+ A
A -
أكد رئيس حزب «الأصالة» المصري، إيهاب شيحة، أن الدوحة تمكنت من الصمود أمام التحديات والصعاب التي خلفها الحصار الجائر الذي فرضته بعض الدول العربية عليها. وشدد شيحة، خلال حواره مع الوطن، على أن الهدف الأساسي للحصار الذي فرضته السعودية والبحرين والإمارات ومصر لم يكن تغيير موقف الدوحة من بعض القضايا بقدر ما هو تدخل ومحاولة سيطرة على سيادة دولة قطر لأحقاد وأطماع قديمة متجددة. وطالب شيحة دول الحصار الأربع بضرورة مراجعة سياساتها في المنطقة والتوجه إلى طاولة الحوار من أجل حل الأزمة الخليجية.. مشيراً إلى أن المنطقة العربية أمام تهديدات خطيرة، ويجب الاتحاد ونبذ الفرقة لمواجهة هذه التحديات. وقال شيحة: «إن حصار قطر مثل نكسة عربية جديدة بكل أسف سواء على المستوى الأخلاقي والإنساني قبل أن تكون انتكاسة سياسية ودبلوماسية، ذلك عندما أقدمت الدول الأربع على إعلان الحصار على دولة قطر وما تبعه من طرد للرعايا وحرمان المواطنين القطريين من أداء مناسك الحج والعمرة بل والتفريق بين أفراد الأسرة الواحدة في سابقة لم تعهدها العلاقات الدولية في العصر الحديث». ونبه شيحة إلى أن الحصار جاء تحت أسباب مفتعلة واتهامات باطلة ونوايا مبيته، هذا فضلاً عما تم كشف النقاب عنه من معلومات حول محاولات- تم إفشالها- للتدخل العسكري في قطر.. مشيراً إلى أن التاريخ سيذكر أن دول الحصار التي اتخذت هذا القرار المفاجئ واللاإنساني ضد شعب عربي جار وشقيق لم تستطع في بداية الأزمة أن تقدم مطالب محددة لحكومة قطر لأجل رفع الحصار المجحف، بما يدل على أن الهدف لم يكن ضغطاً لتغيير موقف قطري من قضايا معينة بقدر ما هو تدخل ومحاولة سيطرة على الدولة القطرية سواء لأحقاد قديمة من البعض وأطماع قديمة متجددة من البعض الآخر. وأشار إلى أن أزمة بعض الأنظمة العربية مع قطر كان سببها بالأساس الموقف القطري المشرف من الربيع العربي وتأييد قطر لثورات الشعوب ضد الأنظمة الاستبدادية من خلال إعلام مهني حاول نقل أحداث الثورات في ميادين تحرير دول الربيع العربي في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا. وأوضح شيحة أن قطر تمكنت من كسر حاجز حجب الحقائق الذي مارسته الأنظمة التي ثارت ضدها الشعوب، وقدمت الدعم لدول الربيع العربي دون النظر لتوجه أو طبيعة الجهة الحاكمة. ونبه إلى أن قطر تمكنت من تحدي محاصريها وأبهرت العالم، بينما دول الحصار التي تورطت في هذا الحصار قد فشلت في ترويج ادعاءاتها لعدة أسباب.. لافتاً إلى أن أول الأسباب التي أفشلت الحصار يتمثل في كذب الادعاءات التي قدمت من قبل دول الحصار، كما أن تلك الدول كانت لا تركن إلى أي حقيقة أو موقف صادق من قريب أو بعيد، وثاني هذه الأسباب كان الأداء الرائع للدبلوماسية القطرية الذي أبهر العالم بحجم العلاقات والتقدير لدولة قطر من معظم دول العالم نظراً لعدم تأخرها عن مناصرة أي قضية عادلة في أي بقعة من بقاع المعمورة مما أعطاها المصداقية في تفنيد الادعاءات ودفع التهم الباطلة وجاء بالتوازي مع هذا الحراك تحرك حقوقي واع ومتزن فضح أداء دول الحصار وانتهاكاتها ضد المواطنين القطريين وضد شعوبهم بما يخالف العهود الدولية، وبالطبع لا ننسى الموقف التركي الذي أعتبره نتاجاً للأداء الدبلوماسي والسياسي القطري المتزن والذي يدرك أولوياته ويفرق جيداً بين التحالفات والاتفاقات الاستراتيجية والوقتية. أما ثالث أسباب الفشل لدى دول الحصار الأربع- بحسب شيحة- فهو الموقف الشعبي القطري الذي فاجأ العالم بانتمائه الشديد لأرضه ووطنه وارتباطه الشديد بقيادته عكس ما توقعت دول الحصار؛ حيث إن الشعب القطري كان في ملحمة متناغمة مع قيادته يؤكد للعالم ولدول الحصار خاصة أنه متمسك بأرضه ووطنه قدر تمسكه بقيادته. ونبه إلى أن دول الحصار تحاول الآن إيجاد مخرج من أزماتها التي صارت عبئاً عليها وتزيد تورطها كل يوم عن سابقه حتى انطبق القول إن قطر حاصرت الحصار. ونوه إلى أن هناك إشادة من قبل دول العالم بالموقف القطري خاصة وقوفها ضد الإرهاب ومشاركتها في أي حراك أو تحالفات دولية ضد الإرهاب، بينما دول الحصار حاولت إلصاق تهمة دعم الإرهاب لقطر وهم المتهمون حقيقة من النظام الدولي بدعم الإرهاب وما قانون جاستا وحادثة قتل خاشقجي منا ببعيد. وقال شيحة: «إنه كان المتصور أن تكون الدول العربية الآن متخذة موقفاً قوياً متماسكاً ضد