+ A
A -
تعليقات عديدة توالت على جريمة الحرب الجديدة في اليمن، حيث سقط أكثر من خمسين قتيلاً، معظمهم من الأطفال، في غارة شنتها المقاتلات السعودية على سوق شعبية بمحافظة صعدة.
ومن أبرز هذه التعليقات، ما ورد في صحيفة «برونو بوليتن» العالمية، حيث طرحت الصحيفة تساؤلاً مهما للغاية، حول أعداد ضحايا الحرب الدائرة في اليمن حالياً بين الحوثيين من جهة، وبين ما يعرف بالتحالف العربي من جهة أخرى، التي يسحق فيها الشعب اليمني بين الطرفين.
وتقول الصحيفة الأميركية، إن الإحصائيات التي تتحدث عن ضحايا هذه الحرب من أبناء الشعب اليمني ثابتة منذ فترة، وهي عشرة آلاف قتيل فقط. وتتساءل الصحيفة، كيف يظل العدد ثابتاً رغم أن الحرب لا تزال مستمرة ومعها الغارات الوحشية العشوائية، ولا يزال الرصاص والقنابل تطارد أبناء الشعب اليمني. وحتى إذا هربوا منها يطاردهم الجوع ويواجهون خطر الأمراض.
ومع ذلك لا تزال الإحصائيات الرسمية منذ عام 2016 وحتى تلك الصادرة عن الأمم المتحدة تتحدث عن عشرة آلاف قتيل فقط. هذا رغم أن العقل والمنطق يؤكد أن أعداد الضحايا لا بد وأن تكون تضاعفت عدة مرات ووصلت إلى 50 ألف قتيل على الأقل، وسط القتال الوحشي الذي لا يتوقف ويستخدم فيه الطرفان أفتك أسلحتهما.
ويمكن أن يكون العدد وصل إلى أرقام مفزعة، فمع تشابه الأوضاع المأساوية بين سوريا واليمن تشير الإحصائيات إلى سقوط مئات الألوف من القتلى.. فلماذا تنجو اليمن من هذا المصير؟. ومن غير المعقول مثلاً ألا يكون هناك ضحايا قد سقطوا في المعارك الحالية الدائرة للسيطرة على الحديدة، التي يعيش فيها وحدها 600 ألف يمني.
وتري الصحيفة في ذلك، دلالة مهمة ينبغي التوقف عندها هي أن العالم لم يعد يأبه لمعاناة اليمن أفقر دول العالم العربي. ولم يعد يهتم بالتحقق من دقة رقم الضحايا. هذا رغم علمه بضعف أدوات جمع المعلومات لدى حكومة الحوثيين واحتمال أن يسعى التحالف العربي لتقليل الأرقام والتغطية على سقوط ضحايا من أبناء اليمن في عملياته العشوائية.
وتضيف الصحيفة، أن من الخطأ الاقتصار في الإحصائيات على من قتلوا مباشرة في المعارك سواء من الحوثيين أو التحالف العربي أو المدنيين. ولابد من إضافة من ماتوا بسبب الجوع أو نقص الماء النقي. وفي العام الماضي وحده كان 130 طفلا في المتوسط يموتون يوميا في اليمن لهذين السببين.
وتبقي الحقيقة المؤكدة، وهي سلامة الرؤية القطرية التي تؤكد على أن التفاوض هو السبيل الوحيد للخروج من الوضع المأساوي لأن استمرار القتال سيؤدي إلى مزيد من الضحايا والدمار وتمزيق اليمن.
copy short url   نسخ
14/08/2018
1018