+ A
A -
- سمير البرغوثي
كانت القاهرة قبلتنا.. وأغنيتنا.. وعشقنا.. كانت أمنا ومظلتنا.. كانت حاضنتنا.. ووضعنا أرواحنا فداء لها.. نهتف بالروح بالدم نفديك يا مصر.. مصر.. مصر تحيا مصر.. بالملايين زاحفين.. حتى حين وقعت النكسة وجدنا لها العذر إلى أن جاء يوم السابع عشر من سبتمبر 1978 الذي تم فيه التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد بين الرئيس المصري محمد أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيغن بعد 12 يوما من المفاوضات في منتجع كامب ديفيد الرئاسي في ولاية ميريلاند القريب من عاصمة الولايات المتحدة واشنطن.
بعدها دخل العالم العربي في نفق مظلم مع شــروط إسـرائيل المجحـفـة التي عرضت على مصر ترك قطاع غزة للإدارة المصرية مقابل تعهد بعدم اتخاذها منطلقًا للأعمال الفدائية، وكان هدفـهـم من ذلك عدم إثارة موضوع الضفة الغربية.
لقد كان السادات صادقا حين قال في خطابه في يوليو 1978: إن بيجن يرفض إعادة الأراضي التي سرقها إلا إذا استولى على جزء منها كما يفعل لصوص الماشية في مصر.
كنا في الوطن الكويتية في ذلك اليوم وصدرت الصحيفة مجللة بالسواد وبعناوين عبرية.. فيما بدأ الجنود الإسرائيليون يغنون الأرض بتتكلم عبري الأرض...
كم تمنيت أن يكون السادات بقي على قيد الحياة.. ليرى ما يجري اليوم من الذين أقنعوه بالسلام مع إسرائيل.. لقد ألغوا كامب ديفيد وأوسلو.. وحتى ما حصل عليه العرب من فتات لم يعد لهم الحق في إدارته..
حالتنا مؤلمة.. والفالج أصاب الأمة.. وكان صديق صحفي مترجم يقول(فالج لا تعالج) اقتل صاحبه.. وأمتنا تحتاج إلى أمة..
كلمة مباحة
خذوا البلاد.. نظّفوا.. بالمكنسة»
قد زلزلت زلزالها.. وضُيّعت
أموالها.. فما لحظّ البائسة!
ومن تُرى أوحى لها فباركت
أوحالها كشيخة مُعنّسة!!
copy short url   نسخ
18/09/2018
3053