+ A
A -

تحقيق- عادل النجار- عوض الكباشي
تظل مباريات الديربي، تحمل في نتائجها الكثير من الخفايا، وتظل تجد كل الاهتمام لعدة أيام، هذا في الوضع الطبيعي، لكن عندما تنتهي مباراة ديربي كمباراة السد والعربي بنتيجة 10 - 1، فهي بكل تأكيد تحتاج لوقفة.. النتيجة بكل المقاييس غير عادية، ويجب أن نقف عندها، ونتعرف على أسبابها، وكيفية معالجة مثل تلك النتائج الكبيرة في دورينا، خاصة عندما يكون الفريق الخاسر في اسم ومكانة وإمكانيات العربي.
من خلال هذا التحقيق تحدث إلينا الكثير من الشخصيات الرياضية، وكان أغلب الآراء أن النتيجة تاريخية، وفضيحة، وغيرها من المسميات، إلا أن الجميع اتفق على أن الخسارة تعتبر خسارة لكل الأندية القطرية، رغم أن الفارق والأفضلية قد يكونان لمصلحة فريق على آخر قياساً بالعطاء والمردود خلال المواسم الماضية، إلا أن هذه المواجهات بين الفريقين لا تخضع لأي حسابات، باعتبار أنها مباراة ديربي، فهي لا تتقيد بأي معطيات أو أفضلية.
تواصلت الآراء الفنية تتحدث عن المواجهة التي لعبت أمس الأول وسارت في اتجاه واحد لمصلحة السد الذي تحكم بسير المباراة على مدار شوطيها، وإن كان الفريق العرباوي أفضل نوعاً ما في شوط اللعب الأول، ولكن السد بفضل قوته الهجومية الضاربة، فضلاً على امتلاكه كوكبة مميزة من اللاعبين الذين صنعوا الفارق استطاع أن يحسم المباراة لصالحه.. في حين بقي العربي في حالة انهزام واستسلام وظلت شباكه تستقبل الأهداف بكل سهولة، في ظل وجود «ضعف» كبير في المقدمة الهجومية. الكثير من الآراء والحلول جاءت من خلال التحقيق الذي التقينا فيه عدداً من الشخصيات الرياضية من محللين وإداريين وقدامى لاعبين وخرجنا بالآتي..







16 هدفاً لبونجاح في العربي
سجل المهاجم الجزائري في صفوف السد بغداد بونجاح 16 هدفاً في شباك العربي خلال آخر 5 مباريات خاضها مع فريقه أمام الأحلام في الدوري، وهو رقم قياسي بالتأكيد يعكس التفوق الكاسح للمهاجم الجزائري أمام فريق العربي، فقد سجل في المباراة الأخيرة سبعة أهداف كاملة محققاً الرقم القياسي على مستوى الدوري ككل والرقم القياسي من لاعب واحد في شباك العربي بمباراة واحدة، وكان قد سجل هدفاً في المباراة التي جمعت الفريق في 17 فبراير من العام الجاري وفاز خلالها السد بخمسة أهداف مقابل هدف، وسبقها بهدف في الجولة الخامسة الموسم الماضي وفاز بها السد بثلاثة أهداف لهدف وسبق أن سجل 5 أهداف في مباراة الموسم قبل الماضي التي انتهت بسبعة أهداف مقابل هدف في الجولة 21 التي أقيمت في شهر فبراير 2017، وسبقها بهدفين في الأسبوع الثامن للدوري يوم 26 نوفمبر 2016، ليكون بذلك قد سجل 16 هدفاً في 5 مباريات بمعدل تهديفي قياسي في شباك العربي.






