+ A
A -
عواصم– وكالات– بعد مائة يوم على جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، تستمر آلة القمع السعودية بالعمل بأعلى وتيرتها، ويواصل ولي عهد المملكة محمد بن سلمان الدفع قدماً بحملة قمع المعارضين، كما أنه لا يزال على اتصال منتظم بسعود القحطاني، مستشاره الإعلامي، والمتهم بأنه العقل المخطط والمدبر للجريمة.
هذا ما كشفته مصادر مطلعة سعودية وأميركية، لصحيفة «واشنطن بوست»، أمس الجمعة، والتي نقل كاتب التقرير، ديفيد اغناشيوس، عنها، تأكيدها أن بن سلمان، وبدلاً من تغيير سلوكه المندفع، أو إظهار إشارات بأنه تعلم الدرس من تداعيات قتل خاشقجي، كما كانت تأمل الإدارة الأميركية، يواصل كما يبدو أسلوب حكمه الاستبدادي، والحملة القاسية التي يشنها بحق المعارضين.
وتشير تقارير إعلاميه إلى أن الأمير محمد بن سلمان يمضي قدماً في حملاته ضد المعارضين، كما أنه لا يزال على تواصلٍ مستمر مع سعود القحطاني، المستشار الإعلامي الذي تعتقد وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية (CIA) أنَّه ساعد في ترتيب عملية مقتل خاشقجي، وذلك بحسب مصادر أميركية وسعودية.
ونقلت صحيفة The Washington Post الأميركية عن مصادر أميركية وسعودية قولها هذا الأسبوع إنَّ ولي العهد السعودي، يبدو مستمراً في نمط حكمه الاستبدادي وحملته القاسية ضد المعارضين، وهو بعيد عن تغيير سلوكه المتهور أو إصدار إشارات على أنَّه تعلَّم الدروس من قضية خاشقجي مثلما كانت تأمل إدارة الرئيس دونالد ترامب.
ويقول شخصٌ أميركيٌّ التقى حديثاً بمحمد بن سلمان: «على المستوى المحلي، يشعر بثقةٍ وسيطرةٍ كبيرتين. طالما كانت قاعدته بأمانٍ، يشعر ألا شيء يمكن أن يضره».
ووافقه الرأي أحد أكثر المتابعين للسعودية خبرةً في بريطانيا، فقال: «إنَّه غير نادمٍ بتاتاً على ما حدث. وهذا مصدر قلقٍ للحكومات الغربية».
ووفقاً لمصادر أميركية وسعودية، يتواصل محمد بن سلمان مع القحطاني ويستمر في الاستماع إلى مشورته. وأفاد أحد المصادر بأنَّ القحطاني التقى أيضاً في منزله بالرياض مؤخراً بكبار نوابه في مركز الدراسات والشؤون الإعلامية التابع للديوان الملكي، وهو مقر القيادة السيبرانية الذي كان يديره بُعَيد مقتل خاشقجي.
ويُشَاع أنَّ القحطاني قال لأعوانه السابقين: «إنَّهم يلقون باللوم عليَّ ويستخدمونني كبش فداءٍ».
ويقول الأميركي الذي التقى حديثاً بمحمد بن سلمان: «يملك القحطاني كثيراً من الملفات. وفكرة أنَّك تستطيع قطع علاقتك به تماماً أمرٌ غير واقعيّ». ويتفق معه شخصٌ سعوديٌّ مقرَّبٌ من الديوان الملكي، فقال: «ثمة أشياء كان (القحطاني) يعمل عليها وربما يتعين عليه إتمامها، أو تسليمها (لمن يخلفه)».
وتتسم الفيديوهات والمنشورات على الإنترنت في الحملة الجديدة بالطابع الاحترافي ذاته الذي تتميز به الاستوديوهات الإعلامية العصرية في دبي.
ووفقاً لمصدرٍ سعوديٍّ، سافر القحطاني مؤخراً مرتين إلى دولة الإمارات، مع أنَّه يُفترَض أن يكون رهن الإقامة الجبرية في الرياض.
في غضون ذلك أشاد كاتب ومؤلف أميركي معروف بالصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي قتل في قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع أكتوبر الماضي، ودعا لضرورة تحميل المسؤولية لقتلته.
وفي مقابلة مع شبكة سي إن إن الأميركية، قال الكاتب الحائز على جائزة بوليتزر لورنس رايت: «أعتقد أن خاشقجي رمز وشهيد، ولكن فلنحاول أن نحمل مسؤولية هذا القتل لأحد»، متسائلاً: «أي حريات أخرى ستتعرض للخطر في ظل انتشار القمع؟».
وأكد الكاتب الأميركي ضرورة «تحميل أحد مسؤولية مقتل خاشقجي، وأوضح: القليل فقط من قضايا مقتل صحفيين وإعلاميين تم تحميل المسؤولية فيها لأحد، وقضية خاشقجي واحدة بين العديد من القضايا، ولكن إن لم يحمل أحد المسؤولية في جريمة قتله، فمن سيكون في أمان؟
copy short url   نسخ
12/01/2019
13413