+ A
A -
كتب- يوسف بوزية


شهدت البلاد أمس تواصل سقوط أمطار الخير على بعض المناطق، حيث هطلت أمطار رعدية متفرقة على وسط وجنوب البلاد تصاحبها رياح قوية مفاجئة وهو ما يتزامن مع قدوم «موسم الوسمي» الذي بدأ اعتباراً من منتصف أكتوبر الجاري وينتهي مع بداية ديسمبر المقبل.


وتتأثر البلاد خلال هذه الفترة بسحب محلية قد تتهيأ معها فرص الأمطار المتفرقة وقد تكون رعدية أحياناً، وأمطار هذه الفترة هي التي تسبق أو تهل مع الوسمي والذي يتميز بأمطاره المحلية الرعدية التي تمد الأرض بالخضرة والكلأ، وتساعد في إنبات ونمو الأعشاب البرية بما في ذلك فطر الكمأه «الفقع» الغني بالبروتين والمحبب لدى الجميع.
ومع اعتدال درجات الحرارة بدأت العائلات من مواطنين ومقيمين يتجهون إلى الحدائق والمتنزهات للاستمتاع بالأجواء الجميلة والمناظر الرائعة في الروض، حيث تبدأ الأرض تكتسي بالخضار في البر القطري وهو ما يصنع لوحة خضراء جميلة تجتذب إليها هواة الرحلات والخروج إلى البر، كما أن عطلة الأسبوع الحالي شهدت توافد أعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين على الحدائق والمتنزهات، منها اسباير وحديقة متحف الفن الإسلامي وحديثة شيراتون والبدع وغيرها من الحدائق الجميلة في قطر.
ومن الحين وحتى نهاية فترة الشتاء والربيع تبدأ الأسر في التخطيط لقضاء عطلة نهاية الأسبوع مصطحبين أطفالهم في أجواء أسرية ممتعة.
وقال عبدالله الحداد، كبير المتنبئين الجويين بإدارة الأرصاد الجوية، إن «الوسم» هو مصطلح لفترة زمنية تتميز بأمطارها المحلية الرعدية، وهذا ما تأثرت به البلاد خلال الأيام الماضية، حيث تكونت سحب محلية شمال غرب البلاد وأجزاء من المناطق الجنوبية، وبفضل الله هطلت أمطار الخير فترة ما بعد الظهيرة، من خفيفة إلى متوسطة خلال فترة قصيرة.
وأضاف الحداد أن موسم (الوسمي) من أفضل أوقات المطر عند أهل الجزيرة العربية، لأنه يسم الأرض بالخضرة والكلأ ومطرها ونافع للأرض، كما أن مطرها يسهم في تنقية الجو من العوالق الترابية وحتى الفيروسات، ويعتبر فترة انتقالية يتغير فيها الطقس وتميل درجات الحرارة إلى الانخفاض ويبرد الليل ويكثر ظهور السحب الركامية.
ومن أسباب تكون السحب المحلية التقاء الرياح الشرقية القادمة من الساحل الشرقي مع نسيم البحر القادم من الساحل الغربي على المناطق الوسطى للبلاد، بالإضافة إلى عامل التسخين الحراري خلال فترة الظهيرة ما بين الساعة الثانية عشرة إلى الخامسة عصراً، حيث يعمل على انخفاض الضغط وتكون تيارات هوائية صاعدة، تلتقي بجبهات باردة فيتكثف البخار ويتحول إلى أمطار. كما تنشط ايضا خلال هذا الموسم الأمراض الموسمية المرتبطة بتغير الجو كالإنفلونزا بسبب التفاوت الكبير بين درجات حرارة النهار الدافئ، والليل الذي قد تلتمس فيه البرودة، وأكد الحداد أن فترة «الوسمي» تضم أربعة طوالع من المنازل القمرية في منطقة الجزيرة العربية، كل منزلة 13 يوماً، وهي: العواء ودخوله يوم 16 من أكتوبر، ويليه السماك ودخوله يوم 29 أكتوبر، ثم الغفر يوم 11 نوفمبر، وأخيراً الزبانا يوم 24 نوفمبر، وينتهي الوسم يوم السادس من شهر ديسمبر، فيما يبلغ عدد أيامه 52 يوماً ويعده البعض 60 يوماً إذ ينتهي منتصف ديسمبر.
ويعتبر الوسمي بشارة ينتظرها أهل الخليج، حيث يترقب أهالي الجزيرة العربية بشغف قدوم الوسمي لأنه خلال هذا الموسم إذا نزل المطر مبكراً ولفترات متعددة ومتباعدة فإن الأرض تخصب والفقع يظهر في البراري وهو فطر ينمو في أجواء خاصة خلال موسم الربيع ويجد قبولاً لدى عرب الجزيرة من ناحية جنيه أو تناوله مطبوخاً وهو غني بالبروتين ويشبه شكله البطاطس إلى حد كبير. كما يبشر بتغيّر الطقس وبدء تناقص درجات الحرارة والرطوبة ونزول المطر، وكان يقال عن الوسمي «أينما وقع نفع» فإذا سقط على البحر يُخلق اللؤلؤ، وإذا سقط على البر ينبت الفقع (الكمأ)، فالبذور المدفونة في باطن الأرض، والمحار المختفية في أصداف البحر، تكون متحفزة لمطر الوسمي، وهو الموسم الذي يحمل معه عملية ضخ ماء الحياة في أجسادها.
وتحتضن قطر أربعة أنواع من الفقع هي: الزبيدي، والخلاصي، والجبأة، والهوابر.
وينمو الفقع في التربة الرملية الطينية الناعمة قليلة الأملاح وتسمى التربة التي ينمو فيها ارض (دمثة) أي السهلة اللينة، ويوجد في مناطق أم زبيرة، وفي برثة المفجر، وأم الماء، والحصين، وأم باب، ومنطقة النقيان، وجنوب العامرية، وغشام، وجنوب غرب خور العديد.
copy short url   نسخ
20/10/2018
3711