تفاعل كبيــــــــــــــــر على «تويتر»
واصل رواد مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلهم الكبير مع النتيجة الكبيرة، فتحول موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» لليوم الثاني إلى أفراح سداوية وأحزان عرباوية وسط حالة من الحسرة والدهشة بسبب النتيجة غير المتوقعة على الإطلاق.. وقد تواصلت التعليقات على الهاشتاق الخاص الذي حمل عنوان «السد ـــ العربي» وشهد تفاعلا كبيرا من جانب كل الرياضيين من إداريين ولاعبين قدامى وإعلاميين، بالإضافة إلى الجماهير.
معبراً عن تمنيه أن يكون الدعم موحداً لكل الأندية، غرد خالد البريدي: «مبروك للسد الفوز الكبير لكن هذا شي مؤسف صراحة أن نشوف نتيجة نفس هذي في دورينا وأتمنى لو الأندية كلها تحصل نفس الدعم المادي عشان يكون فيه توازن وتقارب فالمستوى ومنافسه عشان أول شي تشوفون جمهور وعشان ما ينظلم نادي على حساب نادي ولمصلحة النظرة العامة للدوري القطري».
وغرد يوسف جفال قائلا: «ما حدث في مباراة أمس الأول بين السد ـــ العربي هو سوء اختيار من قبل إدارة العربي للمدرب والمحترفين واللاعب المحلي ليس من المعقول أن أستعين بلعيبة من فرق هبطت إلى الدرجة الثانية أو هربت منه وهذا الكلام ينطبق على أغلب الأندية دوري ـــ نجوم ـــ QNB».
البعض قال إن الهزيمة القاسية نتيجة للمشاكل التي يعاني منها الفريق خاصة على المستوى المالي وعدم قدرة المدرب على إنقاذ الموقف، في الوقت الذي طالب البعض الإدارة بسرعة التدخل لإنقاذ الموقف في حين طالب البعض الآخر الإدارة بالرحيل.
اكتفي إبراهيم خلفان بتغريدة كتب فيها: «اااااااااه على وقتٍ مضى!! يا ريت نستفيد من الأخطاء!!؟؟». من جانبه قال المحلل الرياضي المعروف ماجد الخليفي: «الحمدلله أني ما شفت مباراة السد والعربي لسفري، لأن هذه النتيجة تزعجني، وأحد يسألني وين الخلل؟ الجواب ببساطة مثل هذه النتيجة الكبيرة، هناك خلل كبير في المنظومة بالكامل: (1)الإدارة (2)الجهاز الفني(3)اللاعبون».
وعاد وغرد قائلا ردا على من كتب أن السد يجد الدعم وغرد قائلا: «إذا سلمنا أن السد مدعوم هل هو مدعوم في السنوات الأخيرة ولا من زمان، وإذا قلنا من زمان نقول شوف نتايج العربي آنذاك فريق الأحلام».
وبدوره عبر حسن الكواري المحلل الرياضي مدافعا عن توقعاته قائلا: عندما توقعت نتيجة مباراة السد العربي في برنامج المجلس وقلت إن النتيجة ستكون أكثر من 6-0 هاجمني جمهور العربي والحاقدون ع السد وشككوا في مستواي الفني وقالوا ما قالوا أحب أقول لهم «ليتكم قبلتوا بتوقعي».









الفريق يدفع ثمن «التيك أواي»
قال حسين الخواجة، حارس مرمى المنتخب الوطني والنادي الأهلي سابقاً، إن خسارة العربي الثقيلة أمام السد مجحفة في حق النادي صاحب التاريخ العريق ولجماهيره الكبيرة التي لم تنتظر أن يأتي يوم يخسر فيه الفريق بهذه النتيجة الكبيرة في مباراة الديربي.. وقال: «إذا تحدثنا عن الأسباب التي أدت إلى خسارة العربي بهذا الشكل فإن الأسباب عديدة ومن الصعب اختصارها لأننا سبق وتحدثنا عنها ومنها عدم وجود رؤية إدارية مستقبلية تساهم في إعادة النادي إلى وضعه الطبيعي، فالإدارات المتتالية عجزت عن توفير استراتيجية واضحة».
وأضاف: لا أعرف كيف يتم اختيار اللاعبين أو المدربين للفريق، فالمشاكل مستمرة دون حل في ظل الاعتماد على اللاعبين «التيك أواي» الذين تتركهم الأندية فيجلبهم العربي، وهذا يكون ثمنه غالياً؛ لأن النادي العربي يتطلب إخراج مواهب من الفئات السنية ودعمهم حتى يصبحوا نجوماً تعيد للنادي أمجاده، كما أنني اشعر بالدهشة لعدم الاعتماد على لاعبي العربي القدامى في وقت نجد أن من يدير في الأندية لم يكونوا لاعبين من الأساس».
وتابع: «للأسف أصبحت شماعة البعض هي الحديث عن الدعم وأنه سبب المشاكل ولكن الحقيقة أن الدعم ليس السبب بل الطريقة التي تتم الإدارة بها هي السبب، فالعربي لم يكن أغنى الأندية في السابق لكنه كان الأكثر حصولاً على بطولات، وهذا يؤكد أن المشكلة داخل النادي تتطلب علاجاً من المسؤولين وأن يتم وضع استراتيجية حقيقية للمستقبل حتى لا نشاهد المزيد من التدني والتراجع بالنسبة لنادٍ كبير مثل العربي، فمن المؤسف للكرة القطرية أن يحدث ذلك للأندية الكبيرة صاحبة الجماهيرية فالعلاج يبدأ من الإدارات وأن تجد حلولاً فعالة للمشاكل والأزمات دون تحميل الاتحاد المسؤولية لان الاتحاد بريء من تلك الأخطاء والمشاكل».
وتمنى حسين الخواجة في الوقت نفسه ألا تتكرر النتائج الكبيرة في الدوري لأنها تسيء إلى صورة البطولة وقوة المنافسة، مطالباً جميع الأندية بإظهار صورة أفضل وتقديم مستويات أكبر، خاصة مع اقترابنا من كأس العالم 2022.






