+ A
A -
عواصم- وكالات - نظم سكان مخيم الركبان للنازحين في البادية السورية على الحدود مع الأردن جنوبي البلاد، مظاهرة أمس، احتجاجًا على منع نظام الأسد وصول المساعدات الإنسانية إلى المخيم منذ حوالي 9 شهور.
ويعيش في المخيم، الملقب بـ«مخيم الموت»، نحو 60 ألف شخص وسط ظروف إنسانية صعبة للغاية، ويقع تحت سيطرة الجيش السوري الحر.
المتظاهرون في المخيم، وبينهم نساء وأطفال، ردّدوا هتافات «نحن لسنا إرهابيين»، وناشدوا السلطات الأردنية تقديم المساعدة لهم.
ورفع سكان المخيم لافتات كُتب عليها «لو كنا إرهابيين لما وصلنا إلى هنا»، و«لا توجد مدرسة في الركبان»، و«لا تتركونا وسط الصحراء».
وقال «أبو محمد»، وهو أحد المقيمين في المخيم، استطلعته وكالة الأناضول، إن الناس يموتون بسبب الجوع في المخيم، مناشدًا الأمم المتحدة والمؤسسات الإغاثية مساعدتهم.
وأشار إلى أن الأطفال أصبحوا يبحثون عن الطعام في النفايات من شدة الجوع.
بدورها دعت الإدارة المدنية في المخيم، عبر بيان، السلطات الأردنية إلى تقديم المساعدات لسكان الركبان الذين لا يوجد لديهم شيء يأكلونه سوى أوراق الشجر.
وبين الخيم العشوائية في بادية قاحلة، يحاصر نظام الأسد المخيم وسكانه الذين جاؤوا من مدن سورية مختلفة هربا من قصفه ومن إرهاب تنظيم «داعش».
وفي وقت سابق، عبّر جان إيغيلاند، مستشار المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا، في 25 سبتمبر الماضي، عن «قلقه العميق» بسبب عدم السماح بدخول المساعدات إلى المخيم، والوضع الإنساني فيه.
بموازاة ذلك دعت الأمم المتحدة إلى تقديم مساعدات دولية طويلة المدى لمكافحة الجوع في سوريا.
وقال ديفيد بيسلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في تصريحات «إن الحرب في سوريا والنزوح الجماعي للمدنيين يعد مثالا لحجم الثمن الذي يجب دفعه مقابل إهمال مشكلة الجوع»، مشيراً إلى أن الوضع في سوريا سيظل سيئا بعد نهاية الحرب.
وأوضح المسؤول الأممي أن العام الجاري هو الأسوأ في التاريخ الحديث بالنسبة للفلاحين في سوريا بسبب الحرب والجفاف ونقص المعدات وأنظمة الري والبذور.
وشدد ديفيد بيسلي على أن الدول المانحة سيتعين عليها الالتزام بقوة تجاه سوريا بعد الحرب أيضا، مستطرداً بالقول «حتى إذا كانت دول لا ترغب في دعم النظام الحاكم».
يذكر أن السيد هايكو ماس وزير الخارجية الألماني قد أعلن الأربعاء قبل لقائه مع بيسلي أن ألمانيا ستوفر مساعدات إضافية لبرنامج الأغذية العالمي بقيمة 186 مليون يورو على خلفية الحرب في سوريا إلى جانب 830 مليون يورو قدمتها برلين عام 2017.
وكان برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، قد ذكر نهاية العام الماضي أن نحو عشرة ملايين شخص داخل سوريا لا يعرفون من أين يأتون بوجباتهم القادمة، وإن بعضهم لجأ إلى جمع فضلات الطعام من القمامة.
في الوقت ذاته قالت تقارير ان الولايات المتحدة تربط بشكل متزايد استراتيجيتها في سوريا بموقفها من إيران، وقد حذّر وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو الأربعاء بأنّ واشنطن لن تقدم أي مساهمة في تمويل إعادة إعمار سوريا طالما أنّ هناك قوات إيرانية أو مدعومة من إيران في هذا البلد.
ويعكس هذا الموقف لأول مرة بوضوح سياسة واشنطن الجديدة حيال سوريا بعدما وردت مؤشرات إليها في تصريحات صدرت عن عدد من المسؤولين خلال الأسابيع الماضية.
وقال بومبيو في خطاب أمام المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي «في الوقت الراهن بات النزاع في سوريا عند منعطف».
وتابع أنّ نظام الرئيس السوري بشار الأسد «عزّز سيطرته» على الأرض «بفضل روسيا وإيران»، في حين أنّ تنظيم داعش و«على الرغم من أنه لم يتمّ القضاء عليه بعد بالكامل، إلّا أنه بات ضعيفًا».
وأوضح أنّ هذا «الوضع الجديد يتطلّب إعادة تقييم لمهمّة أميركا في سوريا» مؤكدا أنه إن كانت هزيمة تنظيم داعش هي الهدف الأوّل، فهي «ليست هدفنا الوحيد».
وأشار الوزير إلى أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تُريد حلاً سياسيًا وسلميًا بعد سبع سنوات من النزاع، كما وتريد «أن تخرج القوات الإيرانية أو المدعومة إيرانيًا من سوريا». وتقتصر مهمة الجنود الأميركيين الألفين المنتشرين في شرق سوريا بحسب التبرير الرسمي على مكافحة تنظيم داعش. ومع الهزائم الميدانية المتتالية التي مني التنظيم بها وخسارته أبرز معاقله في سوريا، أعلن الرئيس دونالد ترامب في الربيع أنه يعتزم سحب القوات الأميركية من هذا البلد، وهو الذي يرفض العمليات الخارجية الطويلة والمكلفة. غير أن مستشاريه العسكريين والدبلوماسيين وحلفاء واشنطن الأوروبيين أقنعوه بعد ذلك بأن الوقت ما زال مبكرا للانسحاب من سوريا.
copy short url   نسخ
12/10/2018
1729