+ A
A -
تحقيق – أكرم الفرجابي



أشاد عددٌ من المخيمين بالخدمات المقدّمة، من الجهات المعنية بموسم التخييم وعلى رأسهم وزارة البلدية والبيئة، لافتين إلى أنها تقدم خدمات متكاملة للمخيّمين، تشمل مراعاة الجوانب الصحية والترفيهية، وتعمل على تحقيق عوامل الأمن والسلامة، مشيرين إلى أن الحياة البرية تمثل أهمية كبيرة بالنسبة لهم، من حيث الهدوء ومقابلة الأصدقاء والأقارب وسط أجواء الطقس الجميلة، منوهين بأن موسم التخييم ينشط السياحة الداخلية للدولة، نظراً للإقبال الكبير عليه من قبل المواطنين والمقيمين.
وطالب المخيمون في تصريحاتهم لـ «الوطن»، بضرورة أن يكون هنالك مرونة في إجراءات استخراج الرخص، بالإضافة إلى النظر في الطلبات المتأخرة، وإعطاء المزيد من الحرية للمخيمين بصورة مقننة وسلسة، مشيرين إلى أن مواقع التخييم محدودة، مطالبين بضرورة التوسع فيها وزيادة العدد وأخذ ذلك في الإعتبار خلال السنوات المقبلة، حتى لا يتم إغلاق أبواب التسجيل للتخييم في فترة وجيزة، منوهين بأنه الخدمات متوفرة في أماكن متعددة من مناطق التخييم ولكن المناطق نفسها محدودة.
خدمات ممتازة
بدايةً امتدح المواطن عبد العزيز الجاسم، مشروع «العنّة» الذي تنفذه الهيئة العامة للسياحة في منطقة سيلين، لافتاً إلى أنه مشروع متكامل يهدف إلى الارتقاء بتجربة التخييم الشتوي في المنطقة، والحفاظ على البيئة، وتحقيق عوامل الأمن والسلامة، وتعزيز مستوى الخدمات والرفاهية، مع تنظيم العمليات والخدمات التجارية بما يضمن الحفاظ على حقوق المستهلك، وإتاحة فرص أكبر للمستثمرين ورواد الأعمال القطريين، مشيراً إلى أنه قام بجولة ميدانية نهاية الأسبوع الماضي في منطقة المشروع، حيث تتوزع الخدمات والفعاليات التي يضمها مشروع العنّة إلى عدة مناطق منها منطقة العنن النموذجية، ومنطقة الدراجات النارية، ومنطقة الشاطئ (السيف)، ومنطقة تحدي السيارات (مواتر)، ومنطقة الفعاليات التراثية (المشب)، وحاضنة الحياة البرية ومنطقة السوق.
وأكد الجاسم أن الخدمات التي يقدمها مشروع «العنّة» ممتازة للغاية، وفيها قدر كبير من التنسيق والاحتراف في الإدارة، معرباً عن ارتياحه لتوفير عمالة مجانية تساعد المخيمون في عملية تجهيز الخيام، تندرج تحت الرسوم الشهرية البالغة حوالي (1500) ريال، مع وجود خصومات تصل إلى (10%) للشخص الذي يقوم بوضع بيت شعر في المخيم، مبيناً أن تطوير منطقة سيلين أصبح ضرورة ملّحة تفرضها، أهمية الحفاظ على المنطقة كواحدة من أندر المناطق الطبيعية في العالم، والحد من آثار التلوث البيئي في المنطقة، وتطوير تجارب سياحية متميزة تليق بقطر وبالمواطن القطري وبالزوار والمقيمين على حد سواء، لافتاً إلى أنه الأولوية في الحصول على مكان للتخييم بالمنطقة يكون للأشخاص الذين كانوا يخيمون بها في السابق، منوهاً بأنه مناطق التخييم في كافة أنحاء الدولة تحتاج إلى خدمات بسيطة مثل المطاعم المتنقلة، والعمالة الخدمية فيما يتعلق بتركيب توصيلات الكهرباء وغيرها من الخدمات البسيطة والمهمة.
إفساح المجال
في المقابل أوضح المواطن مبارك آل شهوان، أنه من المؤيدين لتجربة التخييم العادي، قائلاً: عندما يخرج الشخص إلى البر وينصب خيمته، يقصد بذلك الرجوع إلى الزمن القديم، أو ما كانوا عليه أباءنا وأجدادنا، مبيناً أن هذه التجربة فيها نوع من أنواع العبر، إذ توضح لنا أين كانوا أجدادنا بالأمس وكيف أصبحنا نحن اليوم، واصفاً التطوير الذي يحدث الآن بأنه تطوير عمراني، وليس تطوير على مستوى التخييم، معرباً عن آمله في أن يكون التخييم في إطار الحفاظ على البيئة وعدم جرف بعض الأماكن والمحافظة على مناطق التخييم.
وطالب آل شهوان القائمين على أمر التخييم، بإفساح المجال أكثر أمام المخيمون، وعدم تعقيد الإجراءات فيما يخص الأمور الإدارية، حتى يسهل للناس الذهاب إلى المواقع المحددة لهم في وقت قصير، كون فترة «الكشتات» نفسها محدودة، موضحاً أنه عادة ما يخيم في منطقة غرب قطر، مؤكداً أن الحياة البرية تمثل أهمية كبيرة بالنسبة له، من حيث الهدوء ومقابلة الأصدقاء والأقارب وسط أجواء الطقس الجميلة، لافتاً إلى أن موسم التخييم ينشط السياحة الداخلية للدولة، نظراً للإقبال الكبير عليه من قبل المواطنين والمقيمين، لذلك لابد أن يكون هنالك مرونة في إجراءات استخراج الرخص، بالإضافة إلى النظر في الطلبات المتأخرة، وإعطاء المزيد من الحرية للمخيمين بصورة مقننة وسلسة.
