+ A
A -
مع هزيمة داعش في العراق وسوريا، تفتح إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الباب لجولة جديدة من حروب الشرق الأوسط من خلال استهداف إيران كمصدر لكل الشرور.
يمكن تصوير الأرقام الغامضة للمقاتلين الأكراد فقط في فيلم وهم يهاجمون ويقتلون ثلاثة مقاتلين موالين للأتراك في هجوم ليلي على عفرين الواقعة في شمال سوريا، لكن الحقيقة أنه تم غزو الجيش الكردي وأخذ مواقعه من قبل الجيش التركي وحلفائه من المعارضة المسلحة السورية في وقت سابق من هذا العام، ومنذ ذلك الحين وحرب العصابات المتفرقة مازالت مستمرة.
ووقعت مناوشات بعد أيام قليلة من هجوم على موكب عسكري قام به مسلحون على بعد آلاف الأميال من عفرين في الأهواز بجنوب غرب إيران، مما أسفر عن مقتل 25 شخصًا. وتظهر الصور الجنود والمدنيين في حالة من الذعر أثناء رميهم بالرصاص، وكان ضمن حصيلة القتلى 11 مجنداً وطفل يبلغ من العمر أربع سنوات. وقد ادعت كل من داعش والانفصاليين العرب تبنيهما لعمليات القتل في محافظة خوزستان، واتهم إيرانيون الولايات المتحدة والسعودية والإمارات، بالمشاركة في هذا العمل.
هذه الأحداث مهمة لأنها قد تكون نذير الجولة القادمة من المواجهات والأزمات والحروب التي تجتاح الشرق الأوسط. شهدت أحدث مرحلة من الصراع في المنطقة صعود وهبوط داعش وحملات فاشلة للإطاحة بحكومتي سوريا والعراق. لكن داعش التي حكمت قبل ثلاثة أعوام دولة بحكم الواقع يبلغ عدد سكانها خمسة أو ستة ملايين نسمة، قد سُحقت إلى حد كبير ويقتصر تواجدها على عدد من المخابئ في الصحراء.
لكن جولة النزاعات التي تنتهي، قد يتم استبدالها بأخرى مع لاعبين مختلفين وقضايا مختلفة.
إن تحرك العصابات في عفرين هو حلقة واحدة في المواجهة المتصاعدة بين تركيا والأكراد في شمال سوريا والتي ستشمل الولايات المتحدة وروسيا. إن الشرق الأوسط دائماً خطير لأنه مثل البلقان قبل عام 1914، مليء بالصراعات المعقدة والشرسة التي تجتذب القوى العظمى.
الخطر موجود دائماً، لكنه أكثر خطورة في عهد الرئيس الأميركي ترامب لأنه هو وإدارته ينظران إلى الشرق الأوسط من خلال منظور ضيق، يسيطر عليه جنون العظمة، وترى هذه الإدارة في كل مكان يد إيران الخفية.
كان لدى الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش وتوني بلير رؤية مشابهة للنفق الذي أوصلا إليه المنطقة، أثناء غزو العراق في عام 2003 عندما ألقوا بكل اللوم والفوضى على بقايا مؤيدي صدام حسين.
إن المبالغة في التهديد الإيراني من قبل إدارة ترامب مؤخراً في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك كانت أشبه بما قيل عن العراق قبل خمسة عشر عامًا، وقد هدد مستشار الأمن القومي جون بولتون بأن «النظام القاتل وأنصاره سيواجهون عواقب وخيمة إذا لم يغيروا سلوكهم. نحن من خلال التدخل العسكري الأميركي في سوريا، الذي يستهدف داعش، يراقب أيضاً التأثير الإيراني وتواجده».
عن «الإندبندنت» البريطانية
copy short url   نسخ
12/10/2018
330