+ A
A -
كتب - سعيد حبيب
قال سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة، والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول إن قرار انسحاب قطر من منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» اعتبارا من يناير المقبل ليس سياسيا وانما يستند إلى اعتبارات فنية بامتياز.
وأضاف سعادته قائلاً «الجميع يريدون تسييس القرار.. لكنه ليس سياسيا..إنه يستند إلى استراتيجيتنا ورغبتنا في التركيز على قطاع الغاز الطبيعي المسال والذي تحتل فيه قطر موقع الصدارة عالميا..إنتاجنا من النفط محدود وبالتالي فإن تأثير انسحابنا من أوبك يبقي ضمن نطاق محدود ايضا».
وقال سعادته في تصريحات متلفزة لـ«بلومبرغ» الأميركية ان دولة قطر اتخذت قرار الانسحاب من أوبك دون أن تتشاور مع أحد.. فهي دولة ذات سيادة وتتمتع باستقلالية تامة في قرارتها تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى..لقد رأينا أن الانسحاب يحقق مصلحتنا فقمنا به دون أن نتشاور مع أحد»
وحول مدى التزام قطر بقرارات أوبك فور سريان الانسحاب من عضوية المنظة أشار سعادته إلى أن دولة قطر لن تكون جزءاً من قرارات المنظمة بشأن تخفيض أو زيادة الإنتاج عقب سريان قرار الانسحاب.
وعن مدى تأثير قرار الانسحاب من اوبك على العلاقات القطرية - الخليجية قال سعادته ان علاقات دولة قطر مع جيرانها الخليجيين كانت جيدة غير ان الحصار المفاجئ على قطر منذ الخامس من يونيو 2017 تحت دعوى دعم قطر للإرهاب كان عملاً شائناً وغير عادل..وقد اثبتنا للجميع زيف الدعاوي والافتراءات التي طالت قطر».
وأضاف سعادته «قطر تستهدف رفع طاقتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليونا إلى 110 مليون طن سنويا وذلك من خلال إضافة خط إنتاج رابع للغاز الطبيعي المسال وسيزيد خط الإنتاج الرابع من حصة قطر في السوق العالمي بإنتاج الغاز المسال إلى أكثر من 30 % وهذا هو محور التركيز الرئيسي حاليا» متابعا: «هذا لا يعني ان تطوير القطاع النفطي خارج استراتيجيتنا..انتاجنا من النفط مستقر..نعتزم تطوير ادائنا..لكن الأمر متعلق بترتيب الاولويات والاستراتيجية..نحن نضع قطاع الغاز أولا ومن ثم النفط لاحقا».
وفي سياق متصل أجرت شبكة CNBC الأميركية مع سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي لقاء قال فيه ان «قرار الانسحاب من أوبك جاء وفقا لاعتبارات عملية..بالنسبة لى أنا مسؤول تكنوقراطي تحكمني اعتبارات الجدوى في المقام الأول..قرار الانسحاب ليس سياسيا.. وإنما قرار عملي يستند إلى تحقيق مصالح قطر ..نحن عندما نأخذ قرار نراعي أن هذا القرار له تأثيرات دولية..فقطر لاعب دولي مهم في قطاع الطاقة» مضيفا «أوبك مجرد منظمة للدول المصدرة للنفط..تجري اجتماعات بصفة دورية وتتخذ قرارات متعلقة بخفض أو زيادة الإنتاج..أعتقد أن قوة أوبك وتأثيرها على سوق النفط تراجع ..ثمة منتجون آخرون للنفط مثل الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وهما قوتان صاعدتان وخارج اوبك.. سوق النفط لا يحتاج إلى منظمة دولية لتحقيق التوازن عبر قرارات خفض أو زيادة الإنتاج..على السوق أن يصحح نفسه بنفسه وفقا لاعتبارات وقوى العرض والطلب وبحسب اقتصاديات السوق الحر..الأمر لا يحتاج إلى منظمة لفعل ذلك».
وأضاف قائلأًُ «استراتيجتنا تتضمن زيادة انتاجنا من الغاز..نحن نرى أن الغاز هو المستقبل وليس النفط..صحيح أن النفط سيكون له دور..لكن الدور الأكبر سيكون للغاز الطبيعي المسال ولذا قررنا التركيز على تطوير ادائنا في هذا القطاع الواعد» وحول الحصار المفروض على قطر منذ أكثر من 18 شهراً قال سعادة الوزير «نحن لا ندري حتى هذه اللحظة ماهي أسباب الحصار ولا دوافعة..ما الذي يجعل دول الحصار تقوم بذلك..هذا أمر غير مفهوم وينتهك حقوق الإنسان..وبشأن الادعاءات والافتــراءات المتعلقة بدغم قطر للارهاب فقــد فندنا هذا كله..والآن أعتقد أن الجميع بات يعلم من يدعـم الارهاب بحق..هناك دول أخرى باتت معروفة بأنها تفعل ذلك».
وخلال الأسبوع الماضي شاركت دولة قطر للمرة الأخيرة في اجتماعات منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» وترأس وفد دولة قطر في الاجتماعات سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة. وجاءت المشاركة في أعقاب إعلان قطر انسحابها من عضوية المنظمة يوم الاثنين الماضي.
وشارك سعادة المهندس الكعبي في اجتماع المؤتمر الوزاري العادي رقم 175، الذي انعقد في فيينا الخميس الماضى، لمناقشة عدد من القضايا الهامة المتعلقة بتطورات سوق النفط العالمي وبمستويات الإنتاج، وقد استمع الاجتماع لعدد من التقارير من بينها تقرير الأمين العام حول توقعات سوق النفط وتقرير الاجتماع رقم 130 لمجلس اللجنة الاقتصادية.
copy short url   نسخ
10/12/2018
1207