+ A
A -
بروكسل - الوطن
أكدت دولة قطر التزامها بما تعهدت به مع دول العالم في مجال التعليم؛ حيث أقر دستورها أن التعليم دعامة أساسية من دعائم المجتمع وحق أساسي، وأولت الدولة اهتماماً كبيراً بالتعليم من خلال زيادة مخصصات الإنفاق على التعليم لأكثر من 13 % من إجمالي الناتج المحلي، كما واصلت تطوير المؤسسات التعليمية والبحثية ومصادر القوة الناعمة، وضاعفت اهتمامها بتعليم الطلبة ذوي الإعاقة من خلال تأهيل العديد من المدارس لتكون مراكز لدمجهم، وتطبيق نظام شامل لتقييم الطلبة ذوي الإعاقة، وتدشين قاعدة بيانات شاملة لمسارهم التعليمي.
وفي مداخلة لسعادة الدكتور محمد بن عبدالواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي، أمس، الذي يرأس وفد الدولة المشارك في اجتماع المنتدى الدولي للتعليم المنعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل خلال الفترة من 3- 5 ديسمبر الجاري، بيّن أن دولة قطر باشرت أيضاً الانتقال لاقتصاد المعرفة بوصفه عنصر تمكين للتقدم الاجتماعي والاقتصادي، خاصة في ضوء رؤية قطر الوطنية 2030 التي تضع في اعتبارها تحقيق أهداف التنمية المستدامة في كافة القطاعات.
وقال سعادته إنه في إطار التزامات قطر الدولية ؛ تم تشكيل اللجنة الوطنية للتعليم 2030؛ لرصد تنفيذ الخطة الوطنية للتعليم للجميع بالتشارك مع الوزارات والجهات ذات الصِّلة، ومواءمة الخطة مع الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، كما قامت اللجنة بإعداد برامج مختلفة للتوعية بالهدف الرابع وغاياته ومؤشراته لدى جميع قطاعات الدولة، كان آخرها إطلاق حملة الحق في التعليم في نهاية أكتوبر الماضي، وقد كنّا فيها من أولى الدول استجابة لتلك الحملة التي أطلقتها اليونسكو، بالإضافة إلى ربط الهدف الرابع بأهداف التنمية المستدامة الأخرى، ومنها تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص، وتضمين المناهج والبرامج التعليمية مفاهيم وموضوعات تخدم القضايا المرتبطة بالتغير المناخي والسلام والعدالة والعيش المشترك، مع الحرص على تعزيز الابتكار على المستويين الوطني والعالمي، من خلال العديد من البرامج ومنها نجوم العلوم.
ونوه وزير التعليم والتعليم العالي إلى أنه قد كان لتلك الجهود أثرها في تحقيق دولة قطر نتائج مشرفة في المجال التعليمي، وفق ما أظهرته نتائج مؤشرات التنافسية العالمية حيث حققت في العام 2017- 2018 المركز الخامس عالمياً والأول عربياً على مستوى جودة النظام التعليمي.
وأوضح أيضاً أنه في إطار سعي الدولة لتحقيق مزيد من الشراكات على المستوى العالمي في دعم التعليم؛ جاء إعلان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، مؤخراً عن تعهد دولة قطر بتوفير تعليم جيد لمليون فتاة في مناطق النزاعات والظروف الهشة بحلول عام 2021، وذلك في إطار دعم «إعلان شارلوفوا» بشأن توفير التعليم الجيد للفتيات والنساء في البلدان النامية.
وأشار إلى أن مبادرة «علِّم طفلاً» التي كانت دولة قطر طرفاً رئيسياً فيها ممثلة بصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع؛ قد نجحت مؤخراً في مساعدة 10 ملايين من الأطفال المهمشين خارج المدرسة لتلقي التعليم الابتدائي جيد النوعية، وذلك في إطار 82 شراكة من 50 دولة، بمبلغ 1.8 مليار دولار؛ حيث أسهمت حكومة قطر بثلث هذا المبلغ، كما يتواصل سعيها وجهودها لزيادة عدد المستفيدين من هؤلاء الأطفال.
واستكمالاً للمبادرات المهمة لدولة قطر؛ فقد كان لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، جهودها الطيبة أيضاً تجاه إصدار قرار دولي يتيح للأطفال اللاجئين والنازحين الحصول على شهادات أكاديمية معتمدة تتيح لهم مواصلة تعليمهم من المرحلة الابتدائية إلى الجامعية لدى الدول المضيفة.
واستدرك الدكتور الحمادي: على الرغم من النتائج التنموية التي حققتها دولة قطر في إطار الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة؛ إلا أننا ما زلنا نواصل جهودنا من أجل تحسين نتائج طلبة قطر في الاختبارات الدولية، ورفع مستوى التحصيل الأكاديمي لديهم، وتجويد التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، وتنمية رأس المال البشري؛ لتلبية متطلبات سوق العمل وأولويات التنمية الوطنية.
واختتم مداخلته بالتأكيد أن الجميع مطالب ببذل المزيد من الجهود لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة باعتباره وسيلة فعالة لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وتشارك دولة قطر في المنتدى الدولي للتعليم والذي يقام في مدينة بروكسل ببلجيكا خلال الفترة من 3- 5 ديسمبر، وذلك ضمن الخطة العالمية للتعليم 2030م التي تشرف عليها منظمة اليونسكو. وذلك لمناقشة التقدم المحرز عالمياً تجاه تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، ومدى ما تحقق من إسهامات لضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع، ولتعزيز فرص التعلم مدى الحياة.
وقد حضر الوفد المشارك في المنتدى برئاسة سعادة الوزير الجلسة الافتتاحية للمنتدى التي حضرتها ملكة بلجيكا، المبعوث الخاص لأهداف التنمية المستدامة، وعدد كبير من الوزراء من مختلف دول العالم، وتم تدشين التقرير العالمي لرصد التعليم، والذي يركز بشكل أساسي على تأثير الهجرة والنزوح على التعليم، وعلى أهمية التعليم في بناء جسور العلم والمعرفة.
copy short url   نسخ
06/12/2018
394