مواقع التخييم
من جانبه قال المواطن زمل الشمري، أن مواقع التخييم محدودة وتحتاج إلى توسعة بزيادة عدد المواقع، حتى لا يتم إغلاق أبواب التسجيل للتخييم في فترة وجيزة، منوهاً بأنه الخدمات متوفرة في أماكن متعددة من مناطق التخييم، ولكن المناطق نفسها محدودة، مشدداً على ضرورة النظافة العامة للمحافظة على المظهر العام وحماية البيئة، مبدئياً رأيه في المشروع الجديد الذي طرحته الهيئة العامة للسياحة في منطقة سيلين، قائلاً: المشروع تحت التجربة ولا نستطيع أن نحكم عليه إلى حين اكتماله بنسبة مائة بالمائة. وأعرب الشمري عن آمله في توفير عدد أكبر من العنن لأن العدد المطروح من الهيئة العامة للسياحة محدود وينتهي في فترة وجيزة، مؤكداً أن مثل هذه المشاريع تحتوي على خدمات متميزة من ناحية الكهرباء والمياه والعمالة، مؤكداً انها فكرة جميلة، ولكن من ناحية التطبيق المشروع مازال صغيراً، داعياً المخيمون إلى الالتزام بقواعد المرور من ناحية الحمولة والأوزان والدراجات والتيادر، مثمناً جهود وزارة الاقتصاد والتجارة فيما يتعلق بتوفير سوق يجمع أدوات التخييم في مكان واحد، مبيناً انها سهلت على المواطن والمقيم عملية الحصول على أغراض الرحلات والمخيمات من مكان واحد.
خدمات طبية
وعلى صعيد الخدمات الطبية، افتتحت مؤسسة حمد الطبية عيادتها لموسم التخييم في منطقة سيلين للسنة التاسعة على التوالي حيث تستمر أنشطة العيادة حتى منتصف أبريل المقبل، وتبدأ العيادة في استقبال المراجعين من المخيمين كل يوم خميس عند الساعة الثالثة عصراً، وتستمر أعمالها حتى يوم السبت عند الساعة الخامسة مساءً، وذلك في كل أسبوع وفي نفس المواعيد من الخميس إلى السبت طوال فترة التخييم، إذ تستقبل العيادة جميع الحالات المرضية والطارئة، ويتوافر بجانبها مهبط الطائرات التي تستخدم لنقل الحالات المرضية الحرجة إلى مستشفيات حمد الطبية، ويوجد بالعيادة طبيب وممرض طوال ساعات افتتاحها تحت إشراف المسؤول الطبي للعيادة، ويأتي افتتاح عيادة حمد الطبية في موسم التخييم كل عام ضمن التزام المؤسسة بتوفير أفضل رعاية صحية آمنة وحانية وفعالة لكافة السكان في كافة مناطق البلاد، الأمر الذي يؤكد حرص المؤسسة على القيام بمسؤوليتها تجاه توفير الخدمات الصحية لجميع سكان الدولة، حيث تقوم العيادة بدور هام في خدمة مرتادي الشاطئ ومرتادي التخييم بمنطقة سيلين، وذلك من خلال التعاون القائم بين مؤسسة حمد الطبية ووزارة البلدية والبيئة، حيث تقع العيادة في نفس الموقع الذي تواجدت فيه طوال الأعوام الأربعة الماضية في واجهة شاطئ سيلين، وتقوم بتوفير الخدمات الطبية والإسعافية لجميع رواد منطقة سيلين وخور العديد خلال فترة التخييم، كما يمتاز هذا الموقع بسهولة الوصول إلى العيادة وانتقال المرضى منها وإليها.
خدمات دعوية
وفي إطار الخدمات الدعوية التي تقدمها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، يتوجه «24» داعية قطري إلى مناطق التخييم، ضمن البرنامج الدعوي التثقيفي «غيمة وغنيمة»، الذي أطلقته إدارة الدعوة والإرشاد الديني، بهدف تثقيف رواد المخيمات والعزب والرحلات الربيعية خلال فصل الربيع، فقد أوضح السيد مال الله عبد الرحمن الجابر، مدير إدارة الدعوة والإرشاد الديني، بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن البرنامج يستهدف فئة كبيرة من المجتمع، وهم مرتادو أماكن التخييم، وذلك بشكل أسبوعي من خلال الزيارات الميدانية للمخيمات المنتشرة بدولة قطر، وعلى مدى «6» أشهر في الفترة من 1 نوفمبر إلى 30 أبريل، بمشاركة «24» داعية من الدعاة القطريين، وأوضح مدير إدارة الدعوة والإرشاد الديني أن البرنامج يقدم قيما مجتمعية متنوعة في قالب دعوي مميز، يتناول العديد من السلوكيات الإيجابية بالمجتمع، والتذكير بأهم ما يحتاج إليه المسلم في موسم التخييم من أدعية وأذكار وإرشادات وآداب، مثل دعاء نزول المطر، دعاء نزول المكان، آداب الخلاء في البر، إطفاء النار عند النوم، أحكام المسح على الخفين، أهمية النظافة، حماية البيئة، والاهتمام بالوقت.
copy short url   نسخ
08/11/2018
1924