+ A
A -
عواصم-وكالات- نشرت صحيفة «التايمز» تقريرا تتحدث فيه عن التظاهرات السودانية، تحت عنوان «المرتزقة الروس يساعدون في قمع احتجاجات السودان». ويشير التقرير، إلى أن رؤية مرتزقة روس في العاصمة السودانية الخرطوم أثارت قلقا من محاولة الكرملين دعم نظام الرئيس عمر البشير. وتقول الصحيفة إن الصور من الخرطوم ظهرت في وقت يواجه فيه نظام البشير أكبر تحد لحكمه منذ وصوله إلى السلطة قبل 30 عاما، مشيرة إلى أن الصور جاءت في وقت تحاول فيه الحكومة الروسية بناء علاقات تجارية وعسكرية وأمنية مع دول الساحل والصحراء الأفريقية.
وينقل التقرير عن مصادر المعارضة، قولها إن مرتزقة من الروس تابعين لشركة تعهدات أمنية تدعى «واغنر» ناشطون في السودان، ويقدمون الدعم والمشورة والتدريب العملي لقوات الأمن السودانية. وأشارت «التايمز» إلى أن الشرطة استخدمت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين في مدينة أم درمان، حيث كانت أكبر تظاهرة تنظم ضد النظام، وقتل خلالها ثلاثة أشخاص بالرصاص، بينهم طفل عمره 16 عاما. من جهتها نشرت مجلة «فورين بوليسي» مقالا للمعلقة السودانية المقيمة في لندن نسرين مالك، تتحدث فيه عن الانتفاضة السودانية ضد حكم البشير. وتقول مالك في مقالها، إن الانتفاضة الحالية تضم قطاعات المجتمع السوداني كله، وقد تؤدي إلى الإطاحة بالنظام كاملا، وتحت عنوان «هذه هي الانتفاضة التي طالما خاف منها الديكتاتور السوداني» في إشارة للرئيس البشير المتهم بارتكاب جرائم الحرب.
وتشير الكاتبة إلى أن «المواطنين السودانيين وفي مختلف مدن البلاد، بما فيها العاصمة الخرطوم، يقومون بالتظاهر ضد نظام البشير وحكومته، وهذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها البشير التظاهرات، إلا أن التظاهرات الحالية مختلفة؛ لأنها تعكس مختلف قطاعات المجتمع السوداني، وجاءت نتاجا تنظيم خطط له واندفاع عاطفي، وتمثل تهديدا على النظام». وتعلق مالك قائلة إن «هناك أرضية تاريخية طويلة وقصيرة للاحتجاجات، فالتاريخ الماضي يمتد على مدى ثلاثين عاما، فقد وصلت حكومة البشير إلى الحكم من خلال انقلاب عسكري عام 1989، وبهذا الاعتبار فهي الموضوع الرئيسي للمجتمع السوداني، خاصة أن مؤسسات الدولة التعليمية والثقافية والعسكرية والاقتصادية كلها سخرت لتمكين النظام البقاء في السلطة، والتأكد من احتكاره لوسائل الابتزاز الاقتصادي». وتلفت إلى أن «الوحشية والإهمال كانا وسيلتي النظام المفضلتين، بالإضافة إلى سياسة الأرض المحروقة لكل شكل من أشكال التعبير عن المظلومية، أيا كان المعارضون، المهمشون في دارفور، أم الصحفيون في الخرطوم، وتجاهلت الحكومة مساحات واسعة من السودان ومؤسساته، ولم يتم استثمارها، وتركت لتنهار من الإهمال، ويحمل المتظاهرون، الذين لا يتذكر الكثيرون منهم انقلاب عام 1989، على أكتافهم عبء ثلاثين عاما من النهب المستمر للدولة».
copy short url   نسخ
11/01/2019
1683