+ A
A -
كتب- محمد الجعبري

يذخر الميدان التربوي بالعديد من الخبرات الوطنية المتميزة، حيث تعمل تلك الكوادر القطرية على إثراء العملية التعليمية وزيادة التنوع في الميدان التعليمي، وهو ما يعطي الطلاب دفعة قوية تجاه بناء شخصيتهم ودعم الإبداع واستقلالية القرار في حياتهم العلمية. الأستاذ خالد محمد الكعبي منسق التربية البدنية بمدرسة جاسم بن حمد الثانوية من تلك الخبرات الوطنية التي لها جهد كبير في الميدان التربوي يعرفه القاصي والداني بمدرسته وفي وزارة التعليم، حيث أمضى الرجل أكثر من 20 عاما في مهنة التدريس بعد تخرجه من كلية التربية بجامعة قطر قسم تربية رياضية في العام 1998.
ترك خالد الكعبي ملاعب كرة القدم حيث كان كابتن المنتخب الوطني، ولاعب كرة شهير بين صفوف نادي الشمال، واتجه للعمل بمهنة التدريس، ليعمل بكل جهد على خلق جيل جديد من الشباب الوطني ليكونوا نواة بكل الألعاب الرياضية في قطر.
وفي مقابلة مع «الوطن» أكد الأستاذ خالد الكعبي أنه حصل على تكريم وزارة التعليم الأسبوع المنصرم في يوم المعلم، بعد أن قضى ما يزيد على 27 عاما في الميدان التربوي، لافتاً إلى أنه يحب مهنته ويفتخر بها كما كان يحب مهنته السابقة في ملاعب كرة القدم والتي مازالت عشقه الأول.
البداية
كيف كانت بدايتك مع ملاعب كرة القدم؟
- كانت البداية في الالتحاق بفريق الشمال سنة 1981 حيث كنت أسكن في مدينة الكعبان بالشمال، والتحقت بفريق الناشئين ثم الشباب ثم الأولمبي، حيث استمرت رحلتي حوالي 23 عاما داخل المستطيل الأخضر، كما التحقت بالمنتخب القطري منذ العام 1991 وحتى 2004، حققت فيها العديد من الإنجازات، وكان جميع لاعبي فريق الشمال من الشباب القطري بنسبة 100 %.
وما هي البطولات التي حصلت عليها مع فريقك؟
- وصلت مع نادي الشمال إلى المربع الذهبي لكاس قطر في العام 1995، كما حققنا كأس الشيخ جاسم في العام 1995، حيث كان نادي الشمال من ضمن النواي الأربعة الأكبر في قطر، وقد كان الفوز في المباريات أقصى اماني اللاعبين ولم تكن للماديات أي اعتبار لدى اللاعبين القطريين.
كما كنت مشاركا في المنتخب الوطني، وقد أصبت بالرباط الصليبي، هو ما أدى إلى اعتزالي لاحقاً في العام 2008.
كما لعبت كمحترف لنادى الاتفاق «المرخية» حالياً لمدة عامين، وكنت أتقاضى أجرا ضعيفا ما بين 2 إلى 10 آلاف ريال لكل لاعب في تلك الفترة.
وكيف كنت توازن بين الدراسة ولعب كرة القدم؟
- أثناء دراستي الثانوية وبعد ذلك التحاقي بكلية التربية، كنت العب كرة قدم، ولم يكن لأي من الطرفين سواء الدراسة أو لعب الكرة أي تأثير على الآخر، حيث ان الرياضة تعلم اللاعب تنظيم الوقت، كما ان ممارسة الرياضة تعمل على تنشيط عقل وجسد اللاعب، كذلك سرعة الانتباه والبديهة والفهم السريع، مما يجعل لاعبي الرياضة من الطلاب المتفوقين في الدراسة، هذا بخلاف عدم وجود أي نوع من أنواع التكنولوجيا التي تعمل على إلهاء الشباب وأخذ وقت كبير من يومه.
وكيف جاء انتقالك من كرة القدم إلى التعليم؟
- التحقت بكلية التربية بعد حصولي على الثانوية العامة، ثم أنهيت دراستي بكلية التربية، لأعمل معلم تربية بدنية في مدرسة الغويرية وانتقلت إلى مدرسة الدوحة الثانوية، وبعد ذلك انتقلت إلى مدرسة جاسم بن حمد الثانوية والتي قضيت فيها الكثير من الوقت.
كيف استفادت منك المدرسة كلاعب كرة قدم سابق؟
- مما لا شك فيه أن مهنتي كلاعب كرة قدم أثرت على عملي كمعلم تربية بدنية بطريقة إيجابية كبيرة، وعملت على نقل جميع خبراتي وتجاربي إلى طلاب المدارس، محاولاً زرع ثقافة حب الرياضة داخل نفوس الطلاب، كذلك تنمية مواهب الطلاب الذين لديهم مواهب رياضية وثقلها بالعلم والمعرفة، فالرياضة والتعليم وجهان علمة واحدة، إذا توافرت في أفراد المجتمع تستطيع الحصول على شخصيات فريدة ومتفوقة ومفيدة لمجتمعها في جميع المجالات.
