+ A
A -
د. عيسى محمد العميري
من يتتبع تسلسل سياسة دولة قطر منذ البدايات.. يلاحظ أنها كانت سياسة ناجحة وفعالة بكل المقاييس، وأثبتت تلك السياسة صدق الأقوال المقرونة بالأفعال؛ فعلى الصعيد المحلي كانت تجربة دولة قطر ناجحة وحققت نجاحاً في كل أنواع المعادلات التي يتطلبها بناء المجتمع الداخلي وتحقيق الرضا العام لدى الشعب.
وفي هذا الصدد حقق كل الحكام الذين تعاقبوا على حكم دولة قطر، منذ قديم الزمان، نجاحات تلو النجاحات في ريادة وقيادة سفينة الحكم إلى بر الأمان وصولاً إلى ما وصلت إليه دولة قطر في ما نشاهده حالياً من تطور هائل وتنمية حقيقية ونهضة شاملة في جميع مناحي الحياة المحلية فيها، واستثمرت الطاقات والإمكانيات المتاحة والثروات التي حباها الله بها؛ فكانت فعلاً إنجازاً رائعاً على الصعيد المحلي.
وعلى الصعيد الخليجي كانت دولة قطر سباقة في علاقاتها المميزة والراقية مع شقيقاتها من الدول الخليجية، وانكب حكام دولة قطر نحو أشقائهم في الخليج على جميع الصعد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وعززت من خلال مجلس التعاون الخليجي منذ بدايات إنشائه عززت دولة قطر إسهاماتها فيه.. بشكل جلي وواضح أعطى فيه الانطباع الدائم نحو العلاقة الطيبة والمباركة بينها وبين أشقائها الخليجيين.. وأيضاً يمكننا أن نرى نجاح السياسة القطرية في مجال آخر هو على الصعيد العربي ونحو أشقائها من الدول العربية فعززت وكرست تتويج سياساتها المميزة عبر علاقاتها الأخوية مع الدول العربية، بل وتجاوزت دولة قطر من خلالها حكامها الرشيدين منذ زمن بعيد العلاقات المعتادة في مثل ظروف التبادل التجاري والاقتصادي وخلافه.. ووصلت إلى آفاق العلاقات المتميزة والتي تحقق التكامل الشامل في العلاقات وعملت من خلال تلك الآفاق إلى الانتقال بسياستها وعلاقتها إلى حل المشاكل بين فرقاء متعددين وساهمت بالتوفيق بين وجهات النظر وترسية الاتفاقات التي تحقق صلاح الشعوب والدول ونجحت في اختصار الكثير من معاناة تلك الشعوب، والتي نجدها في كثير من الأمثلة ابتداءً بالسودان ولبنان وليبيا وغيرها من الدول العربية.
وأيضاً واستكمالاً لتلك السياسة وانتقالاً إلى الصعيد الدولي نجد أن دولة قطر وعبر سياسة حكامها الرشيدين حققت الكثير من الإنجازات والإسهامات التي كان من شأنها رفع اسم دولة قطر.. وكانت بذلك التوجه مثالاً يشار لها في جميع المحافل الدولية وتجري الإشادة بالجهود التي بذلتها للتوفيق بين المتخاصمين والمتحاربين في العديد من بؤر الخلاف في العالم، وساهمت بذلك في مساندة جهود الأمم المتحدة للتوفيق بين أعضائها.
ويمكننا أن نخلص إلى أن بعد النظر الذي لطالما تمتع به حكام دولة قطر على مر العصور والأزمان كانت له الأثر البالغ في إعلاء وسمو هذه الدولة الصغيرة من العالم، الكبيرة بما حققته وأنجزته في هذا السبيل وأصبحت تحقق النجاح تلو النجاح في السياسة وغيرها من المجالات الأخرى، وصارت مثلاً لكل الدول الصاعدة والساعية إلى تحقيق موقع متقدم في جميع مناحي الحياة.. والله ولي التوفيق.
{ كاتب كويتي
copy short url   نسخ
12/01/2019
3169