+ A
A -
في إطار البرنامج الثقافي لمعرض الدوحة الدولي للكتاب التاسع والعشرين أقيم مساء أمس، عدد من الندوات التي تعزز الوجدان العربي وتسعى إلى تحويل شعار المعرض «دوحة المعرفة والوجدان» إلى خطط وبرامج وأفكار قابلة للتنفيذ على أرض الواقع ليكون هذا الشعار واقعا حقيقيا.
فقدم المفكر التونسي الدكتور فتحي التريكي ندوة بعنوان «الكرامة الإنسانية والعيش المشترك» بحضور سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة، أكد خلالها على أهمية التعددية الثقافية في المجتمعات المتقدمة، وبين أن أفضل الطرق لتحسين صورة الإنسان العربي وفكره الوسطي هو الربط بين العقل والوجدان والتفسير الميسر الوسطي للقرآن الكريم.. مؤكدا وجوب تضافر جهود علماء التربية والقانون والدين بمختلف مؤسساتهم لتوحيد الرؤى الفكرية من أجل عيش مشترك وتقبل الآخر وتنمية إنسانية قوية، ومشددا على ضرورة تكاتف وتعاون المدرسة والأسرة والمسجد والمراكز الشبابية في نجاح عملية التنشئة الاجتماعية للأفراد.
كما نظمت وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية ندوة دينية بعنوان ( اقرأ.. أول كلمة نزل بها الوحي) حاضر فيها الداعية الاسلامي أحمد المعصراوي الأمام والخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية والتي ناقشت أهمية القراءة معتبرا إياها البوّابة الأولى لتلقِّي العلوم المختلفة والمتنوّعة، وأنها الوسيلة الوحيدة لانتقال المعرفة لافتا إلى أن القراءة تفتح آفاقا أوسع وأشمل للإنسان، الأمر الّذي سيؤدّي حتماً وفي نهاية المطاف إلى تطوير الحياة سواءً على الصعيد الشخصيّ أم على الصعيد الجماعي.
واستعرض المعصراوي جهود علماء المسلمين في نسخ القرآن الكريم والسنة النبوية وطباعة كتب التفاسير والتراجم حولهم على مدى العصور، داعيا المدارس والمؤسسات الثقافية إلى المزيد من البحث والقراءة والترجمة وإقامة المسابقات لتعزيز القراءة لأنه بالعلم والمعرفة تبنى الأمم وتزدهر.
كما أقيمت ندوة بعنوان النقد الأدبي شارك فيها كل من الدكتور عبدالحق بلعابد أستاذ نظرية الأدب والأدب المقارن المشارك بجامعة قطر، والدكتور حبيب بوهرور أستاذ النقد الثقافي بجامعة قطر.
وتحدث الدكتور عبدالحق بلعابد في مداخلته بعنوان «التسويق الإبداعي وصناعة الكتاب بين المصادفة والصناعة»، متناولا في مداخلته نموذجين هما الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي وروايتها «ذاكرة الجسد» التي صدرت عام 1993، ورواية «الخيميائي» لـ باولو كويلو ونشرت لأول مرة عام 1988، موضحا أن الرواية الأولى أتيح لها الكثير من المواقف بالمصادفة التي جعلتها من أكثر الروايات مبيعا ومنها طلب المخرج المصري الراحل يوسف شاهين أن يقدمها كعمل سينمائي، وثناء الشاعر نزار قباني عليها وغيرها من المواقف التي جعلتها في المقدمة لتحصل على جائزة نجيب محفوظ للعام 1998.
أما الرواية الثانية «الخيميائي» فقد تلقفتها دار نشر فرنسية ووضعت لها خطة تسويقية محكمة فجعلتها من أكثر المبيعات في العالم، مؤكدا اننا بحاجة إلى التفكير بتسويق الأدب العربي بعيدا عن المصادفة، لكن شريطة أن يكون أدبا صادقا يعبر عن الوجدان العربي.
وبدوره تحدث الدكتور حبيب بوهرور في مداخلته بعنوان «خطاب المقدمات وآفاق التوقع» موضحا أن الخطاب المقدماتي من أهم العتبات النصية التي يعتمدها الروائي المعاصر في رسم استراتيجيات النص، والتصدير له عند المتلقي، بوصفه القارئ المفعّل للدلالات الوسيطة بينه وبين المعنى المضمر، الذي يحاول القبض عليه من خلال تلك اللواحق النصية الموجِهة تارة والمتسلطة تارة أخرى، موضحا أن هناك أنواعا للخطابات المقدماتية منها نوعان أساسيان هما: خطاب المقدمة الذاتي، وخطاب المقدمة الغيري. وكلاهما يؤسس لمجموعة من العلاقات الوظائفية المحيلة على الآخر وجوباً، وضرب العديد من الأمثلة في الرواية العربية.
وفي سياق متصل، أقيمت ندوة بعنوان «الإرشاد المهني طريقكم إلى النجاح» قدمها خليفة الصلاحي اختصاصي الارشاد المهني بأكاديمية قطر للمال والأعمال، أوضح خلالها مفهوم الارشاد المهني بأنه علاقة احترافية تمكن الأسر والمجموعات من الوصول لأهدافهم العلمية أو المهنية أو الاجتماعية باحترافية وتيقن.. مبينا أن مفهوم الارشاد المهني استخدم لأول مرة في الولايات المتحدة الأميركية عام 1890 م في عهد الثورة الصناعية.
واستعرض أهم الروابط المؤدية إلى إرشاد مهني ناجح بدءًا من الفهم الواضح للذات ثم فهم احتياجات سوق العمل ومن ثم وضع الهدف واتخاذ القرار من قبل المسترشد، ونصح أولياء الأمور بضرورة معرفة ميول واتجاهات الأبناء منذ المرحلة الابتدائية من خلال التوعية ومن خلال الاستكشاف في المرحلة الاعدادية ومن ثم التواجد والتجربة أثناء المرحلة الثانوية، وفي نهاية الندوة بين الصلاحي أبرز الجهات التي تقدم الارشاد المهني بالمجان للمواطنين والمقيمين بالدولة أبرزها جامعة قطر ومركز قطر للتطوير المهني التابع لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والعديد من المدارس ومؤسسات العمل الاجتماعي بالدولة.
