+ A
A -
صرحت الدكتورة مروة مختار، استشارية في المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض، بأن المركز الوطني لعلاج السمنة يستقبل ما بين 800 و900 مريض كل شهر، وشددت على أهمية استشارة المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة للطبيب قبل البدء في رحلة إنقاص الوزن، مضيفة أنّ مؤشر كتلة الجسم الذي يعادل أو يزيد على 30 يرفع من احتمال الإصابة بعدد من الأمراض المزمنة.
وفي هذا الإطار، أوضحت الدكتورة مختار قائلة: «إنّ الأفراد الذين يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهم على 30، أي ما يعادل 30 رطلاً تقريباً من الوزن الزائد، معرضون للإصابة بمشاكل صحية خطيرة. وبمجرد أن يفهم الفرد العوامل التي تسهم في زيادة الوزن، يستطيع عندها أخصائي الرعاية الصحية مساعدته على تحديد أهداف فقدان الوزن المناسبة. فقد تردد نحو 6000 مريض هذا العام على المركز الوطني لعلاج السمنة للعلاج».
ولفتت الدكتورة مختار إلى أن فقدان الوزن يكون أحياناً ضرورياً بالنسبة لبعض الأشخاص وذلك بهدف الوقاية أو معالجة الأمراض والحالات المزمنة المرتبطة بالسمنة، مثل السكري، وأعراض بداية السكري، وارتفاع ضغط الدم، والتهاب المفاصل العظمي، مؤكدة أنه كلما طالت مدة الإصابة بالسمنة، ازداد أثر العوامل التي تعزز من احتمال الإصابة بالأمراض المصاحبة للسمنة. وأردفت الدكتورة مختار قائلة: «إنّ أسباب السمنة معقدة. فقد تكون ناجمة عن مجموعة متداخلة من العوامل بما فيها المسببات الوراثية، وأسلوب الحياة، والنظام الغذائي، والظروف الصحية الكامنة، وكيفية استخدام الجسم للطاقة».
وتعتبر الدكتورة مختار أن فهم التغييرات المطلوبة وإدخال هذه التغييرات على نمط الحياة ليس أمراً سهلاً دائماً، إلا أنه يشكل المفتاح لفقدان الوزن على المدى الطويل. مضيفة أن خسارة الوزن الزائد تزيد بشكل عام من الفوائد الصحية.
واستطردت الدكتورة مختار بالقول: «تشدد جميع برامج تخفيف الوزن التي نقدمها على أهمية إدخال تعديلات على أسلوب الحياة، وبوجه خاص تعديلات على نوع وكمية الطعام المستهلكة، وضرورة ممارسة النشاط البدني. فتغيير نمط العيش هو الدعامة الأساسية لعلاج زيادة الوزن وعنصر هام للمحافظة على الوزن السليم على المدى الطويل». من جانبها تؤكد السيدة ريم السعدي مدير قسم التغذية العلاجية بمؤسسة حمد الطبية، إنّ التغييرات الغذائية هي جزء أساسي من معادلة إنقاص الوزن والتثقيف الغذائي هو إحدى الخطوات الأولى نحو إنقاص الوزن بنجاح.
من جانبها، صرحت السيدة السعدي قائلة: «تشكل الخيارات الصحية عند انتقاء وجبات الطعام والمشروبات، وسيلة سهلة لزيادة فعالية فقدان الوزن. فغالباً ما تكون المشروبات الغازية، والعصائر ومشروبات الطاقة مشبعة بالسكر والسعرات الحرارية الإضافية، ما يسهم في زيادة الوزن مع مرور الوقت». وأوضحت أن التثقيف الغذائي، الذي يشمل تعلّم كيفية قراءة ملصقات الطعام، واتّباع حصص الطعام الموصى بها من شأنه أن يساعد الأشخاص على اتخاذ قرارات أفضل فيما يتعلق بنظامهم الغذائي.
وفي هذا الإطار، قالت السيدة السعدي: «تحتوي جميع الأطعمة المغلّفة على ملصقات غذائية، لكنّ الكثير من الناس لا يعرفون كيفية قراءتها. وقد يكون الأمر مربكاً لأنّ ملصقات الطعام يمكن أن تتضمن معلومات غذائية مضللة. إنّ معرفة كيفية قراءة هذه الملصقات مهمة بشكل خاص لأولئك الذين يعانون من حالات صحية مثل ارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول».
ويبيّن حجم الحصة وعدد الحصص التي تحتويها العبوة الغذائية والمدرجة في الملصق الغذائي عدد الحصص في العلبة وحجم كل حصة التي يشار إليها عموماً بمصطلح «أكواب» أو «قطع». وبالإضافة إلى تحديد كمية الطاقة (كيلوجول/السعرات الحرارية) التي تتضمنها كل حصة، تحتوي الملصقات الغذائية أيضاً معلومات عن البروتين، وإجمالي الدهون، والدهون المشبعة، والكربوهيدرات، والسكر، والصوديوم والألياف. وتتضمن كذلك الملصقات الغذائية معلومات عن مسببات الحساسية الغذائية، مثل المكسرات، والغلوتين والحليب.
وأوضحت السيدة السعدي قائلة: «إنّ أهم الأرقام التي يجب البحث عنها في الملصق الغذائي هي حجم الحصة، وعدد الحصص الموجودة في كل علبة، فضلاً عن إجمالي الدهون، والدهون المشبعة، والسكر، والصوديوم والألياف. ومن أكبر المفاهيم الخاطئة السائدة بين الناس حول فقدان الوزن هو أنهم يستطيعون تناول الطعام المصنّف مثلاً على أنه قليل الدسم أو مخصص لتخفيف الوزن بكل حرية وبالكمية التي تحلو لهم».
ووفقاً للسيدة السعدي، فإنّ الحدّ من تناول السعرات الحرارية هو حجر الزاوية لأي من برامج إنقاص الوزن، مشددة على أهمية الابتعاد عن هوس إحصاء السعرات الحرارية، إلا أنه من الضروري معرفة عدد السعرات الحرارية التي تحتويها مختلف الأطعمة والمقدار الموصى به من السعرات الحرارية لفقدان الوزن.
copy short url   نسخ
11/10/2018
597