+ A
A -
حاوره في عمان
محمد الجندي
تصوير- عباس علي
موفدا لجنة الإعلام الرياضي
من منتخبات عالمية تنافس على بطولة العالم وتحصد بطولات آسيا إلى منتخبات ضعيفة غير مرشحة لأي بطولة تشارك فيها وتخرج من الدور الأول في البطولة القارية، من منتخبات يشار لها بالبنان ويعمل الجميع لها ألف حساب إلى فرق يفرح المنافس إذا وقعت معه في نفس المجموعة!
للأسف.. هذا ما أصبح عليه حال كرة اليد القطرية التي كانت تصول وتجول على المستوى العالمي قبل سنوات قليلة جداً، ويعرف القاصي والداني مدى قوة أي منتخب قطري، لكن الوضع اختلف كثيراً الآن، وأصبحت المنتخبات القطرية غير قادرة حتى على التأهل لبطولات العالم، بل وتخرج من الدور الأول من البطولات الآسيوية مثلما حدث مع منتخبنا للناشئين خلال بطولة آسيا الحالية بالأردن، ومن قبله منتخب الشباب في كأس آسيا بسلطنة عمان في يوليو الماضي.
حرصنا على أن نلتقي مع خليفة تيسير أمين السر العام المساعد باتحاد كرة اليد ورئيس بعثة منتخبنا في الأردن لنتعرف منه على أسباب ما حدث مع منتخب الناشئين بصفة خاصة وما تمر به كرة اليد القطرية هذه الفترة بصفة عامة، وذلك من خلال السطور التالية..
بداية.. هل توقعتم خروج منتخب الناشئين من الدور الأول بالبطولة الآسيوية؟
- ليس توقعا بالمعنى المفهوم.. كنا نعرف أن المنتخب سيعاني في هذه البطولة في ظل الظروف التي تعرض لها على مدار الفترة الماضية خاصة في ظل عدم وجود مدرب يشرف على الفريق وغياب نصف لاعبي الفريق الأساسيين بسبب ظروف العمل والدراسة.
كيف ترى الفترة المقبلة؟
- أرى انه من الضروري أن تكون هناك نظرة مستقبلية أفضل لكرة اليد القطرية، خاصة أنه من غير الطبيعي ألا تكون هناك أجهزة فنية لمنتخبات الناشئين ونضطر لطلب المدربين من الأندية وبعضها يوافق والآخر يعتذر، وهنا من الضروري ان نشكر نادي السد على موافقته على إعارة مدربه رياض البدوي وكذلك مدرب حراس المرمى حماده النقيب للتواجد مع منتخب الناشئين في البطولة الآسيوية الحالية، ولو أن نادي السد كان قد رفض أن يعير مدربيه ما كان للمنتخب الآن جهاز فني خلال البطولة لاننا لا نملك مدربين، وكل هذه الآثار السلبية تراكمت علينا ومستوانا بالطبع أصبح ينخفض من سيئ إلى أسوأ، ولذا أرى أنه من الطبيعي أن يتواجد المدرب مع المنتخب طوال العام يتابع لاعبيه ويختار الأنسب والأفضل للبطولات التي تنتظره.
وما دور الاتحاد في توفير المدربين؟
- الاتحاد لا دور له في هذا الشأن، وإنما من المفترض أن تقوم اللجنة الأولمبية بدعم الاتحاد وتوفر وظائف مدربين للفئات السنية سواء الشباب أو الناشؤون أو الاشبال أو منتخب الامل مواليد 2004، وإلا كيف سيستعد الاتحاد لأي بطولة بدون مدربين؟!
هل ترى أن سمعة كرة اليد القطرية أصبحت مهددة؟!
- بالطبع مهددة على كل المستويات حتى على الفريق الأول نفسه، نحن لا نتحدث عن الفئات السنية فقط، والفريق الأول في مرحلة هبوط تدريجي الآن، وإذا لم ينظر لاتحاد كرة اليد نظرة مختلفة سواء بخصوص المدربين أو تكوين المنتخبات وكيفية مساعدة الاندية، فلن تكون النتائج ايجابية.
وما علاقة الأندية بهذه المشكلة؟
- الاندية طرف رئيسي في منظومة التطوير والبناء، والاندية دخولها محدودة ولا تستطيع استقدام لاعبين على مستوى جيد ولا تملك امكانيات على كافة المستويات سواء الصالات أو اقامة معسكرات تدريبية وتوفير مباريات اعدادية ومدربين أو «باصات» أو وجبات اللاعبين الصغار، وبالتالي من المفترض أن تقوم الوزارة أو اللجنة الأولمبية بمساعدة الاندية، وهو ما سينعكس بالايجاب على اتحاد اليد لان الاتحاد بمفرده يستطيع أن يتحمل المسؤولية، كما أن الأندية عليها مسؤوليات وتنتظر المساعدة، والدليل ان ناديا بحجم الريان انسحب من أول مباراة في دوري الدرجة الأولى فما بالك بالفئات السنية الصغيرة، التي لا يتوافر لها المدربون أو التعاقد مع لاعبين مميزين أو حتى الأمور الاخرى مثل المواصلات والوجبات وغيرها.