اهتموا بالمراحل السنية
أعرب جميل عبيد، نائب رئيس نادي المرخية، والمحلل الرياضي، عن سعادته بفوز السد على العربي، وتابع: كامل احترامي للزعيم الذي يستحق الفوز التاريخي ومن حق جمهوره أن يفتخر بفريقه، لكن نتيجة المباراة كبيرة، وتاريخية وهي بكل تأكيد لا تسيء للعربي بالعكس تسيء للدوري وللكرة القطرية، خاصة أننا نستعد لتنظيم بطولة كأس العالم 2022، وهو ما يجعل الأنظار تتجه إلينا وتتابع دورينا، من المفترض يكون دورياً تنافسياً وجميلاً وشيّقاً، ولكن بكل أسف الآن نشاهد نتائج غير منطقية وغير مقبولة، ويكفي أن أقول إن السد استطاع من مباراتين أن يحرز 16 هدفاً، وهدافه بونجاح تمكن من احرز 10 أهداف متصدراً هداف المنافسة، لذلك أتمنى إعادة النظر في مستوى المحترفين بالنسبة لكل الأندية، وضرورة الاعتماد على اللاعبين الشباب، ومنحهم المزيد من الفرص، خاصة أننا نستعد لمونديال 2022، حتى يعود المستوى الجميل لدورينا، يجب أن نفكر في كيفية الاستثمار في الأندية، وجلب الرعايات والشراكات لنتمكن من زيادة دخل الأندية.
وأشار نائب رئيس نادي المرخية إلى أن الفترة المقبلة تتطلب وقفة جميع الرياضيين مع أنديتهم حتى يحققوا ويسهموا في تطوير الأندية، على أن يسهم كل شخص في مجاله، خصوصاً قدامى اللاعبين يجب أن يتواجدوا مع أنديتهم والمشاركة في اختيار اللاعبين والاهتمام بالمراحل السنية.





يجب المساواة بين الأندية
طالب صلاح المالكي رئيس جهاز الكرة سابقاً بالنادي العربي بأن تتم المساواة بين الأندية في ما يتعلق بالدعم حتى لا تتكرر النتائج الكبيرة التي حدثت مثلما شاهد الجميع ما حدث للعربي أمام السد، وقال «أتمنى أن يكون هناك عدل في الموازنة حتى الأندية تستطيع أن تكون متوازنة، فنحن لا ننكر أن البطل يستحق أن يكون مميزاً ولكن باقي الأندية لابد أن يكون هناك تساوٍ بينهم».
وأضاف «نحن مقبلون على استضافة مونديال 2022 ومثل هذه النتائج تؤثر سلبياً على سمعة الكرة القطرية لذا أتمنى أن يتم غلق الملف الخاص بهذه المباراة وألا يتم فتحه حتى لا تستمر الآثار السلبية، فما حدث انتهى ويجب أن نتجاوزه وأن يتم تفاديه في المستقبل من اجل صورة الكرة القطرية بشكل عام». واعتبر الفوارق بين العربي والسد واضحة خاصة خلال السنوات الأخيرة، وقال «السد يعتمد على قائمة ثابتة خلال السنوات الأربع الماضية والتغيرات تكون محدودة ومن اجل إضافة قوة ولكن في العربي شاهدنا تغييرات عديدة وجلب لاعبين شباب ربما يكون المستقبل افضل بالنسبة لهم ولكنهم يحتاجون الاستمرارية ومنحهم الثقة»، مشيرا إلى أن العربي سبق وفاز على الغرافة بتسعة أهداف وكذلك البرازيل خسرت على ارضها من ألمانيا بثمانية أهداف، فكرة القدم تشهد مثل هذه النتائج غير المتوقعة لكن الأهم هو تفادي تكرار ذلك.







دليل على تراجع المستويات
أشار عبيد جمعة المدرب والمحلل الرياضي إلى أن الخسارة التي تلقاها العربي تعتبر «كبيرة» لكن هي لا تعجبنا ولا ترضينا، بل على العكس، رغم أننا «سداوية» إلا أننا لم نفرح لأننا رياضيون في المقام الأول، وما يهمنا هو تطور رياضتنا القطرية، ومثل تلك النتائج تؤكد أننا نتراجع في المستويات، ويجب علينا التوقف وتدارك الأخطاء التي تحدث. وأضاف عبيد جمعة: النتيجة كبيرة، ولا تحدث حتى في التقسيمة، ولا ألوم المدرب وجهازه الفني، بل ألوم لاعبي الفريق على ما قدموه من مستويات غير مرضية ومقنعة.
مشيرا إلى أن العربي يعاني مشكلة المراحل السنية شأنه شأن العديد من الأندية الأخرى، بالإضافة إلى خيارات اللاعبين وتحديدا المحترفين لم تكن «موفقة» والفريق يحتاج الاستعانة بأفضل اللاعبين خلال الفترة المقبلة.. وعاد جمعة وقال: 16 هدفا للسد من مباراتين يؤكد أن دورينا يحتاج لمراجعة، كذلك معسكرات الأندية التي تحدثت عنها سابقا غير مفيدة.





