+ A
A -
إسطنبول- الأناضول- وكأن السحر انقلب على الساحر، الهجمات المنظمة التي يقودها ما يعرف بـ«الذباب الإلكتروني» السعودي لم تقتصر على الخصوم فقط، بل طالت الأصدقاء من الدول والشخصيات أيضاً، لتلحق الضرر بعلاقات السعودية مع حلفائها وأنصارها. هجمات الكتائب الإلكترونية الموجهة من السلطات السعودية، أو ما يعرف إعلامياً بـ«الذباب الإلكتروني»، أصابت سهامها في مقتل العلاقات مع دول مصنفة في دائرة الأصدقاء والحلفاء مثل السودان والمغرب والكويت، وشخصيات معروفة كالكاتب الكويتي أحمد الجار الله. وخلف ستار الأزمة الخليجية نظمت لأول مرة بوضوح هجمات من حسابات إلكترونية سعودية متزامنة على أشد وجه، ضد من تعتبرهم خصوماً للمملكة، قبل أن يتسع الأمر ويتحول تدريجياً إلى مساس بالحلفاء، وتدمير ممنهج للعلاقات متي دعت الحاجة. وظهر بشكل لافت مسؤولان سعوديان في صدارة مشهد الهجوم الإلكتروني، أولهم سعود القحطاني المتهم في مقتل خاشقجي، والثاني تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة.. ورصدت الأناضول أبرز الهجمات الإلكترونية التي طالت الحلفاء من جانب «الذباب الإلكتروني» السعودي على النحو التالي: في مارس 2018، وبأسلوب حاد، هاجم تركي آل الشيخ، المغرب، الحليف التقليدي للرياض، الدولة العربية الوحيدة المتقدمة لاستضافة نهائيات مونديال 2026 لكرة القدم، قائلاً عبر حسابه «تويتر»: «إذا طلب من السعودية دعم ملف مونديال 2026، ستبحث الرياض عن مصلحتها أولاً، اللون الرمادي لم يعد مقبولاً»، في إشارة لدعم الرياض للملف الأميركي الذي فاز بالفعل بالتنظيم. الكويت أيضاً، الشقيق الخليجي للرياض، لم تسلم من أذى الذباب الإلكتروني، حين هاجم آل الشيخ، وزير الشباب الكويتي، خالد الروضان في تغريدة بحسابه «تويتر» قائلاً: «الروضان؛ باختصار؛ هو: الارتزاق تحت مظلة المناصب وضد الحقائق المثبتة»، لتنطلق حسابات إلكترونية سعودية، فوراً بعدها تنتقد الكويت، وتدشن هاشتاغات مسيئة. ما أن اعتذر آل الشيخ عن رئاسته الشرفية للنادي الأهلي المصري، في مايو 2018، ووجه انتقادات حادة عبر حسابه بـ«توتير»، لرئيسه محمود الخطيب، إلا وتوالت الحملات الإلكترونية المسيئة لمصر. مع صدور تصريحات رسمية سودانية، في مايو الماضي، تلمح لإمكانية سحب السودان لقواته المتواجدة في اليمن ضمن التحالف، انطلق الذباب الإلكتروني مهاجماً السودان بضراوة وبشكل غير لائق، ومقللاً من قيمة هذا البلد وأهله.. لم تتوقف الحملات الإلكترونية السعودية الموجهة، على التعرض للحلفاء مثل الخصوم، فقط لكن المفارقة أنها طالت- دون أن تدري - ولي العهد ذاته! ففي سبتمبر الماضي، نشرت مجلة «نيوزويك» الأميركية، صورة لولي العهد السعودي في صدر غلافها، وبداخلها مقال ينتقد بقوة سياسياته داخل المملكة وخارجها.. وجذبت الصورة عدداً من مؤيدي بن سلمان، وأعاد العشرات نشر المقال على السوشيال ميديا، ترويجاً له، ودون أن يدركوا مضمونه المنتقد لبن سلمان، مما وضعهم في حرج لاحقاً.
copy short url   نسخ
12/12/2018
1489