+ A
A -
بقلم
إيمان راشد فارس
قاصة قطرية
كان الصمت يخيم على المكان، الجميع في حالة توتر وتركيز عميقين، ارتفع صوتي مدوياً يشق أنفاس هذا السكون، كان صوتي مميزاً لدى الجميع فيه نبرة حدة واضحة وقليل من السخرية التي لا أحاول إخفاءها، علا صوتي وأنا أخاطب منافستي: كش ملك، لفظت الكلمة وأنا أبتسم إبتسامة نصر وإعتزاز.
ليست هذه المرة الأولى التي أسحق منافسيني وأحطم أملهم بالفوز خلال دقائق من بدء المباراة. كنت لاعبة ماهرة جداً، ومنافسة شديدة لخصومي أبث الرعب في نفوسهم.
كنت أمتلك نظرة فيها من القسوة والعمق والحدّة ما يجعل الشخص يظن إنني أخترق بنظراتي عينيه لأصل إلى أعمق أعماق عقله، فأسلب من العقول والارواح كل حماسهم وشغفهم، أتشرب أفكارهم فيغدو عقلي كالإسفنجة التي تتشرب كل ما أسحبه وأجتثه من عقولهم فيصبح المرء منهم أمامي خاوي العقل فارغا من الأفكار، أزرع بنظراتي الرعب في روحه فلا يقوى على مواجهتي، حتى أعتى الخصوم لم يسلم مني.
أذكر إنه في مرحلة من مراحل تطوري وإرتقائي في اللعبة إنني كنت أتخيل نفسي كمصاصة دماء وكثيراً ما كنت أضحك من هذه الصورة. كنت فعلاً مصاصة دماء لكنني كنت أمتص منهم الهمة العالية والروح التنافسية التي كانوا يتسلحون بها لمواجهة خصومهم.
لا أعلم لماذا كنت أشعر بلذة كبيرة في رؤية الخوف مني في أعين الخصوم، البعض منهم كنت أراه يرتعد من شدة التوتر، لا أعلم كيف حصلت على هذه النظرة، كيف تعلمت أن أكون بهذ القسوة، لابد أن هنالك سببا لما وصلت إليه من جمود وروح ثلجية لا تُظهر أي رحمة أو عطف.
هي مجرد لعبة، لم أخذتها بشكل جدي حتى أصبحت هذه اللعبة بالنسبة لي مثل المعركة التي أجبر نفسي على الفوز فيها، أصبح الأمر لدي أشبه بحرب يجب علي فيها أن أقتل الخصوم وأسحق أرواحهم، كانت غاية اللذة والسعادة لدي عندما أراهم يبتلعون غصة الحزن ويخرجون من اللعبة خاسرين ألمح الدمع في مقلة أعينهم يحاولون إخفاءه، أعلم أنهم ليسوا حزينين على الخسارة بقدر حزنهم من نظراتي الشامتة وصرختي المدوية.. كش ملك.
ارتبطت هذه الكلمة بي أصبح الجميع يلقبني بكش ملك، رددتها مراراً وتكراراً على خصومي، لم تأخذني بهم رحمة أو شفقة، كان الإنتصار هوايتي المحببة، وكانت مصاصة العقول والأرواح هي شخصيتي التي أحب الظهور بها.
الجزع في نظراتهم منذ دخولي القاعة، تبادل النظرات بين خصومي والتوتر الذي أراه ينتشر في زوايا المكان تماماً كعبق عطري الذي أرتديه وأشعر به ينتشر مع قدومي للمكان.
كنت أثير الرعب بنظراتي وأخطف الأنفاس برائحة عطري الذي أتعمد وضعه ثقيلاً يخنق أنفاس خصومي، حيث إنني أثير رعبهم بمجرد وصول رائحة العطر الذي يسبقني بخطوات، أتعمد أن أجعلهم يدخلون في دوامات من القلق قبل أن أفترسهم بلا شفقة.
كش ملك وأرمي قطعة الخصم بقوة.
كش ملك وأقف شامخة منتصرة بكل خيلاء.
كش ملك يزداد بعدها غروري وعجرفتي.
كش ملك وأخرج منتصرة ساحقة لكل من يقف في طريقي.
copy short url   نسخ
14/11/2018
1892