وقد حظيت التربية البدنية بأهمية كبيرة من قبل وزارة التعليم الفترة الأخيرة، وذلك من منطلق أن قطر أصبحت قبلة الرياضيين في العالم العربي، كما أن تنظيم كأس العالم لعام 2022 يحتم علينا كمؤسسات تعليمية أن نعمل كفريق واحد ونحقق رؤية الدولة في مجال الرياضة بتوفير كوادر وطنية كبنية أساسية لهذا المجال.
هل حققت جوائز مع طلاب مدرسة جاسم بن حمد؟
- نسبة الطلاب القطريين في مدرسة جاسم بن حمد تتعدى الـ 95%، وهو أمر مشجع أن تعمل في بيئة قطرية لتصنع من هؤلاء الطلاب شيئا يستفيد منه المجتمع، وقد حقق طلاب المدرسة العديد من الميداليات الذهبية في جميع الألعاب باليوم الأولمبي لعامين متتاليين 2110 / 2011، 2012 / 2013، وكان هذا نتيجة عمل شاق استمر لأكثر من 10 أعوام وبمساندة إدارة المدرسة ووزارة التعليم، حتى أصبحت مدرسة جاسم بن حمد هي التي تعتلي القمة في جميع الألعاب الرياضية بمدارس قطر.
كما حقق الطلاب المركز الأول لثلاثة أعوام في العرضات بدرب الساعي أثناء احتفالات اليوم الوطني، وقد أصبح فريق مدرسة جاسم بن حمد من أحسن الفرق التي تؤدي العرضة القطرية ويتم الاستفادة منها باحتفالات جميع مؤسسات الدولة.
كيف وجدت عملك في مهنة التدريس؟ وهل مازال لديك إصرار للاستمرار في مهنة المعلم؟
- كان التحاقي بمهنة التدريس في المدرسة نقطة تحد بالنسبة لكثير من المحيطين، حيث نفوا استمراري في التعليم بسبب إرهاق المهنة وطول الدوام كذلك التعامل مع الطلاب، ولكني قبلت التحدي ووجدت في ممارسة المهنة لذة بخلاف جميع المهن الأخرى، هذا بخلاف أن الممارس لهذه المهنة دائماً ما يكون لديه حس وطني في بناء شباب المستقبل الذين هم العماد الرئيسي في رؤية الوطن للتنمية، لذلك أدعو كل الشباب بالاستماع لنداء الوطن والعمل بمهنة التدريس لصناعة مستقبل قطر.
عملت منذ التحاقى بالتعليم على صقل مواهب الطلاب الممارسين في الرياضات سواء الفردية أو الجماعية، ونجحت في إخراج العديد من المواهب الشابة التي حصلت على العديد من البطولات، وهذا مدعاة فخر واعتزاز لي ولكل معلم، وهذا ما نتحدث عنه في الحصول على الجائزة برؤية أبنائك من الطلاب وقد اعتلوا أعلى المناصب في الدولة وحققوا، بفضل جهدك وتعبك، أحلامهم وأصبحوا عناصر مفيدة لوطنهم.
كيف وجدت التكريم من وزارة التعليم؟
- جاء التكريم الأخير في يوم المعلم كجائزة للاعب في وسط سباقه وتشجيع على ضرورة مواصلة الاستمرار في التميز، وقد أثلج صدري تكريم وزارة التعليم لشخصي وسط 100 من زملائي الذين أفنوا حياتهم في هذه المهنة لبناء جيل قادر على حمل ما شعل الوطن في شتى المجالات.
كما أن حضور معالي الشيخ عبدالله بن ناصر رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية لحفل يوم المعلم، أعطى للتكريم بعدا آخر وجعل جميع المعلمين يدركون أنهم محل اهتمام وتقدير من قيادات الدولة، كما أن القيادة الرشيدة تولي العملية التعليمية أهمية كبرى وهو ما ظهر على المدارس الفترة الأخيرة مما جعل التعليم القطري يحتل مكانة بارزة بين أنظمة التعليم العالمية ويتقدم على كل الأنظمة في المنطقة العربية والشرق الأوسط.
هل يتم وضع برامج رياضية لذوي الاحتياجات الخاصة؟
- نعم لدينا اهتمام كبير بذوي الاحتياجات الخاصة في جميع الألعاب، حيث نقوم على تدريبهم وصقل مهاراتهم والمشاركة بهم في جميع المسابقات الداخلية والخارجية، وقد حقق عدد من طلابنا العديد من المراكز المتقدمة في مسابقات محلية كثيرة شاركوا بها.
copy short url   نسخ
11/10/2018
1532