+ A
A -
كتب – مفيد القاضي
انطلقت، أمس، فعاليات المؤتمر الثالث لطب طوارئ الأطفال، والذي تنظمه مؤسسة حمد الطبية بالشراكة مع مركز سدرة للطب، ويناقش على مدى ثلاثة أيام، الإرشادات الطبية المتبعة في التعامل مع الحالات الطارئة لدى الأطفال مع التركيز على استعراض العديد من الأبحاث العلمية حول المعايير العالمية في التعامل مع الحالات والطارئة وتشخيصها والاطلاع على ما هو جديد في مجال طوارئ الأطفال على المستوى الدولي.
ويبحث المؤتمر الذي يشارك فيه، نحو 600 من الكوادر الطبية والتمريضية والمتخصصين في طوارئ الأطفال، الأبحاث التي تم نشرها والتي تختص بالحالات الطارئة وتشخيصها وهو يعتبر شيئاً جديداً في طوارئ الأطفال ويساعد جداً في علاج كثير من الحالات التي تراجع قسم طواري الأطفال.
الأنفلونزا الموسمية
وقال الدكتور محمد العامري، استشاري أول ومدير طوارئ الأطفال في مؤسسة حمد الطبية: إن المؤتمر هو الثالث من نوعه الذي يعقد في قطر ويتم تنظيمه بالشراكة بين مؤسسة حمد الطبية ومركز سدرة للطب من خلال قسم طوارئ الأطفال في كل منهما، لافتاً إلى أن نسخة هذا العام شهدت إقبالاً كبيراً من جانب المشاركين من الأطباء وكوادر التمريض، حيث قام أكثر من 600 مشارك بالتسجيل في المؤتمر، موضحاً أن المؤتمر يوفر 20 نقطة تعليمية في إطار التعليم الطبي المستمر.
ولفت إلى أن المؤتمر، الذي يعقد على مدار 3 أيام، يركز على الموضوعات التي تخص طوارئ الأطفال والجديد في هذا التخصص والحرص على تحديث الإرشادات الطبية التي يتم العمل بها في هذا الإطار وذلك من خلال المحاضرات التي يوفرها المؤتمر من قبل المحاضرين الخبراء من داخل وخارج قطر.
وتابع إن المؤتمر يركز أيضاً على الأبحاث العلمية التي تم نشرها حول أحدث المعايير العالمية للحالات الطارئة وتشخيصها والاطلاع على كل ما هو جديد في طوارئ الأطفال على مستوى العالم.. وأشار إلى أن هناك تنسيقاً مستمراً ومتماسكاً بين طوارئ الأطفال في كل من مؤسسة حمد الطبية وبين مركز سدرة للطب، موضحاً أن طوارئ أطفال مؤسسة حمد الطبية تقوم بتحويل العديد من الحالات إلى مركز سدرة في إطار التكامل والتنسيق بين القسمين.
وأوضح أن مؤسسة حمد الطبية قدمت مجموعة من المحاضرات العديدة خلال المؤتمر وأبرزها هو علاج ارتفاع الحرارة عند الأطفال وكيفية التعامل الأمثل مع الحالات من حيث التشخيص وسرعة التدخل العلاجي، بالإضافة إلى التركيز على حالات التشنج الحراري عند الأطفال وتقييم الفائدة من التطعيمات عند الأطفال في انخفاض الإصابة بالتهابات السحايا عند الأطفال والتهابات البكتيريا الحادة.
ولفت إلى أن من بين الأبحاث التي تم عرضها في المؤتمر من خلال مؤسسة حمد الطبية هو العلاقة بين نقص فيتامين «د» وبين زيادة الإصابة بنوبات الربو وحدتها، موضحاً أن البحث أثبت أن هناك علاقة وثيقة بين الأمرين وقد تم نشر هذا البحث في أكبر المجلات والدوريات العلمية في العالم، مضيفاً أن البحث أثبت أن علاج نقص فيتامين «د» عند المصابين بالربو يقلل عدد الزيارات الطبية للمركز الصحي أو المستشفى بسبب نوبات الربو.
