+ A
A -
وقع الكاتب والباحث العربي المستقل مهنا الحبيل، كتاب نكسة حزيران الخليجية الصادر حديثًا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بجناح المؤسسة في معرض الدوحة للكتاب. الكتاب عبارة عن قراءة سياسية توثّق لرحلة الأزمة الخليجية منذ الاندلاع وحتى مرور سنة من عمرها، رصد فيها الكاتب الأسباب وراء اندلاع الأزمة، وقرأ الأحداث بواقعية مهنية رابطًا لها بالملفات الإقليمية والعالمية، فجاء الكتاب مزيجًا بين التأريخ والحاضر. كما تناول في كتابه الأبعاد المتشابكة بين السياسة والدين في منطقة الخليج، وأثر ذلك على البنية المجتمعية الداخلية للدول. وثّق الكتاب لرحلة الوساطة الكويتية، كما تناول منعطفات الأثر الذي تخلّفه الملفات الداخلية لترامب على تصعيد وتجميد ملف الأزمة، وأيضًا المشروع الصهيوني. يقول الحبيل في كتابه إن السياسة الإيرانية حصدت الكثير من التخبط السياسي الذي لازم الأزمة الخليجية، وأكبر مكاسبها تعزيز كونها الخصم العاقل في ملفات الرصد الغربي، الذي قُدِّمت له دفاتر مجانية تكفي لحصاد خزينته لسنين قادمة. تناول الكتاب توجهات قطر الاستراتيجية الجديدة بعد نكستها من محيطها ورؤاها المقترحة للمستقبل. بين طيات صفحات كتابه لم ييأس الحبيل من اقتناص كل فرصة تبرق له، للدعوة إلى فك الاشتباك بين القطبين الرئيسين «الدوحة والرياض» تحت الجلوس لمبادرة أمير الكويت ولملمة ما تبقى لوقف نزيف الخسائر، الذي ستدفع ثمنه أجيال من أبناء خليج العرب. بالطبع كان هناك حضور للملفات الإقليمية خلال هذه الفترة، فهي لا تنفك عن كونها مؤثِرة أو مُتأثرة بالأزمة، وأيضًا الملفات الداخلية لدول المحور ومصر وعلاقتها المباشرة أو غير المباشرة. نقرأ مع الكاتب حركة التوازنات العالمية، في منطقة الخليج بين النزاع والاتفاق، وأثر كل ذلك على الملف. في الختام يمكن اعتبار الكتاب بمثابة الوثيقة للتأريخ، التي فصّلت الأحداث واضعة كل مسؤولية على صاحبها.
copy short url   نسخ
07/12/2018
1825