+ A
A -
شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، الجلسة الختامية لأعمال مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية «ويش 2018» والذي عقد على مدى يومين في مركز قطر الوطني للمؤتمرات.
وخلال الجلسة الختامية أعلن «ويش» بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية عن اتفاقية تعاون حول قاعدة بيانات عالمية لقادة قطاع التمريض، حيث ستغدو قاعدة البيانات هذه منصةً رقمية للتواصل، يستفيد منها قادة قطاع التمريض لتبادل الأفكار بصرف النظر عن مكان عملهم في العالم.
وقد اختتم «ويش» أعماله بتوصيات متعددة أهمها تشجيع المشاركين بالسعي المتواصل لابتكار حلول ناجعة للقضايا الصحية الملحة التي تواجه مجتمعاتهم. واستمع المشاركون في اليوم الأخير من القمة إلى خطاب رئيسي ألقاه أسطورة السباحة العالمي مايكل فيلبس، تمحور حول سُبل مواجهة تحدي القلق والاكتئاب، بعد أن كان هو نفسه عرضة لمشكلات صحية نفسية خلال مسيرته الأسطورية، بالإضافة إلى محاور أخرى تناولت العمل على دراسة التأثيرات الصحية للتغير المناخي، بالإضافة إلى رسالة من المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس.
وعلّق مايكل فيلبس على مشاركته في المؤتمر قائلاً: «لم أكن لأعلم أن ما واجهته في حياتي قبل أربع سنوات سيكون سببًا غير مباشر لوقوفي اليوم على مسرح في قطر أمام كوكبة من كبار خبراء الرعاية الصحية في العالم». وأضاف: «كوني رياضيًا، كان يجب عليَّ أن أبدو دومًا قويًا وألا أظهر أي علامات ضعف، وأن أتغلب على أي صعوبات تواجهني، لكن في أغلب الأحيان كان شعوري بالاكتئاب قوياً لدرجة تدفعني إلى الصراخ تحت الماء للتنفيس عما أعاني منه. لكنني في نهاية الأمر كنت محظوظاً، إذ وجدت يد العون عندما بدأت في الانفتاح والتحدث عن معاناتي النفسية، فقط حينها وجدت مكامن قوتي، وأدركت أنه لا بأس أن نعترف بأننا نعاني من مشاكل نفسية».
وعالجت أجندة اليوم الثاني موضوعات متنوعة منها القلق والاكتئاب، وتوفير الرعاية الصحية في المناطق النائية، والطرق التي تعتمدها المنظومات الصحية في التخطيط لتوفير الرعاية على المدى البعيد، وسلامة الأم في مرحلتي الحمل وما بعد الولادة.
وكانت الرئيسة الأيرلندية السابقة، ورئيس مجموعة الحكماء، ماري روبنسون، المتحدثة الرئيسية في اليوم الثاني للقمة، حيث ركزت في خطابها على الآثار السلبية لتغير المناخ على الصحة العالمية، واستذكرت فيه زملاءها السابقين في مجال السلام وحقوق الإنسان، السيد ديزموند توتو والسيد كوفي عنان، ودعت إلى السعي «نحو عالم يتمتع فيه الجميع بالصحة، وبمناخ مزدهر من أجل الأجيال اللاحقة».
وإلى جانب الخطابات الرئيسية والجلسات النقاشية، واصل المعرض المرافق للقمة استقطاب الجمهور، حيث حظي زوار المعرض بفرصة المشاركة في تسجيل آرائهم و«أمنيتهم الوحيدة» لمستقبل الرعاية الصحية في رسالة فيديو تم إعدادها خصيصًا لهذا الغرض، وعُرضت على أحد جدران المبنى الذي احتضن القمة.
وركز اليوم الثاني للقمة على موضوع التمريض، حيث شهد انعقاد جلسة نقاشية حول ذلك برئاسة اللورد نايجل كريسب، الرئيس المشارك للمجموعة البرلمانية لجميع الأحزاب المعنية بالصحة العالمية في مجلس اللوردات بالبرلمان البريطاني. ويُذكر أن اللورد نايجل يشغل كذلك منصب الرئيس المشارك لحملة»التمريض الآن»، التي تستهدف تعزيز دور الممرضات والممرضين في الرعاية الصحية، والارتقاء بمهنة التمريض.
كما تطرق المشاركون في القمة إلى مشكلة عدم التوازن بين الجنسين، بالتزامن مع إطلاق أول تجمع لرائدات الرعاية الصحية، والذي يسعى لتكوين مجموعة عالمية تمثل القائدات العاملات في مجال الصحة. وقد ركز الاجتماع الافتتاحي للفريق على وضع لائحة بالأولويات، وتحديد الفرص السانحة لتولي السيدات أدوارًا قيادية في قطاع الرعاية الصحية وتصدُّر مشهد الابتكار الصحي.
وقالت سلطانة أفضل، الرئيس التنفيذي لويش: «أبرزت قمة ويش 2018 أن للابتكار في الرعاية الصحية أشكالاً متعددة، ابتداءً بالتكنولوجيا التي يطورها رواد الأعمال الشباب وانتهاءً بالأفكار الاستثنائية التي يبتدعها الأكاديميون وصناع السياسة والمنظمات غير الحكومية والعاملون في الرعاية الصحية. وفي ضوء ذلك، يتعين علينا العمل على ترجمة أفضل تلك الأفكار إلى واقع ملموس».
هذا ودعا الحفل الختامي لـ«ويش» 2018 المشاركين إلى مواصلة التعاون فيما بينهم بعد انتهاء القمة، والبناء على الدروس التي استخلصوها لتحقيق الهدف الأسمى المتمثل في عالمٍ أكثر صحة، وإقامة تعاون وثيق مع مجتمعاتهم، ورفع مستوى الوعي حول أحدث التطورات وأفضل الممارسات المبتكرة في قطاع الرعاية الصحية.
copy short url   نسخ
15/11/2018
1466