وأضاف أن من بين المحاضرات التي تم التركيز عليها خلال المؤتمر محاضرة حول الأخطاء التي يمكن أن تحدث في كتابة الوصفات الدوائية، حيث تم استعراض بعض الأخطاء الطبية على مستوى العالم وكيف قامت الأنظمة الطبية على مستوى العالم في تطوير نفسها للحد من الأخطاء من خلال مواصفات خاصة لكتابة الوصفات الطبية والجرعات الدوائية.
ولفت إلى أنه في الوقت الحالي هناك نظام إلكتروني يضمن عدم الخطأ في كتابة الدواء، مشيراً إلى أنه في حال كتابة الدواء بطريقة خاطئة من قبل الطبيب فإنه يتم اكتشافه من خلال الصيدلي ويكون له الحق في مراجعة الطبيب وتعديل الدواء ويكون هناك تعاون بين الطرفين في هذا الأمر، مشيراً إلى أن هناك نظاماً للتبليغ الإلكتروني عن أي أخطاء وذلك بهدف تطوير النظام بشكل مستمر.
وأشار د. العامري إلى أنه بالنسبة لأقسام طوارئ الأطفال في مؤسسة حمد الطية، فهي تستقبل أكثر من نصف مليون مراجع سنوياً في كل من طوارئ السد والريان والمطار والظعاين والشمال.
وأوضح د. العامري، أنه خلال شهر نوفمبر الماضي كانت هناك زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بالأنفلونزا الموسمية بين الأطفال، حيث وصلت أعداد المراجعين في طوارئ السد 1760حالة في اليوم وفى طوارئ الريان 900 حالة وفى المطار 350 حالة والظعاين 230 حالة، موضحاً أن هذه الموجه انتهت والحمدلله وعادت أرقام المصابين إلى الوضع الطبيعي وهو 900 مريض في السد يوميا و500 في الريان و200 حالة في المطار و150 في الظعاين.
وتابع: إنه بعد افتتاح طوارئ سدرة للأطفال أصبح هناك تنسيق معها بحيث تقوم طوارئ الأطفال بمؤسسة حمد الطبية بعمل تحويل حالات الجروح والإصابات مباشرة إلى مركز سدرة للطب بدلاً من تحويلها إلى مستشفى حمد، كما كان يحدث بالسابق، ولفت إلى أن خدمة الإسعاف تقوم أيضاً بنقل الإثابات والجروح إلى سدرة للطب مباشرة.
وأكد د. العامري أنه يتم العمل حالياً على مشروع للربط الإلكتروني بين طوارئ الأطفال في مؤسسة حمد الطبية وبين مركز سدرة للطب، مشيراً إلى أن حالات التحويل في الوقت الحالي يتم التعامل معها ورقيا وليس إلكترونياً، موضحاً أن طوارئ الأطفال في حمد الطبية تقوم بتحويل حوالي 60 حالة إصابات وجروح يومياً إلى طوارئ سدرة للطب.
وأضاف أن أكثر الأمراض انتشاراً بين الأطفال أقسام الطوارئ هي ارتفاع درجات الحرارة أو إصابات الجهاز التنفسي العلوي مثل الرشح والزكام والتهاب اللوزتين والتهابات الأذن الوسطى أو حالات النزلات المعوية وحالات التشنجات وغيرها.
وأوضح أن القضاء على شكوى طول الانتظار في طوارئ الأطفال لن يتم القضاء عليها تماماً إلا من خلال وعي المراجعين بضرورة ذهاب الحالات العادية والبسيطة إلى المراكز الصحية لافتاً إلى أن الأولوية في مراكز الطوارئ للحالات العاجلة وأن هناك خمس تصنيفات للحالات منها الفئة الأولى وهي حالات التشنجات وتوقف القلب والإغماء.
