+ A
A -
بقلم:
ريم العبيدلي
تشكيلية قطرية
إنه المشهد الأبدي في التاريخ قديماً وحديثاً بعيون وتجسيد معانٍ مختلفة لكل من الرائي والفنان التشكيلي من مختلف أنحاء العالم: ألا وهو «مشهد الأقصى»، ومن خلال مطالعاتي للعديد من اللوحات التشكيلية سأشارككم في جولة تعبيرية عن رأيي في عدد من لوحات الفن التشكيلي التي عبرت عن لقطة مؤثرة ومختلفة معنى ومضموناً في كل منها. فسنجد مشهد الأقصى التشكيلي بمعنى النرجسية والعلو بين ذراعي سيدة مسنة فيه الكثير من أحاسيس الدفء والأمان وانسجام أصالة الألوان في الثوب الفلسطيني الأصيل ونظرات تطلع إلى مجد السماء في نظرات تلك العجوز المسنة، حقيقة إنها لمسة فرشاة معاني كبرياء في مشهد تشكيلي للأقصى بحبكة ألوان متميزة في استخدام أسلوب الواقعية الصريحة في التلوين لتفاصيل ملامح وتجاعيد تلك العجوز المسنة للتشكيلي المبدع «رائد القطناني». وسنجد أيضاً مشهد الأقصى في تحمل مسؤولية الرجل الحمال العجوز كما تناولتها فرشاة التشكيلي المبدع «سليمان منصور» في لوحة «جمل المحامل» إنها قراءتي الفنية لمعنى اللوحة الشهيرة: إنه حقاً تشكيلي ونحات فلسطيني مبدع والذي استخدم على مر لوحاته الفنية ومنحوتاته الكثير من الخامات الموجودة من حوله في البيئة الفلسطينية مثل: الطين على الخشب، والطين والحناء، والألوان المائية، والخيش، ولكنه صدقاً رصد الشهرة الواسعة عالمياً من إبداعه عن مشهد الأقصى في لوحته «جمل المحامل»، والتي رسمها في منتصف السبعينيات، والتي تمثل رجلاً عجوزاً فلسطينياً يحمل القدس وصخرة الأقصى على ظهره مربوطة بحبل الشقاء ورمزاً لمعنى تحمل المسؤولية رغم ثقلها إلا أنها الهم الأكبر الذي تفنى من أجله الصحة والعمر والحياة، لتوثق معنى الصمود والاستمرار رغم الشقاء والتعب في حملها، حقاً مشهد رُسم وتلون وعبر وتوثق في الأذهان فلا يمكن لأي شخص عادي يشاهد هذه اللوحة الشهيرة «جمل المحامل» إلا وقد ترسخت في ذهنه. وأخيراً وليس آخراً أرى أن مشهد الأقصى في عيون الفنانين التشكيليين جيلا بعد جيل إنه المشهد الأبدي عبر التاريخ توثقه ألوانهم وفراشيهم وخيالهم المبدع.
copy short url   نسخ
18/09/2018
4387