مأساة والكل يتحمل المسؤولية
اعتبر علي السليطي، رئيس جهاز الكرة السابق بالنادي العربي، أن الخسارة بالعشرة أمام السد تعتبر مأساة كبيرة في كرة القدم القطرية تتجاوز حدود النادي العربي، فالكل كان ينظر إلى مباريات الديربي باعتبارها قمة من نوع خاص بين الفريقين ولكن ما حدث يعتبر إساءة للديربي الذي لا يقبل مثل هذه النتائج الكبيرة.
وقال: «ما حدث مسؤولية الجميع سواء الإدارة أو الجهاز الفني أو اللاعبون، فرئيس النادي ونائب الرئيس عليهما أن يضعا أهمية الديربي أمام اللاعبين ويحفزاهم لتحقيق الفوز وليس لتقبل مثل هذه الخسائر، كما أن المدرب عليه أن يعرف معنى الديربي وأن يعرف قيمة المواجهة أمام السد وأن يعد الفريق لمثل هذه المباريات القوية، وكذلك اللاعبون عليهم أن يقدموا كل ما لديهم وألا يظهروا بتلك الصورة غير المقبولة بالنسبة للنادي ولتاريخه ولجماهيره».
وأشار إلى أنه لا يعلم أين الخلل الحقيقي وقال: «لا اعلم كيف يتقبل العربي أن يخسر بهذه النتيجة الكبيرة، لا شك أنه أمر مؤسف ومؤلم للغاية ويجب أن يتم تجاوزه بصورة كبيرة وأن تتم مراجعة الأوضاع قبل مباراة الخريطيات المقبلة؛ لأن استمرار الوضع سيؤدي إلى وضع أسوأ مما وصل إليه وهذا الأمر نرفضه ونأمل أن يتم تجاوزه».





امنحوا لوكا فرصته!
قال عبدالقادر المغيصيب،المدرب الوطني: إن الخسارة كبيرة، واستثنائية وتحتاج للوقفة لمعالجة الأخطاء، على الرغم من أن الجولة كانت مع السد وهو من الأندية الكبيرة صاحبة النتائج الجيدة والإمكانيات الكبيرة، والدوري عبارة عن السد والدحيل في قائمة، يليهما الريان والغرافة.. إلا أننا نتمنى أن يواصل المدرب لوكا وبقية جهازه الفني مع الفريق من أجل الاستقرار.
وأشار المغيصب إلى أن العربي افتقد للقائد داخل الملعب، وهو ما أثر عليه، وجعله يعاني خلال مجريات اللقاء.
وأضاف المدرب الوطني: أعيب على مدرب الفريق لوكا أنه لعب مباراة مفتوحة مع فريق كبير، وفتح اللعب بصورة مخيفة، مما سهل من مهمة فريق السد، وجعله يتمكن من تسجيل العديد من الأهداف.
وحول التخوف من الهبوط قال المغيصيب: العربي مهدد بالهبوط شأنه شأن كل من الخور والخريطيات وقطر والشحانية والأهلي، وحتى أم صلال والسيلية هذه الأندية الستة مهددة، ويجب على العرباوية الاستفادة من الخسارة الكبيرة في الفوز في مقبل المباريات.






خسائر تاريخية أمام السد
لقد سبق وخسر العربي بنتائج تاريخية أمام السد، ففي الأسبوع الحادي والعشرين من منافسات الموسم الماضي تلقى العربي هزيمة كبيرة أمام الزعيم بسبعة أهداف نظيفة وسجل وقتها بغداد بونجاح خمسة أهداف، كما أنها نفس النتيجة التي خسر بها العربي أمام السد أيضاً في عام 2002 وسجل وقتها المهاجم كارلوس تينورو خمسة أهداف، وسبقها في عام 2001 فوز السد بنتيجة 6 أهداف مقابل اثنين، وفي الوقت نفسه تكرر فوز السد بالخمسة على العربي في عدة مناسبات، وهو ما يؤكد أن السد يتفوق على العربي بنتائج كبيرة في مناسبات عديدة ببطولة الدوري ويمتلك الأفضلية في مواجهات الديربي.
copy short url   نسخ
14/08/2018
1795