+ A
A -
باريس- وكالات- دعا وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان، أمس، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى عدم التدخل في الشؤون السياسية الداخلية لفرنسا، بعد تعليقاته الساخرة والناقدة على مظاهرات «السترات الصفراء». وقال لو دريان في برنامج تليفزيوني: «أقول لدونالد ترامب، ورئيس الجمهورية (إيمانويل ماكرون) قال له أيضا: نحن لسنا طرفا في النقاشات الأميركية، اتركونا نعيش حياتنا، حياة أمة» بشكل مستقل. وسبق أن استغل ترامب ما تشهده فرنسا من احتجاجات، لإيصال رسائل سياسية ضد ماكرون والحكومة الفرنسية، وبما يتصل باتفاقية باريس للمناخ. وعلق ترامب، على المظاهرات المستمرة في فرنسا، قائلا، إن المحتجين يهتفون «نريد ترامب»، قائلا في تغريدة له على حسابه في «تويتر»: «المتظاهرون يهتفون نريد ترامب.. أنا أحب فرنسا». وجدد الرئيس الأميركي، هجومه على اتفاقية المناخ والسياسة التي ينتهجها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مشيرا إلى أن المظاهرات عمت جميع أنحاء فرنسا، وأن الناس لايريدون دفع مبالغ كثيرة من المال. وسخر من الاتفاقية، مستشهدا بالمظاهرات الفرنسية، وأن «الناس لايريدون دفع الكثير من الأموال، خاصة في دول العالم الثالث التي تدار بطريقة تثير الشكوك، بحجة حماية البيئة». وتثير تصريحات ترامب المستمرة الاستياء في باريس، ما دفع وزير الخارجية الفرنسي بالطلب من واشنطن عدم التدخل بشؤون فرنسا الداخلية. بموازاة ذلك دعا إدوار فيليب رئيس الوزراء الفرنسي أمس، لإجراء حوار جديد مع ممثلي حركة «السترات الصفراء» التي تنظم تظاهرات في أرجاء فرنسا. وتعهد فيليب، في بيان متلفز، أن تعالج الحكومة المخاوف بخصوص ارتفاع كلفة الحياة، مضيفا أن «الحوار بدأ ويجب أن يتواصل»، مؤكّداً أن الرئيس الفرنسي سيقدّم إجراءات ستدعم هذا الحوار. وقد شهدت مظاهرات «السترات الصفراء»، في أسبوعها الرابع أمس، صدامات بين قوات الأمن والمحتجين الذين تجمعوا في جادة الشانزليزيه بالعاصمة الفرنسية باريس. وكانت وزارة الداخلية الفرنسية، قد أعلنت في وقت سابق عن اعتقال سبعمائة شخص من متظاهري حركة «السترات الصفراء» في أنحاء متفرقة من البلاد. يذكر أن آلاف الفرنسيين شاركوا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية في احتجاجات شعبية على زيادة الضرائب على المحروقات والسياسات الاقتصادية، حيث اضطرت الحكومة إلى التراجع عن فرض زيادة ضريبة على الوقود، وهو ما لم ينجح في وقف المظاهرات. من جانب آخر حذر السيد برونو لومير وزير المالية الفرنسي، أمس، من أن أعمال العنف والشغب المصاحبة لتظاهرات حركة /‏السترات الصفراء/‏ التي اجتاحت البلاد مؤخرا تهدد بحدوث «كارثة» على اقتصاد البلاد. وقال لومير، في تصريح لدى زيارته المحال التجارية، في العاصمة باريس، التي تعرضت لعمليات نهب خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة، «إنها كارثة بالنسبة للتجارة وكارثة على الاقتصاد الفرنسي».
copy short url   نسخ
10/12/2018
2616