وقال إن هذه الحالات يتم علاجها على الفور أما الدرجة الثانية فهي حالات الربو ويتم علاجها خلال 15 دقيقة، أما حالات التصنيف الثالث فهي للأطفال حديثي الولادة ويتم توفير العلاج لهم خلال 30 دقيقة على الأكثر، وذلك لأن هذه الحالات تكون أكثر عرضة للعدوى نتيجة ضعف جهاز المناعة، موضحا أنه بالنسبة لحالات الزكام والرشح واللوزتين فهي حالات ضمن التصنيفين الرابع والخامس ويمكنها الانتظار ولا يمكن تقديمها على الحالات الأخرى الطارئة في أي مكان في العالم، موضحا في الوقت نفسه أن متوسط الانتظار لفحص المرضى في طوارئ الأطفال يسير في المعدل العالمي.
تبادل الخبرات
من جانبه، أكد د. خالد اليافعي، رئيس قسم المعلومات الطبية في سدرة للطب، أن أهمية المؤتمر تكمن في مناقشة أحدث التوصيات الطبية في مجال طب طوارئ الأطفال وذلك من خلال تبادل الخبرات ومناقشة الكثير من الموضوعات بمشاركة خبراء من دول عديدة.
ولفت إلى أن المؤتمر ناقش أيضاً أحدث الأبحاث وطرق العلاج في طرق علاج الحالات الطارئة في طوارئ الأطفال من خلال التركيز على نوعيات الحالات وطرق التشخيص والعلاجات الجديدة مما يجعل طب طوارئ الأطفال مسايراً لنظيره على مستوى العالم المتطور.
وأوضح أن من بين الموضوعات التي ركز عليها المؤتمر هي طرق وسرعة تشخيص الحالات الطارئة للمصابين بحيث يتم توفير الخدمة بشكل سريع ومتطور، مؤكداً أن هناك طرق معتمدة يتم اتباعها في تصنيف المرضى في الطوارئ بحيث يسير الخط العلاجي بشكل تدريجي وتلقائي.
وأشار إلى أن طوارئ الأطفال في سدرة للطب تستقبل حالياً ما يقرب من 300 حالة يومياً ويتم توفير الخدمة الطبية بشكل مجاني أما بالنسبة للحالات غير العاجلة ويمكن علاجها في أماكن أخرى فإنه يتم تخيير ولى الأمر بين العلاج في سدرة نظير مقابل مادي أو عدم العلاج في سدرة والتوجه إلى مكان آخر يوفر الخدمة الطبية المطلوبة.
وحول مسألة انتقال عدوى تباعد المواعيد وانتقالها إلى سدرة للطب، قال د. اليافعي: إنه لا يسمي ذلك عدوى ولكنه يراه تحديا بسبب زيادة أعداد المراجعين في سدرة بعد انتقال الخدمات من حمد الطبية إلى سدرة للطب موضحا ان هناك فريق متخصص يقوم بالتواصل مع المراجعين لمساعدتهم في المواعيد التي يتم تسجيلها بشكل إلكتروني من خلال القسم المختص بالمريض، حيث إن هذا القسم يقوم بتصنيف الحالات ووضع الموعد المناسب وفى حال شعور المراجعين بتباعد المواعيد فإنه يمكنهم التواصل مع فريق خبرات المريض والعمل على وضع الموعد المناسب.
وأوضح أنه في حال استقبال سدرة للطب لأي حالات تعرضت لانتهاكات جسدية أو نفسيه فإنه يتم التواصل مع الجهات المعنية من خلال مكتب التأهيل الاجتماعي الذي لديه مكتب خاص في سدرة للتعامل مع هذه الحالات أو من خلال التواصل مع الأخصائية الاجتماعية أو إبلاغ الشرطة في حال التأكد من حدوث التعرض للعنف.
copy short url   نسخ
13/01/2019
2138