مخططات التقسيم والتدخلات الخارجية والتهديدات الصهيونية، وهذا هو الواجب نحو الدول العربية لتكون تحالفاً استراتيجياً واحداً في الحرب على الإرهاب ودعم إرادات الشعوب والعمل على تنفيذ خطط تنموية تحقق مستقبلاً مشرقاً لشعوبها، لكن الواقع في ظل الأنظمة الحاكمة والتي لا تجد لنفسها داعماً يحفظ لها كراسيها سوى الكيان الصهيوني وهذا ما جعل أنظمة الثورات المضادة تتحالف ضد شعوبها وضد الدول التي تدعم الحريات والعدالة في المنطقة، وهذا يستلزم من قوى ثورات الربيع العربي والدول الداعمة أن تشكل تحالفاً يسعى لإعادة ضبط بوصلة المنطقة بتحديد أصدقائها وأعدائها وضبط أولويات أهدافها وكذلك مواجهة التحديات الحقيقة التي تواجه المنطقة». وحول تأثيرات الأزمة الخليجية على البيت الخليجي، لفت شيحة إلى أن المتضرر الأول من هذه الأزمة هي الأسر الخليجية التي تصاهرت في ما بينها دون النظر للحدود فإذا بهذه الأزمة تحرم أماً من رضيعها وزوجاً من زوجته، فضلاً عن أبناء القبيلة الواحدة، بالإضافة إلى التأثيرات السلبية التي تركتها الأزمة على المنطقة العربية التي تعاني أوضاعاً صعبة للغاية، لكن يظل كما قلت لك التأثير السلبي هو على البيت الخليجي والمتمثل في ضرب مجلس التعاون الخليجي، وانتهاك حقوق الإنسان الخليجي وكذلك الصورة السيئة لدول الحصار لاسيما النظام السعودي الذي وللأسف ظهر أداؤه الأحمق سياسياً وكأن هناك من يسعى بخطة لتوريطه تمهيداً لإضعاف السعودية لصالح أحد حلفائها. وبيَّن أن قطر تمكنت من تحويل الأزمة لانطلاقة قوية نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتنويع مصادر الاستيراد. وحول الدور الذي تقوم به دولة الإمارات في المنطقة، لفت شيحة إلى أن الإمارات تقوم بدور خطير يخدم أجندة غير عربية وغير إسلامية بالطبع، ولا نكون مبالغين إن قلنا إن هذا الدور يخدم أجندة صهيونية، حيث ظهر ذلك واضحاً في دعم الكيان الصهيوني في حربه على غزة واكتشاف جواسيس يحاولون دخول غزة كمسعفين أثناء الحرب على غزة في 2014، ودعمهم للسيسي في مصر من أجل تضييقه على القطاع وإغلاق معبر رفح البري فضلاً عن محاولة فرضهم دحلان مستشار ولى العهد والمتهم بخيانة القضية الفلسطينية والمعروف بعلاقاته المشبوهة بالصهاينة كبديل لمحمود عباس في رئاسة حركة فتح ومن ثم الرئاسة الفلسطينية، والدور الذي يقوم به النظام الإماراتي في دعم قوى الثورات المضادة في مصر وليبيا، فضلاً عن العمل بقوة لتقسيم اليمن حتى وصل الأمر لمواجهات عسكرية بين القوات الانفصالية المدعومة إماراتياً وقوات تحالف دعم الشرعية، وهذا ما يدفع نحو تقسيم اليمن إن استمر الموقف على ما هو عليه. وعن الأوضاع في مصر، شدد شيحة على أن مصر تعيش حالة صعبة، فمنذ 3 يوليو 2013 والنظام في مصر يسعى جاهداً لقتل أي روح ثورية لدى الشعب ويعمل على بناء حاجز الرعب بعدما كسر شباب الثورة حاجز الخوف في ثورتهم التي شهد لها العالم في 25 يناير 2011، وفى المقابل يسعى نظام السيسي للحصول على الدعم الغربي والأمريكي من خلال الخدمات التي يقدمها للكيان الصهيوني حتى أن الإعلام الصهيوني لا يجد غضاضة في وصف السيسي بالبطل القومي لإسرائيل. أما على المستوى الإقليمي، فأكد شيحة أن مصر صارت في عهد السيسي دولة تابعة لا يلتفت لدورها بعدما أصبح النظام مرتزقاً لمن يقدم له المال، وهناك حالة كبيرة من القمع غير المسبوق وتجريف الحياة السياسية واعتقال أو قتل أو مطاردة الرموز السياسية، وهذا يدل على أن النظام في حالة ذعر من أي صوت معارض أو أي منافسة. وعن قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، شدد شيحة على أن قتل خاشقجي جريمة مكتملة الأركان وهي تمثل وصمة عار على جبين الرياض. ونوه إلى أن تركيا كانت أحد أهم الاستهدافات إن لم تكن المستهدف الأول أصلاً في جريمة قتل جمال خاشقجى، لكن السحر انقلب على الساحر.. داعياً إلى تقديم القتلة إلى المحاكمة الدولية.. مشيراً إلى أن المحاولات السعودية للتستر على من أمر باغتيال خاشقجي تخالف القوانين الدولية والإنسانية. وشدد شيحة، خلال الحوار، على أن القضية الفلسطينية تتعرض إلى مؤامرة خطيرة من أجل تصفيتها، وأن الإدارة الأميركية وإسرائيل تستغلان حالة الضعف والوهن الذي أصاب الأمتين العربية والإسلامية من أجل تمرير مخططاتهما في المنطقة.
copy short url   نسخ
15/12/2018
2185