+ A
A -
استقبلت عيادة اضطرابات الذاكرة والإدراك منذ افتتاحها في عام 2013 بمستشفى الرميلة التابع لمؤسسة حمد الطبية الآلاف من المرضى، بحيث قارب عدد حالات الخرف التي تم تشخيصها في مؤسسة حمد الطبية في العام المنصرم 600 حالة. ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على خدمات رعاية طب الشيخوخة في ظل توقعات تشير إلى أن حوالي 12 % من السكان سيتجاوزون الـ 65 من العمر بحلول العام 2022.
من جهتها، قالت الدكتورة هنادي الحمد، استشاري أول ومدير إدارة كبار السن والرعاية المطولة في مؤسسة حمد الطبية، أن ارتفاع نسبة السكان المسنين وزيادة الوعي ببعض الحالات المرضية كالخرف والزهايمر قد أسهما في زيادة الطلب على الخدمات التي توفرها الإدارة التي ترأسها.
وأضافت الدكتورة الحمد، المسؤولة أيضاً عن مبادرة الشيخوخة الصحية ضمن الاستراتيجية الوطنية للصحة قائلة: «على الرغم من شيوع حالات الخرف بين المسنين، لا يعد هذا المرض جزءاً طبيعياً من الشيخوخة. فزيادة التوعية العامة بأهمية مراجعة الطبيب وتلقي المساعدة الطبية لعلاج اضطرابات الذاكرة، قد أدت إلى ارتفاع عدد المرضى الذين يقصدون إدارة كبار السن للمعاينة».
تعتبر عيادة اضطرابات الذاكرة والادراك في مؤسسة حمد الطبية الأولى من نوعها في دولة قطر. ومنذ يناير من العام الحالي، تولت هذه العيادة المصممة لتوفير التشخيص المبكر لاضطرابات الذاكرة الحادة لدى المسنين، ومراقبتها وعلاجها، علاج حوالي 550 مريضاً. وتشير الدكتورة الحمد إلى أن المرضى يقصدون العيادة بموجب طلبات تحويل من مختلف مستشفيات حمد الطبية والمراكز التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية. كما أكدت أن أحد العناصر الأساسية للاستراتيجية الوطنية للصحة يتمحور حول التشخيص المبكر والعلاج مع التركيز على تيسير وتبسيط إجراءات تقييم حالة المرضى.
وأردفت الدكتورة الحمد قائلة: «نعمل بالتعاون مع عدد من الأقسام في مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية لتأمين خدمات التشخيص المبكر، ومراقبة استخدام الأدوية، وتطبيق نهج متعدد التخصصات لعلاج الخرف واضطرابات الذاكرة لدى المسنين. هذا ويقضي الاتفاق الذي تم توقيعه مع مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بأن يحيل طبيب الرعاية الأولية المريض الذي يشتبه بإصابته بفقدان الذاكرة أو بخلل إدراكي إلى عيادتنا. كما وبإمكان المريض إجراء الاحالة الذاتية».
وأضافت الدكتورة الحمد قائلة: «من المتوقع ان نشهد خلال السنوات المقبلة توسعة لخدمات طب الشيخوخة في البلاد في ظل تركيز الاستراتيجية الوطنية للصحة على الشيخوخة الصحية. ويشمل ذلك إنشاء عيادات مجتمعية لاضطرابات الذاكرة ضمن شبكة مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، إضافة إلى إخضاع كافة المرضى الذين بلغوا سن ال 65 وما فوق لتقييم شامل لأمراض الشيخوخة كجزء من الاستراتيجية الوطنية للصحة».
وفي إطار الخطط الموضوعة لتوسعة نطاق الخدمات الموفرة للمسنين، أُطلقت في نوفمبر 2017 دراسة وطنية لتحديد نسبة انتشار الخرف في قطر. وسوف تشمل هذه الدراسة التي أطلقتها وزارة الصحة العامة بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، معاينة حوالي 1000 شخص تجاوزوا سن الـ 65 عاماً لتحديد نسبة اضطرابات الذاكرة ومدى انتشار الخرف في البلاد. ومن المتوقع ان تصدر نتائج هذه الدراسة في الربع الأول من العام 2019.
