+ A
A -
عواصم- «الجزيرة نت»- «عربي 21» - قالت «5» مصادر على صلة بالعائلة المالكة في السعودية إن تداعيات اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي كانت من الضخامة بحيث شعر الملك سلمان بضرورة تدخله في الأمر.
بموازاة ذلك شهدت عدة عواصم ومدن عالمية تظاهرات تطالب بالشفافية في التحقيقات بشأن اختفاء خاشقجي.
إلى ذلك قالت مصادر إنه في يوم الخميس الموافق 11 أكتوبر أوفد الملك أقرب مساعديه إليه، الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة، إلى اسطنبول في محاولة لنزع فتيل الأزمة.

وكانت أصوات زعماء العالم قد ارتفعت تطالب بتفسير لاختفاء خاشقجي، وقالت المصادر إن القلق كان يتنامى في بعض جوانب الديوان الملكي من أن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد الذي فوضه الملك في صلاحيات واسعة، يواجه صعوبات في احتواء التداعيات.
وخلال زيارة الأمير خالد اتفقت تركيا والسعودية على تشكيل مجموعة عمل مشتركة للتحقيق في اختفاء خاشقجي.
وفي أعقاب ذلك أمر الملك النائب العام السعودي بفتح تحقيق بناء على النتائج التي تتوصل إليها المجموعة.
وقال مصدر سعودي على صلة بالدوائر الحكومية «اختيار خالد وهو من كبار أفراد العائلة وله مكانة عالية اختيار له أهميته لأنه المستشار الشخصي للملك وذراعه اليمنى وتربطه صلات قوية وصداقة (بالرئيس التركي رجب طيب) أردوغان».
وقال رجل أعمال سعودي يقيم في الخارج لكنه على صلة وثيقة بالدوائر الملكية إن الملك سلمان أكد سلطته في إدارة هذه المسألة منذ الاجتماع الذي عقد بين الأمير خالد وأردوغان.
ولم يرد مسؤولون سعوديون على أسئلة رويترز عن فحوى هذا التقرير. وأحال متحدث باسم الأمير خالد رويترز إلى ممثلين للسلطات في الرياض.
وقال اثنان من المصادر على دراية بما يدور في الديوان الملكي إن الملك، الذي سلم إدارة شؤون المملكة اليومية لابنه، لم يكن في البداية على علم بحجم الأزمة.
وقال المصدران إن ذلك يرجع في جانب منه إلى أن مساعدي الأمير محمد كانوا يوجهون الملك للأخبار الإيجابية عن البلاد على القنوات التليفزيونية السعودية،
وتغير هذا الوضع مع تنامي الأزمة.
وقال مصدر سعودي آخر له صلات بالديوان الملكي «حتى إذا كان ابنه الأثير فلابد أن يكون لدى الملك رؤية شاملة لبقائه (في الحكم) وبقاء العائلة المالكة... ففي النهاية سينال ذلك منهم جميعاً».
وقد نفت المملكة مراراً ضلوعها بأي شكل من الأشكال في اختفاء خاشقجي. غير أن المصادر المطلعة على شؤون الديوان الملكي قالت إن رد فعل الولايات المتحدة حليفة السعودية منذ عشرات السنين كان له دوره في تدخل الملك.
وقال مصدر آخر على دراية بمجريات الأمور في الديوان الملكي «عندما خرج الأمر عن السيطرة وثارت ضجة في الولايات المتحدة أبلغ الأمير محمد والده أن هناك مشكلة وأن عليهم مواجهتها».
وأضاف ذلك المصدر أن ولي العهد ومساعديه اعتقدوا في البداية أن الأزمة ستمر لكنهم «أخطؤوا في حساب تداعياتها».
قبل تدخل الملك كانت تصريحات السلطات السعودية تتسم بنبرة التحدي.
وقد تحدث الملك مباشرة مع أردوغان وترامب في الأيام الأخيرة. والتقى الملك وولي العهد بوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عندما زار الرياض يوم الثلاثاء.
وقال مطلعون على بواطن الأمور في القصر الملكي إنه ليس من الواضح ما إذا كان مستعداً لاستئناف القيام بهذا الدور أو قادراً على ذلك.
وقالت عدة مصادر على صلة وثيقة بالأسرة المالكة إن الملك سلمان لم يعد على نحو متزايد مطلعاً على القرارات التي يتخذها نجله محمد.
وقال أحد المصادر إن الملك سلمان كان «يعيش في فقاعة مصطنعة». إلا أن المصدر قال إن مستشاري الملك شعروا بالإحباط في الفترة الأخيرة وبدؤوا يحذرونه من مخاطر ترك سلطات ولي العهد بلا ضابط. في تطور آخر قال مصدر سعودي مطلع إن التسريبات التي أوصلتها مصادر مقربة من العائلة السعودية إلى وكالة رويترز حول تدخل الملك في أزمة اختفاء الصحفي جمال خاشقجي هي تسريبات «مضللة»، وتهدف إلى تخفيف الضغط العالمي على ولي العهد محمد بن سلمان.
وأضاف المصدر لـ«عربي21» أن العائلة المالكة ضعيفة وغير قادرة على التحرك في مواجهة ابن سلمان حتى الآن، مشيرا إلى أن ما سرب إلى رويترز من مصادر مقربة من العائلة تم بالتنسيق مع ابن سلمان، بهدف تخفيف الضغط العالمي سياسياً وإعلامياً في الفترة الحالية، إلى حين مرور الأزمة، التي خلفتها الاتهامات الموجهة لولي العهد بالمسؤولية عن اختطاف وقتل خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.
واستدرك المصدر بالقول إن أمراء كباراً من آل سعود يرتبطون بعلاقات وثيقة مع الإدارة الأميركية، وأنهم سيتحركون للإطاحة بولي العهد إذا وصلتهم «إشارات» من الولايات المتحدة بأن الرئيس الأميركي ترامب قرر التخلي عن ابن سلمان، مضيفاً أن مثل هذه الإشارات لم تصل بعد على ما يبدو.
copy short url   نسخ
20/10/2018
2576