+ A
A -
يفتتح في السابعة من مساء غد الثلاثاء معرض الفنان المصري كمال الفقهي «ماكروفوبيا» الذي ينظمه جاليري المرخية بمقره في مركز كتارا للفن مبنى 5، ويستمر لغاية 11 يناير 2019.
يقول الفقهي عن استلهامه لفكرة الانتظار في معرضه: الانتظار، حالة من الثبات الظاهري والترقب لإحداث رد فعل خلال إطار زمني غير محدد والتي تحمل الكثير من التوقعات في انتظار حدوث شيء ليس مؤكدا حدوثه.
هذا هو التعريف النظري للانتظار، والذي ليس بالضرورة يصف حجم المعاناه والصراعات التي يشهدها الإنسان خلال تلك الفترة الزمنية المعقدة.
‌يتورط الإنسان، خلال الانتظار، في معركة نفسية عنيفة حيث يجد نفسه سجين الأفكار والذكريات التي تمركزت في لا وعيه دون دراية منه. ومن ناحية أخرى يظهر الانتظار كالتجربة الأسوأ كونيا، حيث يقع المنتظر ضحية لحالة وجودية عبثية تقيده بصراع عظيم، فيصبح الشخص في حالة من عدم الثبات والتشتت الداخلي، لا يعرف أينتظر مستسلما لذاك الشعور القاسي الذي يقذفه في نار الصراعات قذفا مروعا أم يكسر تلك القيود ويهرب معلنا ثورة عنيفة انقلابا على أي شعور سلبي وأي صراع داخلي.
‌يحاول «ماكروفوبيا» التعبير عن حالة الإنسان في ذلك الوقت وشعوره بين الأمل واليأس، والرغبة والملل. ومن ناحية أخرى، يظهر ماكروفوبيا كتفكيك لأفكار وأعمال كثيرة، ربطت الانتظار باليأس والعبثية المطلقة.
‌فبينما يعبر صمؤيل بيكيت عن فكرة الانتظار، في مسرحيته «في انتظار جودو» بشكل عبثي ينتهى بنهاية مفتوحة بائسة لا تحمل أي شيء من الأمل أو السلام الداخلي، يظهر «ماكروفوبيا» كحركة مضادة ورفض لليأس والتقييد، على أمل أن يحل القيود ويفكك أفكار بيكيت الراسخة في عقول الكثير من البشر.
‌يمثل المعرض حالة كاملة من الانتظار بكل مراحله؛ من البداية وحتى إعلان العصيان على تلك الظاهرة الصعبة، فيحاول التعبير عن حالة مألوفة ولكن مقلقة وصادمة للغاية؛ هذه هي طبيعة الانتظار!
copy short url   نسخ
19/11/2018
1650