ولكن الأندية لديها مدربون؟
- الاندية لديها مدربون، ولكن الدعم المادي لا يكفي، ويجب مضاعفة الدعم من أجل توفير احتياجات جميع الفئات السنية، وأرى أن يكون الدعم مباشرا لجهاز اللعبة أو عن طريق الاتحاد القطري لكرة اليد.
هل ترى ان دعم الاندية سيعود على الاتحاد؟
- بالتأكيد، الاتحاد يستدعي اللاعبين من الاندية، والأندية اذا كانت الأمور فيها على ما يرام، فإنها ستوفر خامات جيدة من اللاعبين، ونحن بعد ذلك نستثمر هذه المواهب، ولكن الآن كيف ستفرغ الاندية لنا لاعبين على مستوى عال، وحتى اذا افترضنا أنها افرغت لاعبين كيف سنستثمرها في الاتحاد دون أن يكون هناك جهاز فني ثابت له رؤية يعمل مع تلك المواهب واللاعبين عبر معسكرات ومباريات ودية، أعتقد أن هذه من الاسباب الرئيسية التي ادت لانحدار كرة اليد القطرية واذا استمر الوضع على ما هو عليه فلا اعتقد اننا سنتأهل في أي فئة سنية.
من وجهة نظرك.. هل سيقتصر التدهور على منتخبات الفئات السنية بعيدا عن الأندية؟
- لا.. كرة اليد في الاندية تمر حالياً بحالة من التدهور، ولن تحقق أي شيء في البطولات المقبلة التي تنتظرنا على المستوى الآسيوي والدولي والعربي، المرحلة المقبلة ستكون صعبة على الاندية اولا وبعد ذلك على المنتخبات.
واستطرد: هي منظومة متكاملة، لانه من الصعب ان يقوم الاتحاد بدور الاندية والعكس صحيح، وإنما كل طرف عليه مسؤولية ودور يقوم به، وعندما كانت هناك انجازات كان هناك منظومة متكاملة بيننا وبين الاندية وبين اللجنة الأولمبية وكنا نتلقى الدعم من كل مكان، وكنا نعرف الرؤية وتكاملت العناصر بين الاندية والاتحاد واللجنة والوزارة فكانت الانجازات.
وكيف ترى الموقف الآن؟
- الآن الوضع مختلف كلياً، الاندية تشتكي والاتحاد يشتكي، ولذا المرحلة المقبلة صعبة جدا على الجميع سواء على الاندية أو اتحاد اليد.
هل تعود اليد القطرية لعصرها الذهبي اذا عادت الأمور مثلما كانت عليه في السابق..؟
- العودة بالتأكيد ستحتاج وقتا وسنوات من أجل اعادة ترتيب الأمور من جديد، وأرى أن المدة لن تقل عن 4 سنوات، سنحتاج للبناء من جديد لأن كل ما تم بناؤه هدم، نحتاج عملا متكاملا من الجميع سواء اللجنة الأولمبية أو الوزارة والاندية والاتحاد بالطبع.
ما ردكم في أن منتخب الناشئين الحالي تم اعداده قبل كل هذه المشاكل؟
- بالفعل منتخب الناشئين تم تكوينه قبل 3 سنوات، وفي اول تجمع كان المنتخب يضم 36 لاعبا، والآن عندما حان وقت حصاد الثمار في بطولة آسيا للناشئين وقفت الظروف ضدنا ولم نستطع تجميع هؤلاء اللاعبين بسبب الدراسة للبعض والعمل للبعض الآخر، وفي النهاية لم نجد سوى 10 لاعبين من الـ36 لاعبا وهو ما اضطرنا للاستعانة بلاعبين من فريق 2002 لندمجهم مع الفريق، واصبح لدينا 17 لاعبا فقط في البطولة الآسيوية، بعدما كنا ندخل أي بطولة بأكثر من24 لاعبا ونختار من بينهم، أما الآن فلم نجد سوى 17 لاعبا اصبحنا مضطرين لاختيارهم.
ألا يوجد استثناءات للاعبين بالدراسة؟
- بالنسبة للطلبة نشكر وزارة التربية والتعليم على السماح للاعبي 2002 بالمشاركة معنا، اما الباقي فمن الصعب الحصول على استثناءات لهم، لان بعضهم انهى الثانوية العامة، والأمر في الجامعة اكثر صعوبة.
وكيف ترى الحل من وجهة نظرك؟
- نريد منظومة متكاملة خاصة إذا كنا نريد تكوين منتخبات من لاعبين قطريين، ولابد أن نوفر لهم عناصر النجاح التي تساعدهم على استكمال المشوار، وبالتالي من الضروري أن تكون هناك رؤية للسنوات الاربع المقبلة ووضع تخطيط كامل، ويكون تنسيق وخطة مدروسة من قبل اللجنة الأولمبية والاتحاد في كيفية الحفاظ على اللاعبين بعد الثانوية العامة من خلال توفير فرصة الدراسة الجامعية أو العسكرية أو الجهات الحكومية بشراكة مع اتحاد كرة اليد!
copy short url   نسخ
20/09/2018
1424