+ A
A -
الدوحة- الوطن





عقدت المؤسسة العامة للحي الثقافي- كتارا، صباح أمس، مؤتمرا صحفيا للفائزين بالدورة الرابعة لجائزة كتارا للرواية العربية، حضره عدد من الصحفيين ووسائل الإعلام المحلية والعربية.
وقدم خالد عبد الرحيم السيد المشرف العام على جائزة كتارا للرواية العربية، نبذة عن تطور الجائزة بعد أربع دورات ناجحة، وأهمية عقد لقاء للمبدعين الفائزين لمناقشة عدد من القضايا المتعلقة بواقع الرواية قراءة وإبداعا ونقدا.
وفي معرض إجابته عن سؤال التحديات التي تواجه الجائزة، قال خالد السيد إن التحدي الكبير يتعلق بشبه غياب للقارئ وهو عنصر مهم في مجال صناعة الرواية وانتشارها، مشيرا إلى أنه مع الاهتمام الملحوظ بمنظومة التعليم وتطوير المناهج في العالم العرب، ستتسع دائرة القراءة في السنوات القادمة، وتنشط حركية طباعة الكتاب، مبرزا أهمية إحداث دار كتارا للنشر وفلسفتها في العمل على تنشيط وتوسيع دائرة التأليف والنشر.
ولفت خالد السيد إلى أن جائزة كتارا للرواية العربية بعد خمس سنوات، ستتمكن من تمويل ذاتها عبر تبني وإطلاق مشاريع مختلفة تساهم في الدعم والتمويل، والاعتماد على نفسها في الإدارة المالية لكل فعالياتها ومبادراتها الأدبية والإبداعية.
وكشف السيد عن حيثيات تخصيص يوم عالمي للرواية العربية، مشيرا إلى وجود فريق قانوني لمتابعة رفع الملف لليونسكو، بناء على الطلب الذي تقدمت به كتارا ووقع عليه روائيون مشاركون في دورتي 2016 و2017 وتشرف على الملف المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة الألكسو من أجل إقرار الثالث عشر من أكتوبر يوما عالميا للرواية وليس عربيا فقط. ومن جانب آخر ناقش المؤتمر التحديات التقنية والمعرفية التي تواجه الراهن الروائي، حيث تحدث الناقد المغربي عبد الرحيم وهابي عن المساهمة الجادة لكتارا في تطوير الرواية العربية ومواكبتها نقديا، معرجا على الإشكالات والتحولات التي عرفتها الرواية، ومنها الخلخلة على مستوى الحبكة الروائية وتحويل الأحداث إلى الشخصية كما في السرد النسوي وغيرها من الإشكالات التقنية.
وتساءلت الناقدة والروائية الأردنية سناء الشعلان عن رحلة الرواية العربية والعالمية، هل هي رحلة المعنى أم الشكل، موضحة أنها رحلة الشكل لأن الصراع الآني على أشكال المعاني، ليبقى السؤال الجوهري: كيف نقدم هذا الشكل بالكيفية السليمة؟
وناقش المشاركون في المؤتمر كيفية تطوير الرواية العربية لتبلغ العالمية، ردا على سؤال: هل الرواية العربية عالمية؟
وقال الناقد التونسي محمد بن الصادق كحلاوي في هذا الشأن إن النقد والقراءة والتلقي هي التي تصنع العالمية إلى جانب الأسلوب والأفق المعرفي، واصفا قضية العالمية بالافتراضية لأنه لا يوجد روائي يتصور أنه سيكون عالميا دون الانطلاق من المحلي.
وفي ما يتعلق بهيمنة المغاربة على فئة النقد والدراسات في الجائزة، في مقابل فوز المشارقة بأغلب الجوائز في فئات الرواية المنشورة وغير المنشورة، أوضح الناقد المغربي محمد مشبال أن مرجع هذا التفوق إلى كون المغرب أرسل مبكرا بعثات علمية كثيرة إلى فرنسا استفادت من التقدم العلمي والحداثي بهذا البلد، كما ان الجامعة المغربية فتحت مبكرا مباحث جديدة في اللسانيات والسيميائيات والمنطق، مكنتها أن تتفوق في هذه العلوم والمجالات، دون أن يعني هذا عدم تفوق المغاربة في كتابة الرواية، كما تحدث الناقد المغربي عن مشروعه البلاغي الموسع الذي طبقه على نصوص تراثية قديمة، وانصرف في الآونة الأخيرة إلى تطبيقه على الرواية الحديثة.
وكان المؤتمر فرصة ليتحدث الروائيون عن أعمالهم الفائزة وظروف ومعاناة كتابتها وطبيعة التفاعل والتماهي مع شخوصها وأحداثها.
copy short url   نسخ
18/10/2018
2076