+ A
A -
عواصم- وكالات- «الجزيرة نت»- يتسارع تحضير نظام الاسد لمعركة مقبلة في ادلب وسط تحذيرات دولية من مغبة اهمال المجتمع الدولي للازمة السورية وتداعياتها. في غضون ذلك قالت صحيفة «التايمز» البريطانية إنه يبدو أن الحرب الطويلة الدموية التي عصفت بسوريا لسبع سنوات تقترب من نهايتها، وتتساءلت «التايمز» عما إذا كان الغرب سيترك النظام السوري ينهيها بسفك الدماء، في ظل الخطر الذي يحيق بأكثر من مليون طفل في إدلب.
فهذه قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد تتجمع على حدود محافظة إدلب شمالي البلاد، «آخر معاقل المتمردين المتبقية». وتضيف الصحيفة في افتتاحية لها أن الأمم المتحدة تحذر من تعرض مليون طفل للخطر، وأنها تعتمد على تركيا وروسيا وإيران لتجنب وقوع معركة كارثية.
وتنسب إلى مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إيان إيغلاند القول إنه يجب ألا تنتهي الحرب في سوريا بحمام دم، بل عبر اتفاقات.
وتضيف الصحيفة أن المستشار الأممي يُعتبر على صواب، فلقد مزقت الحرب البلاد وخلفت خسائر فادحة في الأرواح، مما أدى إلى خروج جماعي من اللاجئين كان له تأثير عميق على مصائر الدول المجاورة في الشرق الأوسط وأوروبا.
ويبدو أن من المؤكد الآن - وهو أمر يؤسف له حقا- أن نظام الأسد سوف يفوز ويسيطر على كامل البلاد، وهو الذي استخدم الأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري نفسه.
فالنظام السوري استخدم غاز السارين في قصف الغوطة الشرقية التي كانت تحت سيطرة المعارضة في ريف دمشق مما أدى إلى مقتل أكثر من ألف شخص، أكثرهم من الأطفال.
وتشير الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون كان يتوقع غارات جوية أميركية فورية ضد النظام السوري، الذي باستخدامه الأسلحة الكيميائية كان قد تجاوز الخط الأحمر الذي وضعه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
بيد أن كاميرون أحال شأن التدخل العسكري في سوريا إلى البرلمان البريطاني وكذلك أحال أوباما الأمر نفسه إلى الكونغرس الأميركي، مما أدى إلى رفض التدخل في الحالتين.
وتضيف أن هذا الحدث أكد أن ما جرى في العراق كان لا يزال يلقي بظلاله على السياسة الخارجية البريطانية، وكشف عن ضعف القيادة الأميركية في عهد أوباما.
وتتساءل عما إذا كانت هذه السياسات والمواقف الأميركية والبريطانية كفلت فوز الأسد، وتقول إن المؤرخين سيناقشون الأمر، بيد أنه من المؤكد أنه عزز من حظوظ هذا النظام.
في السياق ذاته فقد حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من أن مليون طفل سوري معرضون للخطر في محافظة إدلب وحدها.
وقال خيرت كابالاري مدير المنظمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في بيان امس، إن «الحرب على الأطفال في سوريا تعرض مليون طفل للخطر في إدلب وحدها».
وأفاد بأنه «خلال الساعات الماضية، قتل 28 طفلاً في إدلب وغرب حلب، شمالي سوريا»، مشيرا إلى أنه «من بين عدد القتلى المرتفع عائلة بأكملها مكونة من سبعة أفراد».
كما نوه المسؤول الأممي بأن «ثلاثة مرافق صحية تدعمها اليونيسف تعرضت للهجمات، اثنان منها تقدم الإغاثة للأطفال والنساء»، مشيرا إلى أنه «لا يمكن استخدامهما بعد الآن بسبب الضرر الذي ألحق بهما».
في بيروت أعلن الأمن العام اللبناني عن عودة 137 نازحا سوريا من منطقتي «شبعا» و»البقاع الأوسط» عبر مركز المصنع الحدودي باتجاه الأراضي السورية.
وأفاد الأمن العام اللبناني، في بيان، بأنه في إطار متابعة موضوع النازحين السوريين الراغبين بالعودة الطوعية إلى بلداتهم، قامت المديرية العامة للأمن العام اعتبارا من صباح امس، بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبحضور مندوبيها، بتأمين العودة الطوعية لنحو 137 نازحا سوريا من منطقتي «شبعا» و«البقاع الأوسط» عبر مركز المصنع الحدودي باتجاه الأراضي السورية.
وأوضح البيان أن دوريات من المديرية العامة للأمن العام واكبت النازحين الذين انطلقوا بواسطة باصات أمنتها السلطات السورية لهذه الغاية
يذكر أنه تم تسجيل عودة آلاف النازحين السوريين في لبنان إلى وطنهم خلال الشهرين الأخيرين بتنسيق من الأمن العام اللبناني.
وتنشغل الساحة اللبنانية على المستويين الرسمي والشعبي بكيفية عودة النازحين السوريين إلى ديارهم بعد أن تجاوز عددهم 1.5 مليون نازح في ظل عجز الحكومة والجهات الدولية المانحة عن تأمين احتياجاتهم الإنسانية، مما بات يشكل ضغطا على الوضع الاجتماعي والأمني الداخلي، ويثقل كاهل الاقتصاد والبنى التحتية والخدمات في لبنان، وسط تقديرات وزارية بأن تكلفة النزوح السوري قاربت 20 مليار دولار منذ بدء الحرب السورية.
copy short url   نسخ
14/08/2018
3322