+ A
A -
عواصم - وكالات - أكدت مصادر في مكتب المدعي العام التركي أن مقربا من قيادة السعودية نسق عملية قتل الصحفي جمال خاشقجي قبل أسبوعين في قنصلية السعودية بإسطنبول، وتدعم هذه التسريبات معلومات سابقة بتورط الرياض بالعملية.
وقالت المصادر التركية -المطلعة على التحقيقات الجارية في قضية اختفاء خاشقجي- إن منسق العملية هو العقيد بالاستخبارات السعودية ماهر عبدالعزيز مطرب، وقد ظهر في عدة صور بالقرب من ولي العهد خلال أنشطته الرسمية.
وأضافت أن مطرب -المقرب من محمد بن سلمان- هو منسق عملية قتل الصحفي.
وتابعت المصادر أن ذلك العقيد أجرى 19 اتصالا هاتفيا يوم قتل خاشقجي منها أربعة بمكتب سكرتير محمد بن سلمان.
كما قالت إن الطائرتين الخاصتين اللتين حملتا منفذي عملية قتل الصحفي السعودي تم استئجارهما باسم العقيد مطرب.
وقبل أيام، أكدت صحيفة واشنطن بوست أن الاستخبارات الأميركية اعترضت مراسلات تظهر أن السعودية أمرت باستدراج خاشقجي، ولم يتضح إذا كان الأمر اقتصر على اعتقاله أم تعداه إلى قتله.
ومؤخرا، نشرت وسائل إعلام تركية صور وأسماء أعضاء الفريق الأمني السعودي الذي يعتقد أنه أُرسل خصيصا لتصفية الصحفي، ووصل على دفعتين يوم دخول خاشقجي القنصلية، وبعض أعضاء الفريق من الدائرة المقربة من ولي العهد.
وقبيل التسريبات الجديدة من التحقيقات التركية، أكدت صحيفة نيويورك تايمز أن عددا من أعضاء الفريق الأمني السعودي لهم صلات بولي العهد مما يضعف الرواية التي حاولت السلطات السعودية والرئيس الأميركي دونالد ترامب ترويجها بشأن هذه القضية، والتي مفادها أن عملية قتل الصحفي نفذها «قتلة مارقون» وبدون علم السلطات السعودية.
وكشفت الصحيفة أن العقيد مطرب كان دبلوماسيا بالسفارة السعودية في لندن، ورافق بن سلمان في زياراته للولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا.
ووفق نفس المصدر، فإن ثلاثة آخرين من «فريق الاغتيال» السعودي وهم: عبدالعزيز محمد الحساوي وثائر غالب الحربي ومحمد سعد الزهراني- مرتبطون بالأجهزة الأمنية التابعة لولي العهد.
ووفق نيويورك تايمز، فإن وجود مسؤول التشريح الطبي صلاح الطبيقي -الذي شغل مناصب عليا بالداخلية السعودية- يوضح أن «شخصية بهذا الحجم لا يمكن أن تديرها إلا سلطة سعودية عليا».
وقال موقع ميدل است آي إن 7 من المتهمين بقتل خاشقجي ضباط بارزون بفريق حماية ولي العهد السعودي.
في الأثناء، ظهرت تفاصيل جديدة تتعلق بتصفية خاشقجي داخل قنصلية المملكة في إسطنبول.
فقد أوردت صحيفة «يني شفق» التركية أمس أنها حصلت على تسجيل صوتي يؤكد أن الصحفي تعرض للتعذيب قبل أن يتم قطع رأسه داخل القنصلية، وقالت إنه تم تعذيبه خلال استجوابه عبر قطع أصابعه ليتم بعد ذلك قطع رأسه.
من جهة أخرى، نقل موقع ميدل إيست آي الإلكتروني -عن مصدر تركي- أنه لم تكن هناك محاولة لاستجواب خاشقجي، وأن الفريق السعودي جاء إلى إسطنبول لقتله.
وقال ذلك المصدر إن عملية القتل استغرقت سبع دقائق وإن (خبير الطب الشرعي السعودي) الطبيقي بدأ بتقطيع أعضاء الصحفي بينما كان خاشقجي لايزال على قيد الحياة.
وكانت مصادر تركية قد كشفت أمس لقناة الجزيرة تفاصيل عن عملية القتل المروعة، مؤكدة أنها جرت في مكتب القنصل العام السعودي محمد العتيبي وبحضوره.
وقالت يني شفق إن «فريق القتل» طالب القنصل بالتزام الصمت أثناء العملية حفاظا على حياته.
وأكدت تلك المصادر أن قتل خاشقجي استغرق سبع دقائق، وأن الفريق الأمني السعودي لم يجر معه أي تحقيق، بل بادر مباشرة بضربه ثم حقنه بإبر.
وأشارت إلى أن السلطات التركية تملك تسجيلات تؤكد أن الطبيقي هو من قطّع جثة خاشقجي، وأنه طلب من زملائه الاستماع للموسيقى أثناء عملية التقطيع.
ووفق نفس المصادر، فإن خاشقجي تعرض للشتم والضرب مباشرة، وأنه قتل في مكتب القنصل الذي طُلب منه المغادرة ليكمل الطبيقي تقطيع الجثة، وفق التسجيلات.
وأضافت يني شفق أنه خلال عملية التعذيب التي سبقت القتل، قال القنصل لفريق القتل «افعلوا هذا خارج مكتبي، ستصبّون البلاء فوق رأسي بسبب هذا» فردّ عليه أحدهم بالقول «إذا أردت أن تعود إلى السعودية والعيش هناك فاصمت».
copy short url   نسخ
18/10/2018
2949