وشددت الدكتورة الحمد على أهمية هذه الدراسة قائلة:«تنطوي هذه الدراسة على قدر كبير من الأهمية لأنها مكنتنا من جمع بيانات عالية الدقة حول معدل انتشار الخرف في قطر، كما ساعدتنا على ضمان خضوع الأشخاص المصابين باضطرابات على مستوى الذاكرة لتقييم شامل، وتحويلهم إلى عيادات اضطرابات الذاكرة والإدراك لمعاينتهم بشكل تفصيلي. يمكن لاضطرابات الذاكرة أن ترتبط بمشاكل صحية أخرى، لذا نسعى إلى توفير تقييم شامل وتحديد التشخيص الصحيح. ويتمثل هدفنا الرئيسي في تقليل المخاطر وتعزيز رفاه المريض وإحساسه بالأمان، والحرص على بقائه ركناً حيوياً من أركان المجتمع».
يشمل الخرف سلسلة من الأعراض منها خلل في الذاكرة والتفكير، والقدرة على التعرف على الأماكن المعهودة وفهم المعلومات. كما وقد يؤثر على مهارات اللغة والتمييز لدى الشخص محدثاً تغيرات في السلوك. ومن الممكن أيضاً أن تتفاقم أعراض الخرف وتحد من قدرة الشخص المصاب على تأدية النشاطات اليومية. لذا تعتبر الدكتورة الحمد أنه من المهم الحصول على الاستشارة الطبية عند الاشتباه بأي مشكلة في الذاكرة.
وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة الحمد قائلة: «يمكن في العديد من الحالات الوقاية من الخلل الإدراكي وفقدان الذاكرة وعكس مسارها عبر استخدام وظائف الدماغ على النحو الأمثل. وأدعو بهذه المناسبة كل من تظهر على أحد أفراد عائلته أعراض تدل على مشاكل غير مألوفة في الذاكرة، أن يراجع عيادة اضطرابات الذاكرة والادراك للحصول على تشخيص شامل وسط أجواء من الخصوصية والسرية. فالتشخيص المبكر والعلاج الصحيح يسهمان بشكل بارز في الحد من الأعراض والتقليل في أغلب الأحيان من نسبة تدهور الوظائف الادراكية لدى المريض».
يُعنى حالياً قسم طب الشيخوخة في مستشفى الرميلة برعاية نحو 130 من المرضى الداخليين، إضافة إلى رعاية ما يزيد عن 3000 مريض سنوياً في قسم طب الشيخوخة للمرضى الخارجيين في مؤسسة حمد الطبية. هذا وتوفر أيضاً مؤسسة حمد الطبية الرعاية لحوالى 2000 من كبار السن في إطار خدمات الرعاية المنزلية.
تتشرف مؤسسة حمد الطبية بالمشاركة في افتتاح فعاليات أسبوع الدوحة للرعاية الصحية، المنعقد لفترة سبعة أيام والزاخر بالفعاليات المجتمعية. حيث يقام أسبوع الدوحة للرعاية الصحية الذي أطلق بمبادرة من مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية «ويش»، على هامش قمة «ويش» المزمع انعقادها يومي 13 و14 نوفمبر 2018. ويهدف أسبوع الدوحة للرعاية الصحية، الذي يقام بدعم من وزارة الصحة العامة، ومؤسسة وقطر، ويشمل أصحاب المصلحة من مختلف القطاعات في قطر، إلى تسليط الضوء على مواضيع الصحة والرفاه من خلال سلسلة من النشاطات العامة، وحملات التوعية وورش العمل المهنية. وسيتم خلال هذا الأسبوع تنظيم عدد من الأنشطة المتعلقة بالشيخوخة الصحية، بما في ذلك إنشاء منصة في الدوحة فيستيفال ستي وتجهيزها بعدد من العاملين في القطاع الصحي فضلاً عن تنظيم ورشة عمل لمزودي الرعاية للمرضى المصابين بالخرف وورشة عمل للتوعية بمرض الخرف.
copy short url   نسخ
08/11/2018
1143