+ A
A -
ينظم أنيما جاليري باللؤلوة معرضا للفنان اللبناني نديم كرم في الفترة من 8 أكتوبر المقبل حتى السابع والعشرين من ديسمبر. يضم المعرض أحدث أعماله التي يعالج فيها موضوع الذاكرة وفقدانها واستعادتها بصيغ جمالية إذ يقول «سافرت عبر الوقت وتُهت به، كنت منغمسًا بجسدي دائمًا في اللحظة الحالية، أما أفكاري فحملت الماضي والحاضر مع تلك اللحظة.
هناك ذكريات وتصورات ومعارف تدور حولي في عاصفة رملية تصيب بالدوار تلونها الحالات المزاجية والتجارب.
عندما كنت أرسم هذه المجموعة، كنت أتخيل العاصفة الرملية وأتتبع خيوط القصص وصورها الممتدة عبر المناظر المجردة والمتغيرة دائماً والتي يحملها الهواء.
بدأ هذا المعرض بما يسمى فقدان الذاكرة «MEMORY LAPSE» وتبعثرت الأفكار الممتدة «STRETCHING THOUGHTS» وانتهى بالعاصفة الرملية «SAND STORM» وكل ما ذُكر يشكل تسلسل التعبير في عملي».
ويقول نديم كرم عن التجربة: الذاكرة وجناح المعرض المقفر وجهاً لوجه، حيث تواجه آثار ثلاثين عاماً من الإنتاج الإبداعي المتراكم حقلاً مكانياً فارغاً وترتكز على الفراغ الذي ينتج كل الاحتمالات وتتصل بالحبل السري المكاني ويعكس المستقبل الماضي على نحو متناقض وبينهما تكمن اللحظة.
ويضيف: تدور الأفكار الممتدة حول العقل البشري والإمكانات غير المحدودة التي يمكن أن تسفر عنها الأفكار، وبينما تجد الجسد راسخاً في المكان بسياقه وضغوطه من التأثيرات السياسية والاجتماعية والدينية والتأثيرات الأخرى، تتجاوز الأفكار الحدود والمحيطات في محاولة لاستيعاب حدود عالمنا. تعبر مجموعة اللوحات والتماثيل المنحوتة عن قوة الاتصال التي نحملها في داخلنا وعن أهمية القصص والإرادة لمواجهة المواقف التي تفوق قدراتنا.
بدأ نديم كرم مسيرته الفنية أثناء دراسته للحصول على درجة الدكتوراه في الهندسة المعمارية بطوكيو مما أدى إلى تكوين عروض وتركيبات ولوحات مستوحاة من أفكار حول الحياة والموت وفلسفة الفضاء مع خلفيته التي تدمج نظريات الفضاء الشرقية واليابانية، وضع كرم منذ ذلك الوقت مفاهيمه الخاصة ومفرداته الفنية المتميزة التي تتعامل مع عالمية الوضع الإنساني وتعمل على إعادة تشكيل البيئات وغالباً ما تكون المدن وملهمته وكان يستهدف مواقع عروضه ومبادراته الإدراكية بناء على قناعاته بأن المدن بحاجة إلى حلم. يرى كرم أن دور الفنان هو إثارة هذا الحلم بإدخال مغناطيسيات في الثقافات الراسخة للتأثير على مسارات البشر.
ومع تجربة أستديو هابسيتاس «HAPSITUS» التي أسسها في بيروت، بدأ كرم في استكشاف استخدام الفن كأداة للتحفيز والتجديد الحضري، مع خلق مشاريع واسعة النطاق لمواقع بعينها تقدم قصصاً جديدة في مدن مثل براغ وميلبورن ولندن وطوكيو.
يعد إنتاج نديم كرم للأعمال عبر التخصصات عملاً متفائلاً ومتمرداً وتأكيداً على قوة الإبداع وهو يركز على إعادة دراسة القضايا السياقية ذات الأهمية العالمية ويشارك في تعزيز تصورات تعددية والاختلاف داخل المجتمع كمصدر للإثراء وليس سبباً للصراع.
copy short url   نسخ
24/09/2018
3384