+ A
A -
الرباط - الوطن - عماد فواز أشاد أكاديميون ومتخصصون في علوم اللغة العربية بالمملكة المغربية بمشروع «معجم الدوحة التاريخي للغة العربية» الذي دشنته دولة قطر، أمس الأول، الاثنين، لتتبع ذاكرة كل لفظ من ألفاظ اللغة العربية عبر تطور دلالته في المراحل التاريخية، واستعراض الدلالة الأولى لكل لفظ وتاريخ تحولاته البنيوية والدلالية بشكل موثق ومرتب بشكل أكاديمي متطور.. مؤكدين، لـ الوطن، أن المشروع يعد بمثابة «ذاكرة تاريخية تواكب العصر» من شأنها رصد التطور الدلالي للغة العربية عبر عصورها التاريخية، وفهم التراث المعرفي والعلمي لها، وحماية تراث الأمة اللغوي والفكري والعلمي، واستثماره في مجالات البحث والتعليم والمعالجة الآلية للغة العربية، وما يعظم من قيمة هذا العمل الضخم هو إتاحته عبر موقع إلكتروني متطور لعموم المهتمين والباحثين في علوم اللغة العربية حول العالم للاستفادة منه بسهولة ويسر. عمل تاريخي وقال يونس الركاز، أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب بالمحمدية، لـ الوطن،: إن البوابة الإلكترونية للمعجم التي تم تدشينها في دولة قطر، الاثنين، بحضور نخبة من المسؤولين والعلماء والمتخصصين في علوم اللغة العربية في مقر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، هو عمل تاريخي وقومي مهم للغاية، ولقى ترحيباً شديداً من جانب علماء اللغة العربية والمهتمين بعلوم اللغة حول العالم؛ حيث يرصد المعجم- بحسب المعلن- تطور دلالة الألفاظ العربية بدءاً بأقدم نص عربي موثق حتى سنة 200 هـ، وهي المرحلة الأولى من عمل المعجم تليها مراحل تتبع دلالة اللفظ حتى العصر الحديث، وتضم المرحلة الأولى من المعجم مائة ألف مدخل، وهذا لمن لا يعرف عمل ضخم وليس سهلاً ويستغرق وقتاً ويحتاج جهداً كبيراً، لا سيما أن المعجم سوف يحقق ويرصد التطور الدلالي للغة العربية عبر عصورها التاريخية، وسرد وتفصيل التراث المعرفي والعلمي لها، كما أنه سوف يقوم بمهمة في غاية الأهمية وهي حماية تراث الأمة اللغوي واستثماره في مجالات البحث والتعليم والمعالجة الآلية للغة العربية، والجيد في الأمر هو إتاحته في صيغة «إلكترونية» لتسهيل ولوج الباحثين والمهتمين إليه من مختلف أنحاء العالم. هدية للأمة وأضاف عبدالعالي أحنيفة، أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عين الشق «الدار البيضاء»،: إن اللغة العربية هي أكثر اللغات ثراءً من حيث المفردات والتطور التاريخي لها، لذلك فإن المعجم الذي تم إطلاقه في قطر برعاية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، والدكتور عزمي بشارة مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، هو عمل تاريخي لحفظ لغتنا وذاكرتها وتحولاتها وتطوراتها وإتاحتها لجميع المهتمين باللغة العربية حول العالم، وهو عمل ضخم بدأ العمل فيه منذ أكثر من خمس سنوات، ليخرج في شكله الأولى عبر «الإنترنت» ومازال يحتاج إلى جهود جبارة لحصر تحولات اللغة وتطورها، ويحتاج لآلاف الباحثين المتخصصين للغوص في بحور اللغة عبر آلاف السنين، ونحن على يقين أن جميع مراحل المعجم سوف تكون على نفس مستوى البداية التي خرجت ورأيناها، الاثنين، ليضيف للأمة الكثير وتمثل «ذاكرة تاريخ اللغة» للأجيال المتعاقبة، وهذا ما عودتنا عليه دولة قطر، منارة الثقافة والإعلام ومنيرة العقول في العالم العربي.
copy short url   نسخ
12/12/2018
2270