+ A
A -
سمير البرغوثي
في مدينة سيدي بوزيد التونسية أقدم الشاب محمد البوعزيزي على إحراق نفسه في 17 ديسمبر 2010 م، بعد مصادرة عربته وصفعه من قبل شرطية أمام مقر المجلس المحلي، ليفجر على إثر ذلك احتجاجات واسعة انتشرت في مختلف المدن التونسية، وأخذت المظاهرات طابع الاحتجاج في البداية ضد الظلم والإقصاء والبطالة والتهميش، ثم انتهت بالدعوة إلى إسقاط الحكومة ورحيل النظام، وسط حالة شديدة من القمع وقتل المتظاهرين من قبل قوات الشرطة والأمن، وحياد من طرف عناصر الجيش. ومع اشتداد القمع لجأ المحتجون الثائرون إلى إضرام النار في عدد من مراكز الشرطة ومقار الحزب الدستوري الحاكم، ومع اتساع رقعة الاحتجاجات، وحياد الجيش اضطر زين العابدين بن علي إلى الرحيل في 14 يناير2011 م.
وبعده رحل حسني مبارك، ولم يطل امر الزعيم الليبي معمر القذافي الذي اصابه الكبر وأصر على مواجهة الغضب فقتل مزنوقا في نفق مجاري صحية، ولحق به الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي اغتاله حلفاؤه، فدفع ثمن خيانة شعبه، وقائمة الزعماء الذين أسقطتهم شعوبهم كبيرة من البرازيل إلى كوريا، وكل ذلك لانعدام الحرية والعدالة وحقوق الانسان الذي ظن الزعماء انهم بمنعها سوف يحافظون على سلطانهم وإذ به يهلك مع مالهم الذي لم يغن عنهم وهم يواجهون الشعوب. ً..
جمال خاشقجي الصحفي العربي السعودي المميز عربيا وعالميا بخلقه وحبه لوطنه وامته، يفتح أبواب الحرية على مصاريعها، فهو من طالب بها وهو صحفي ورئيس تحرير ومدير قناة ومحاضر، وكم كان هذا الرجل ابن المدينة المنورة شفافا وهو يقول: إن السعودية لم تكن دوما قمعية بهذا الشكل. الآن الوضع لا يُحتمل..«يؤلمني أن أتحدث مع أصدقاء سعوديين آخرين في المنفى الاختياري أيضا في إسطنبول ولندن. هناك 7 على الأقل منا، هل سنكون نواة للشتات السعودي»؟ «نقضي ساعات طوال على الهاتف في محاولة لفهم هذه الموجة من الاعتقالات التي شملت صديقي رجل الأعمال.. الشخصية المفكرة على تويتر عصام الزامل».
وقال «لقد كان اندفاع محمد بن سلمان موضوعا ثابتا، من الحرب في اليمن إلى موجة الاعتقالات للمنتقدين بشكل بناء وأفراد العائلة المالكة وكبار المسؤولين المتهمين بالفساد. حدة التحرك السعودي ضد لبنان تعكس حصار قطر المفاجئ في يونيو، دون أي مجال للتفاوض».
حرية جزئية نسبية كانت وراء غيابه أو تغييبه، لكنها مقدمة لحرية إعلامية شاملة إذ اراد إعلاميو العرب استخدامها بهذا الحب للوطن كما أحب جمال بلده،،
جمال يفتح الأبواب واسعة لمن يريدون انتزاع حرية الكلمة والعدالة في بلد كان يمكن ان يكون بحجم قوة دولة عظمى لو أحسنت إدارته لما لديه من مقومات تؤهله لهذه المكانة الرفيعة، وبالتأكيد ان الحرية تنتزع وتحتاج إلى تضحيات كان جمال أولى ضحاياها ومفجر ينابيعها.
كلمة مباحة
هنيئاً لمن بات والناس يدعون له، وويل لمن نام والناس يدعون عليه، وبشرى لمنى أحبته القلوب، وخسارة لمن لعنته الألسن.
copy short url   نسخ
15/10/2018
328