+ A
A -
نيكول بيبنز
لدى ترامب الفرصة للمطالبة بالتغيير الحقيقي في الشرق الأوسط، على أن تكون محطته الأولى والأهم لهذا التغيير هي المملكة العربية السعودية، حيث فتح رد الفعل العالمي على مقتل الصحفي جمال خاشقجي، النار على الرياض، لتي تقف الآن في موقف دفاعي في وجه الاحتجاجات الدولية، في وقت أصبح فيه انفصال واشنطن والرياض أمرا حتميا غير قابل للتأجيل.
وبالفعل، في الأسبوع الماضي بدأت الولايات المتحدة بالضغط على المملكة بسبب دورها في الحرب في اليمن. ولكن هذا لا يكفي، فعلى واشنطن أن تستغل هذه اللحظة لممارسة الضغط على قادة الرياض لتوسيع برنامج الإصلاح، ليشمل مجال الحقوق المدنية والسياسية المحلية السعودية.
وحصل اغتيال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول الشهر الماضي على نوعين من الردود من المسؤولين الأميركيين والكثير من وسائل الإعلام، وتنقسم تلك الردود إلى نصفين، الأول: التعليقات الإعلامية الأميركية الدقيقة على التحقيق، والثاني: رد الفعل السعودي على جريمة القتل في حدود أهمية العلاقة الأميركية -السعودية.
ولكن حتى الآن، لا يرقى النهج السابق إلى معالجة حملة المملكة الواسعة النطاق على الصحفيين والناشطين، التي كتب عنها خاشقجي، والتي انتهى بها الأمر بإزهاق حياته، حيث كان الصحفي الراحل يصر على الاعتراف بأن إسكات المعارضة يقوض اقتصاد المملكة العربية السعودية واستقرارها وأهدافها السمحة وحقوق الإنسان لمواطنيها.
أيضاً، تعليقات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد وفاة خاشقجي حول أهمية الشراكة الاقتصادية والأمنية بين الولايات المتحدة والسعودية تعكس عدم اكتراثه أو جهله بالعلاقة بين المناخ السياسي وأهداف محمد بن سلمان الاقتصادية.
خذ على سبيل المثال كيف رد قادة الأعمال على مقتل خاشقجي. حضر أربعون من الـ 150 مشاركاً، الذين كان من المنتظر حضورهم إلى المؤتمر التجاري لمبادرة الاستثمار المستقبلي في المملكة - ما يسمى دافوس الصحراء - في آواخر أكتوبر الماضي، بسبب قضية خاشقجي. في حين أن الشركات الدولية قد لا تتخلى عن العروض الاقتصادية السعودية، فإنها تعترض على بعض انتهاكات حقوق الإنسان البارزة على أيدي النظام السعودي. واتخذت مؤسسة بيل وميليندا غيتس قراراً مماثلاً، حيث أعلنت قرارها بإنهاء مشروعها الذي تبلغ تكلفته 5 ملايين دولار مع مؤسسة خيرية سعودية بسبب قتل خاشقجي. وستنمو هذه الاستجابة للأسوأ، بسبب إساءة إدارة المملكة العربية السعودية للتحقيق.
عن: فورين بوليسي
copy short url   نسخ
09/11/2018
871