+ A
A -
عواصم- وكالات- ثمن الرئيس السوداني عمر البشير مواقف دولة قطر الداعمة لبلاده، مشيرا إلى السلام والاستقرار الذي تحقق في دارفور وتحول الحركات المسلحة وقياداتها ومنسوبيها إلى أحزاب سياسية فاعلة تشارك بإيجابية عالية في الأمن والاستقرار الوطني الشامل.
وقال الرئيس السوداني خلال كلمته أمس للحشد الجماهيري الكبير بالساحة الخضراء بولاية الخرطوم «إن دولة قطر من الأصدقاء الذين وقفوا مع السودان، لافتا كذلك إلى مواقف دول أخرى من بينها الصين وروسيا والكويت».
وقد احتشد آلاف المتظاهرين السودانيين بمدينة أم درمان «العاصمة الوطنية للسودان» رافعين شعارات تطالب برحيل النظام، قابلتها القوات الامنية بالرصاص، والغاز المسيل للدموع والهراوات، وسط اعتقالات كثيفة للنشطاء.
وكأهل الأعراف، يقف حزبا الاتحادي الديمقراطي الأصل والمؤتمر الشعبي بين الانخراط في احتجاجات الشارع، وبين الصمود كشركاء في سلطة لاعبها الأكبر حزب المؤتمر الوطني.
ويفاقم تصاعد الاحتجاجات حرج قيادة الحزبين، وسط مطالبات من القيادات الوسيطة والقواعد بفض الشراكة والانسحاب من الحكومة لاتخاذ قرار سياسي بدعم الحركة الاحتجاجية.
وكانت لافتة مشاركة قيادات وكوادر الحزبين في الاحتجاجات منذ انطلاقها في 19 ديسمبر الماضي، بل وتعرضهم للإصابات والاعتقالات.
بدوره طالب الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، الشباب في بلاده بتوحيد وتنظيم صفوفهم، معربا عن استعداده لتسليم السلطة إليهم. جاء ذلك في كلمة ألقاها البشير خلال تجمع جماهيري شارك فيه الآلاف بالساحة الخضراء في العاصمة الخرطوم استجابة لدعوة من أحزاب الحوار الوطني، بما فيها حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم، تحت مسمى «نفرة السلام والتأييد».
وقال الرئيس السوداني: «أوجه رسالة للشباب وحدوا صفوفكم وجهزوا أنفسكم، نحن جاهزون لتسليمكم السلطة». وأكد مجددا على ضرورة أن يسلك من يريد السلطة طريقا واحدا هو انتخابات 2020.
وعاد البشير مجددا إلى الحديث عن تعرض السودان لمؤامرات خلال الفترة الماضي، وقال: «هناك من تأمروا ويريدون تركيع السودان بقليل من الدولارات والقمح، وبشروط بسيطة لحل المشاكل، لكن كرامة وعزة السودان أغلى من الدولار»، دون تقديم تفاصيل أخرى بهذا الصدد.
وأضاف: «أوجه رسالة لكل من يظن أن السودان سينهار: السودان لن يلحق بالدول التي انهارت».
وتابع: «يوجد تآمر على السودان وسنظل واقفين وسنموت واقفين».
وحول الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ 23 يوما تنديدا بالأحوال المعيشية السيئة، وارتفعت وتيرتها ومطالبها إلى رحيل النظام، قال الرئيس السوداني إن «كل من يخرب ويحرق ويدمر ممتلكات الدولة والشعب سنحسمه». وشدد على أن حكومته «ستحمي الشعب وممتلكاته ولن تفرط فيها».
وأضاف وسط مئات من أنصاره: «نشكر الجيش السوداني لحفظه أمن البلاد، والشرطة والأمن لحسمهم للمخربين».
كما قدم البشير شكره للدول الصديقة التي وقفت إلى جانب بلاده.
وانتشر مئات من رجال شرطة مكافحة الشغب والجنود وعناصر الأمن الذين حملوا رشاشات، في موقع التجمع الداعم للبشير في الساحة الخضراء، لحماية مؤيدي الرئيس السوداني.
وأمس الأول، أعلن «تجمع المهنيين السودانيين (جهة نقابية غير حكومية تضم أطباء ومعلمين ومهندسين) أن مظاهرت الآلاف من أهالي ولاية القضارف (شرق) استطاعت الوصول إلى برلمان الولاية وتلاوة مذكرة تطالب البشير بالتنحي».
وكان البشير ألقى باللوم في أعمال العنف التي حصلت خلال الاحتجاجات، على متآمرين لم يسمهم.
وقال في كلمة خلال مهرجان للرماية العسكرية شرق مدينة عطبرة أمس الأول «الذين تآمروا على السودان بكل أسف زرعوا في وسطنا بعض العملاء وبعض الخونة الذين استطاعوا أن يستغلوا بعض ضعاف النفوس الذين كسّروا وحرقوا وخربوا»، بحسب ما أوردت وكالة أنباء السودان الرسمية.
وأضاف البشير أمس «البعض يقولون إنّ الجيش بصدد تسلّم السلطة. لا مشكلة لدينا في ذلك. إذا أتى أحد يرتدي كاكي (البزّة المرقّطة)، فوالله لا مانع لدينا. لأنّ الجيش حين يتحرّك لا يتحرّك من فراغ ولا يتحرّك لدعم العملاء بل يتحرّك دعماً للوطن، وعندها سيدخل كل فأر إلى جحره».
وفي أم درمان خرج آلاف المتظاهرين من ميدان الشهداء واتجهوا نحو البرلمان السوداني لتسليمه مذكرة تطالب برحيل النظام، وتشكيل حكومة قومية من كفاءات.
وهتف الآلاف «حرية.. سلام وعدالة.. الثورة خيار الشعب» و«الشعب يريد اسقاط النظام» و«حرية.. حرية.. ضد الحرامية-اللصوص»-إضافة إلى هتاف «تسقط بس» في إشارة إلى عدم موافقتهم على أي شيء بخلاف رحيل النظام.
واعتقل أكثر من 800 شخص منذ بدء الاحتجاجات، وبين المعتقلين عدد من زعماء المعارضة والنشطاء والصحفيين.
وجددت بريطانيا والنرويج والولايات المتحدة وكندا التعبير عن قلقها بشأن الوضع في السودان.
وقالت في بيان مشترك «نشعر بالصدمة حيال التقارير عن سقوط قتلى ووقوع إصابات خطيرة في صفوف أولئك الذين يمارسون حقهم المشروع في التظاهر».
copy short url   نسخ
10/01/2019
2297