+ A
A -
الدوحة - الوطن
ألقى السبّاح الأميركي العالمي مايكل فيلبس، في اليوم الثاني من انعقاد مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية «ويش» في نسخته لعام 2018، مبادرة مؤسسة قطر، كلمة رئيسية أمام أكثر من 2000 مشارك من مختلف أنحاء العالم، تحدث فيها عن صراعه الشخصي مع القلق والاكتئاب.
وقال فيلبس في كلمته: «عندما يُصيبك الاكتئاب، يمكنه أن يكون منهكاً. وكان مجرد النهوض من السرير أحياناً أعظم إنجاز لي. لقد كان الفوز بميدالية ذهبية أمراً سهلاً مقارنة بذلك. أحياناً كان اكتئابي أقوى مني، ولكن في النهاية، أدركت أنه من الضروري أن أطلب مساعدة المتخصصين، والتحدث عن مرضي، لأتعافى».
وأضاف: «إنه لشرف لي أن أقف هنا اليوم، وأن تتاح لي الفرصة لشكر مجتمع الرعاية الصحية. أنا ممتن لهذه الفرصة التي أتيحت لي لألعب دورًا في إطلاق الحوار حول القلق والاكتئاب، وإزالة الوصمة المرتبطة بهذا المجال من الصحة النفسية».
وإلى جانب الخطاب الذي ألقاه، تحدّث السباح العالمي بشكل تفصيلي عن التحديات الشخصية التي واجهها مع القلق والاكتئاب، ضمن جلسة أسئلة وأجوبة على المسرح مع ميشال حسين، مراسلة شبكة بي بي سي، حث خلالها، بشدة، الأشخاص الذين يُعانون من مشاكل الصحة النفسية على طلب المساعدة من الأسرة والأصدقاء ومتخصصي الرعاية الصحية.
بعد كلمة فيلبس، شهد المؤتمر انعقاد منتدى «القلق والاكتئاب»، برئاسة بول فارمر، الرئيس التنفيذي لـ «مايند»، وهي المؤسسة الخيرية الرائدة في مجال الصحة النفسية التي تعمل في إنجلترا وويلز.
بحث المشاركون في المنتدى قضايا متعددة ومتصلة، منها العبء العالمي الحالي الذي يفرضه الأشخاص الذين يعيشون مع القلق والاكتئاب، ومخاطر تطور الأمراض، والفجوة الموجودة في العلاج.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن شخصاً واحداً فقط من كل 27 شخصاً يُعاني من القلق والاكتئاب يتلقون الرعاية الكافية في بعض البلدان ذات الدخل المنخفض إلى المتوسط.
وعلّق بول فارمر، رئيس المنتدى، بالقول: «القلق والاكتئاب يمثلان أكثر مشاكل الصحة العقلية انتشاراً على مستوى العالم. وكشفت تقديرات عام 2017 وجود نحو 322 مليون شخص يُعانون من الاكتئاب، و264 مليون شخص يُعانون من القلق».
من هنا فإن ارتفاع معدّل انتشار هذين المرضين، وتأثيرهما على المدى البعيد، يجب أن يكون حافزاً لنا على توفير الحلول المناسبة. لذلك، يجب أن نعمل معاً لمناقشة كيف يُمكن للمجتمعات، والقطاعات الأخرى مثل التعليم والتوظيف، أن يلعبوا دوراً في اتخاذ إجراءات لتجنب أمراض القلق والاكتئاب.
كما ناقش المشاركون في المنتدى كيف يُمكن تنفيذ التدخلات الفعالة، والموافقة عليها، وتكييفها مع مختلف الظروف، على الرغم من الاختلاف في الثقافات وأنظمة الرعاية الصحية.
وقد أولى مؤتمر«ويش 2018» أهمية خاصة لموضوع الصحة النفسية. فعلى مدى يومين من انعقاد القمة، قام الرسام الكولومبي دايرو فارغاس برسم لوحة بعنوان «الأب والابن»، والتي تصور دعم الأب لابنه في معاناته مع المرض النفسيفي مبادرة تؤكد التزام قطر بإنشاء شبكات دعم للأشخاص الذين يُعانون أمراضا نفسية.
خلال القمة أيضاً، أتيحت للمشاركين فرصة الجلوس على «مقعد الصداقة»، الذي جُلب إلى قطر عام 2018، تجسيداً للمشروع الذي يحمل نفس الاسم وطُور في زيمبابوي، وأثبت فاعليته في معالجة الاكتئاب والقلق واضطرابات شائعة أخرى على مستوى الصحة النفسية. ويُقدم هذا البرنامج مكانًا آمنًا للأشخاص الذين يعانون من القلق والاكتئاب لتلقي العلاج، والمساعدة على حل المشكلات من قبل عاملين مدربين في مجال الصحة.
وعلّق الدكتور ديكسون شيباندا، مؤسس شبكة «مقعد الصداقة»، بالقول: «أنا سعيد جداً بحضور فعاليات «مقعد الصداقة» ضمن فعاليات ويش. إذ توجد حاجة شاملة لتوسيع نطاق حلول الصحة النفسية المجتمعية البسيطة، وذات التكلفة المعقولة. فمن خلال التعريف بشبكة «مقعد الصداقة»، نأمل أن تعتمد المزيد من المجتمعات هذه الطريقة، أو أن تجد طريقتها الخاصة لضمان أن يكون لدى الجميع شخص ما يُمكن أن يلجأ إليه لطلب المساعدة».
copy short url   نسخ
15/11/2018
463