+ A
A -
عواصم - وكالات - كشف الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية جاكي خوجي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو طلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب في محادثة هاتفية عدم المس بولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي. وأضاف خوجي في مقال نشره أمس الأول بصحيفة «معاريف» أن هذا الطلب الإسرائيلي من واشنطن يعني أن الرياض بالنسبة لتل أبيب تُعد كنزا إستراتيجيا. وأن تطوع نتانياهو لإنقاذ محمد بن سلمان يعني أن إسرائيل تحتاج إليه، «ولناصحه الأمين ولي عهد الإمارات محمد بن زايد، وكذلك للبحرينيين، وزعماء آخرين». وأشار إلى أن بعض الدول العربية التي ترتبط بعلاقات سرية مع إسرائيل، تحولت من الشراكة إلى عمل مكثف بسبب عدائها مع إيران وحزب الله. وكانت صحيفة واشنطن بوست أكدت الشهر الماضي أن نتانياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تواصلا مع الإدارة الأميركية للدفاع عن محمد بن سلمان بعدما تفجرت قضية مقتل خاشقجي. ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن السيسي ونتنياهو أجريا اتصالات بمسؤولين رفيعين في إدارة الرئيس دونالد ترامب، للإعراب عن دعمهما لولي العهد السعودي الذي وصفه نتانياهو بأنه «حليف إستراتيجي». وبينما يحاول نتانياهو إنقاذ محمد بن سلمان من تبعات مقتل خاشقجي، تزداد الضغوط الداخلية على ترامب لتبني مواقف أكثر قوة، واتخاذ إجراءات عقابية بحق ولي العهد السعودي بعد تقرير وكالة الاستخبارات الأميركية (سي.آي.أي) الذي حمّله المسؤولية عن جريمة القتل. من جهتها أفادت صحيفة هآرتس الإسرائيلية نقلا عن مسؤولين بارزين سابقين في جهات أمنية أميركية، أن إسرائيل أجازت لشركة «أن أس أو» الإلكترونية الإسرائيلية بيع برامج تجسس متقدمة للسعودية. ووفق الصحيفة، فإن إسرائيل وافقت على صفقة البيع للسعودية من خلال شركة «أن أس أو» في مقابل دعم الرياض السري لإسرائيل ضد إيران. وأضافت أن السعودية عملت بشكل مباشر مع شركة تابعة لـ«أن أس أو» في لوكسمبورغ تدعى «كيو سايبر تكنولوجيز»، ووعدت الشركة السعوديين بالوصول إلى أهدافهم في ستة بلدان في الشرق الأوسط. وقالت إن هذه الشركة ساعدت الرياض في حل مشكلات متعلقة بأنظمة المراقبة الإلكترونية. كما أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اهتم بشراء البرمجيات الإسرائيلية «لإعجابه بالإمكانات الإسرائيلية في المجال الإلكتروني». وذكرت الصحيفة أن تل أبيب وافقت على الصفقة، رغم تردد بعض المسؤولين الإسرائيليين في منح الأنظمة العربية حق الوصول إلى هذه البرمجيات. وحسب هآرتس، فإن الشركة تصر على أنها تطور برمجيات تُباع فقط إلى كيانات حكومية معتمدة تهدف إلى منع الجريمة والإرهاب، وأنها غير مسؤولة عن أي انتهاكات. وكان تحقيق صحفي نشرته هآرتس في نوفمبر الماضي أفاد بأن شركة «أن أس أو» أجرت مفاوضات متقدمة لإبرام صفقة لبيع آليات تكنولوجية ومعدات تجسس للرياض. ووفقا لما أوردته الصحيفة، فإن شركة «أن أس أو» المتخصصة في الحرب الرقمية عرضت على عملاء الاستخبارات السعودية نظاما لقرصنة الهواتف المحمولة قبل بضعة أشهر من إطلاق ولي العهد السعودي حملة على معارضيه. ونقلت أن عبد الله المليحي أحد المقربين من رئيس الاستخبارات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل، ومسؤولا سعوديا اسمه ناصر القحطاني قدم نفسه بصفته نائبا لرئيس الاستخبارات السعودية، اجتمعا في يونيو 2017 بالعاصمة النمساوية فيينا برجلي أعمال إسرائيليين في مجال التكنولوجيا. وتزامن الاجتماع مع ترويج الشركة الإسرائيلية بقوة لمنتجها الجديد «بيغاسوس 3»، وهو برنامج إلكتروني هجومي متطور مخصص للتجسس، لدرجة أنه يمكنه اختراق الهاتف حتى دون إغراء صاحب الهاتف بتنزيل تطبيق أو الضغط على رابط. وقدم مسؤولو الشركة الإسرائيلية للسعوديين عرضا عن إمكانات «بيغاسوس 3»، ولتوضيح الأمر طلبوا من القحطاني الذهاب إلى أقرب مركز تجاري، وشراء جهاز آيفون جديد ومنحهم رقمه، كما أظهروا أثناء الفحص أن هذه المعلومة كانت كافية لاختراق الجهاز وتسجيل وتصوير الاجتماع.
copy short url   نسخ
10/12/2018
1258