لأنه تسبب في خوف على الأمن الغذائي للبلاد، وذلك أجبر الناس على الاندفاع إلى محلات السوبر ماركت، ولكن تمكن الحكومة القطرية من سد الفجوة الغذائية على الفور، ساهم في استقرار الأسواق في أقل من 24 ساعة.
وبعد فترة وجيزة، اتخذت البلاد خطوات بعيدة المدى، لضمان أمنها المادي والغذائي من خلال تعزيز شراكاتها الأمنية مع العديد من البلدان، كما جددت الاتفاقية العسكرية مع الولايات المتحدة، ودخلت في شراكة دفاعية وأمنية طويلة الأمد وخاصة مع تركيا، وقامت بتطوير علاقة وثيقة مع روسيا.
وأضافت الصحيفة: «نجحت قطر في مواجهة التحركات السعودية لحصارها، كما عملت على تعميق علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، فضلاً عن إعادة تنشيط روابطها مع الاتحاد الأوروبي».
وخلال 12 شهرًا فقط، لم تنجح البلاد في اجتياز العاصفة فحسب، بل أنها حوّلت أيضًا أكبر تحدٍ لوجودها إلى مجموعة كبيرة من الفرص، مما جدد الأمل والثقة بين مواطنيها، حيث حفز الحصار حملة قوية من أجل الاكتفاء الذاتي، وقامت البلاد ببناء المزارع وتحويل صحاريها إلى أرض خصبة.
وبعد أن كانت تنتج أقل من 1% من غذائها محلياً، أصبحت قطر الآن قادرة على تلبية ما يقرب من نصف احتياجاتها من منتجات الألبان والأسماك واللحوم من الإنتاج المحلي. وأطلقت الحكومة هدفاً طموحاً لتوفير 90% من طاقتها الإنتاجية الأساسية للغذاء محلياً، بحلول العام المقبل.
وتقول ذا نيوز: «بالنظر إلى التقدم الذي أحرزوه حتى الآن، يبدو أن هذا الهدف قابل للتحقيق».
ولمواجهة إغلاق الطرق الجوية والبحرية التي فرضها الحصار، فتحت قطر خطوطاً جوية وخطوط شحن جديدة، وأعدت ميناءها الخاص لتلبية متطلبات الشحن. ومنذ بداية الحصار، تلقت البلاد مليون حاوية عبر ميناء حمد البحري. ستصل إلى قدرتها الكاملة 7.5 مليون حاوية خلال عام.
لا تزال الإدارة الناجحة لكأس العالم لكرة القدم لعام 2022 واحدة من أكبر التحديات التي تتصدى لها قطر بنجاح. وعلى الرغم من الحصار، تمكنت قطر من مواصلة تنفيذ جميع مشاريع كأس العالم، ومن المتوقع الانتهاء منها قبل الموعد المحدد.
copy short url   نسخ
10/08/2018
3004