+ A
A -
الدوحة - الوطن نظمت جامعة قطر يوم أمس الثلاثاء حفل تكريم لطالباتها خريجات دفعة 2018 من كليات: التربية، القانون، الشريعة والدراسات الإسلامية، والصيدلة، والعلوم الصحية، وقد حضر الفعالية سعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر وعددٌ كبير من أعضاء هيئة التدريس وموظفي ومسؤولي الجامعة إضافة إلى أهالي المكرَّمات والمدعوين. وفي كلمةٍ لهُ بهذه المناسبة، قال سعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم: «فخورٌ اليوْمَ، بِوجودي هنا على هذهِ المَنَصَّةِ وأمامي جيلٌ آخرَ متميزٌ منْ خريجاتِ جامعةِ قطر، متأهبّاتٍ ومستعدّاتٍ للانْطلاقِ إلى مُعتَركِ الحياةِ، ليَقُمنَ بِدَوْرِهنَ تُجاهَ وَطَنِهنَ ومُجْتَمَعِهِنَّ. رِحْلَتُكنَ في جامعةِ قطرَ، اسْتمرَّتْ نحوَ أربعِ سنواتٍ، ولكلٍ منكُنَّ حِكايةٌ مُختلفةٌ، رَسمتْ فُصولَها في قاعاتِ المُحاضراتِ، والمُخْتبراتِ، وعبرَ التَّفاعلِ مع الأنْشطةِ والفعاليّاتِ المُختلفةِ، حتّى تمكَّنتْ من صياغةِ رِوايتِها المُتميِّزةِ، والَّتي ستَحمِلُها مَعَها كبِطاقةِ تَعريفٍ تَدخلُ بِها إلى مُعتَرَكِ الحَياةِ. جامعةُ قطرَ، تُدركُ جَيِّداً، أنَّ مُجتمَعاً صالحاً، مُسْتَقراً، لنْ يَقومَ بِجَناحٍ واحدٍ، بلْ بِجناحَيْنِ اثْنِين. وأنْتُنَّ هذا الجَناحُ الثاني، فبِكُنَّ ومَعكُنَّ، ستُحلِّقُ دَوْلَتُنا لتَحقيقِ رُؤيتِها الوطَنيّةِ ألفينِ وثلاثين، في ظلِ القيادةِ الرَّشيدةِ لحَضرةِ صاحبِ السُّموِ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أميرُ البلادِ المفدى». وقال: «خلالَ السنواتِ الماضيةِ، بَذلتْ جامعةُ قطرَ الكثيرَ، من الوقتِ، والجهدِ، والمالِ، كَيْ تُصْبِحَ جامِعَةً متقدمةً، يُشارُ إلَيها بالبَنانِ، وتُمثِّلُ نَموذجاً قَطرياً يُحتذى بهِ إقليمياً، إنْ لمْ نَقُلْ دَوْلياً. فبعدَ مرحلةِ التطويرِ، التي حَقَّقْنا خِلالَها العديدَ منَ الإنجازاتِ، بدَأنا مرحلةَ التَّحوُّلِ قبلَ سنتينِ، وتوَّجْنا ذلكَ بإطلاقِ الخُطَّةِ الاستراتيجِيةِ الجديدةِ لجامعةِ قطر، الَّتي تُغطّي الأعوامَ من ألفينِ وثمانيةَ عشَرْ إلى ألفينِ واثنينِ وعشرين، لِتَحقيقِ هذا «التَّحَوُّلِ» منْ رُؤيةٍ طَموحةٍ إِلى واقعٍ مَلموسٍ على الأرضِ. بِتخريجِ دُفعةِ ألفينِ وثَمانيةَ عَشرْ تَكونُ الجامعةُ قد قامَتْ بِتَخريجِ واحدٍ وأربَعينَ دُفعةٍ، من طلابِها وطالباتِها، مُنذُ أن تأسَّستْ في أَواخرِ السَّبعينياتِ، لِتكونَ مَنارةً للعلمِ والنُّورِ، في قَطرَ المستقبلِ. وبتخريجِ هذهِ الدُّفعةِ يَتجاوَزُ عدَدُ خَرِّيجي جامعةِ قطرَ خمسٍ وأربعينَ ألفَ خريجٍ وخريجةٍ، منْ بَيْنهمُ ما يقاربُ ثلاثينَ ألفَ قطريٍ. مُنذُ انطلاقتِها عامَ ألفٍ وتسعمائةٍ وسبعٍ وسبعين، كانتْ جامِعةُ قطرَ هي مؤسَّسةُ التَّعليمِ العالي الرَّئيسيَّةِ في قطرَ وهيَ تُقدِّمُ اليوْمَ تعليماً نوعياً يُواكبُ المعاييرَ العالميةِ لأكْثَرَ منْ عِشرينَ ألفَ طالبٍ وطالِبةٍ، ومِلفاً بَحْثياً يُعتَبَرُ الأسرَعَ نُمُواً في المَنطِقةِ. خلالَ هذهِ الرِّحلةِ الطّويلةِ والرائعةِ، كانتْ جامعةُ قطرَ بمثابةِ المحركِ، والقلبِ النّابضِ لِلْمُجْتَمَعِ، ومرْكَزاً للتَّنويرِ، وأسْهمتْ بمَدِّ المُجتمعِ بالخرِّيجينْ الأكْفاءِ، والعلماءِ، والمستشارينَ، والباحثينَ، من كافَّةِ التخصصاتِ. خلالَ هذهِ السنواتِ كانتْ الجامعةُ تَتَفاعَلُ مع مُجتَمَعِها، وتُسْهمُ في تَطْويرِ المُجتَمعِ بما تَملكُ منْ خِبْراتٍ أكاديميّةٍ وبَحْثيّةٍ، حَيْثُ يَجِبُ أنْ تَكونَ الجامِعةُ في قَلْبِ أيِّ حَدَثٍ، أو تَحدٍّ، يَمَسُّ الوَطنَ أو المُجتمعِ. فَتُسهِمُ بما تَمْلِكُ مِنْ خِبْراتٍ، في رَسْمِ الخُطَطِ والاستراتيجيّاتِ الّتي تُعزِّزُ الاسْتقرارَ في مُختَلفِ النَّواحي الاجتماعيّةِ والاقتصاديّةِ والأكاديميةِ، وتَدْعَمُ التَّنميةَ البشريَّةَ». وقال رئيس الجامعة: «تَضُمُّ الجامعةُ تِسْعُ كلِّيّاتٍ، نَحتفلُ اليومَ بِتخريجِ طالباتِ خمسِ كليّاتٍ منْها، وهي: التربيةُ، القانون، الشريعةُ والدراساتُ الإسلامية، الصّيدلةُ، العلومُ الصِّحية، وتقدِّمُ الجامعةُ نَحْوَ أربعة وثمانينَ برنامَجا على مستوى البَكالوريوسِ والدِّراساتِ العُليا. مِنَ المُهمِّ، التَّأكيدُ هنا، على أنَّ الجامعةَ حريصةٌ على إعدادِ وبناءِ صفٍّ ثانٍ من القياداتِ، وأيضاً من الأكاديميينَ القطريين، يقومونَ بمتابعةِ المسيرةِ مُستقبلاً، وخاصّةً، بَعْدَ أنْ تحوَّلَتْ جامِعةُ قطرَ إلى مؤسَّسةٍ راسِخةِ الأرْكانِ، ثابِتةِ الجذورِ. وفي هذا الإطارِ، قامتْ جامعةُ قطرَ خلالَ السَّنواتِ الأربعِ الأخيرةِ، بتعيينِ أكثرَ منْ مائةٍ وثلاثينَ عُضوَ هَيْئةِ تدريسٍ قطريٍ جديدْ. وحالياً لديْنا أكثرَ من مائةِ شابٍ قطريٍ، من الجنسينِ، تمَّ اختيارُهمْ بعنايةٍ، وابتعاثُهمْ إلى أفضلِ الجامعاتِ العالميّةِ، ليعودوا لاحقاً إلى جامِعتِهمْ، مُحمَّلينَ بتجاربَ وخِبْراتٍ عِلميةٍ جديدةٍ، ومتنوعةٍ. سوقُ العملِ القطري، بيئةُ عملٍ سريعةُ التطورِ والتقدمِ، وشديدةُ التنوعِ، مما يَنْتُجُ عنهُ تحدِّياتٍ، قد لا تَكونُ سَهْلةً، أمامَكنَ. لكِنْ ما يُثلجُ صدورَنا دائِماً، هوَ ما نسْمَعُهُ من تَغْذيةٍ راجعةٍ إيجابيةٍ، حَولَ أداءِ خَرّيجي جامعةِ قطرَ في سوقِ العملِ. وذلكَ يؤكِّدُ أمْرينِ مهمينِ، أولاً: الإحْساسُ العالي بالمسؤوليَّةِ، لدى خَرِّيجينا، بالإضافةِ إلى ما يَمْتَلكونهُ منْ معرفةٍ أكاديميةٍ، ومَهاراتٍ شَخْصِيَّةٍ وعَقْليةٍ، كالقُدرةِ على التَّعَلُّمِ المُستمِرِّ، والتَّفكيرِ بشكلٍ ناقدٍ، تَجْعَلُهمْ قادرينَ على التَّفاعلِ الإيجابيِ مع سوقِ العملِ. أما الأمرُ الثاني، الذي يجْعلُ خرِّيجينا مميَّزينَ في سوقِ العملِ، هوَ مُسْتوى التَّعليمِ المتقدِّمِ الَّذي يتَلقَّوْنهُ في جامعةِ قطر، وهو ما لا يقِلُّ عما يتلقّاهُ أقرانُهُمْ في الجامعاتِ العالميّةِ، ويَشهَدُ على ذلكَ، التقدُّمُ الملحوظُ لتصنيفِ الجامعةِ دَوْلياً، وحُصولُ العديدِ من كليّاتِها وبرامجِها على الاعْتمادِ الأكاديمي مِنْ مُؤسّساتٍ دَوْليةٍ مرموقةٍ. وأنتُنَّ اليومَ سَتلتحِقنَ بمنْ سَبقكُنَّ، ولسْتُنَّ بِأقلَّ مِنهنَّ، بلْ تُمثّلنَ إضافةً حقيقيةً ورائعةً ليسَ لسوقِ العملِ فَحسب، بلْ للوطنِ بأسرهِ، ونَتوقَّعُ بأنَّكُنَّ جيلُ تحقيقِ الرُّؤيةِ الوطنيّةِ، وأملُ مستقبلِ قطر». وفي ختام كلمته، قال الدرهم: «أودُّ أنْ أتقدَّمَ بالشكرِ والعرفانِ، لكلِّ منْ ساهمَ في وصولِنا إلى حفلِ التخريجِ هذا، وعلى رأسهمْ الطاقَمُ الأكاديميِ والإداريِ في جامعةِ قطر، حيثُ ما كانتْ سفينةُ الجامعةِ لِتُبحرَ دونَ جُهودِهِمْ، وعُقولِهِمْ، وإخْلاصِهِمْ. كما أُحبُ أنْ أؤكِّدَ لبَناتي الخرِّيجات، بِأنَّ التخرُّجَ ليسَ آخِرَ الطريقِ، فالمُستقبلُ لايزالَ أمامَكُنَّ. التخرُّجُ، هوَ بِدايةٌ جَديدةٌ، في مِشوارٍ قَدْ لا يَقِلُ أهمّيَةً، عنْ مِشوارِ التَّأسيسِ في الجامعةِ. بناتي الخريجات، عَلاقَتُكُنَّ معَ جامعةِ قطرَ لمْ ولنْ تنتهِ اليومَ، فالجامعةُ ستظلُّ مفتوحةَ الأبوابِ أمامَكنَّ. وأدعوكُنَّ في هذهِ المناسبةِ، للانضمامِ إلى رابِطةِ خريجي جامعةِ قطر، والتفاعلَ معَ أنشِطتِهِا، وكذلكَ الاستفادةُ من دَوْراتِ مركزِ خِدمةِ المُجتمعِ والتَّعليمِ المُستمرِّ، لتطويرِ إمْكاناتِكُنَّ بشكلٍ دائم. كما أنَّ المِشوارَ الأكاديميَ والبَحثيَ لا يَصلُ إلى نِهايتهِ بالتَّخَرُّجِ، بلْ من الضَّروري الاستمرارَ في التَّعَلُّمِ، والبَحثِ، والتَّطويرِ، في مُختَلَفِ المجالاتِ العلميةِ، سواءً التَّطبيقيةِ، أو الإنسانيَّة والاجتماعية، وأيضا الإداريَّةِ، لِبناءِ مجْتمعٍ متوازِنٍ، لا يَطْغى فيهِ جانبٌ على آخرَ، وهذا دَوْرُكُنَّ، ومَهَمَّتُكُنَّ. مباركٌ تخرُّجُكُنَّ، وأسألُ اللهَ التوفيقَ لكُنَّ جميعاً».
copy short url   نسخ
14/11/2018
3669