+ A
A -
فلسطين- الوطن- أمين بركة
يؤكد متابعون ومحللون سياسيون عرب أن عقد الجولة الثانية من الحوار الإستراتيجي بين قطر والولايات المتحدة الأميركية يمثل صفعة مؤلمة على وجه دول الحصار الأربع، بالإضافة إلى أنه يفند الاتهامات الباطلة التي دأبت هذه الدول على ترديدها بحق الدوحة.
ونبهوا خلال أحاديث منفصلة لـ الوطن إلى أن تركيز الحوار على الشراكة بين البلدين لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب، والتنسيق السياسي حول مختلف القضايا، أمر مهم في هذا التوقيت لا سيما في ظل الجهود التي تبذل من أجل مكافحة التطرف والإرهاب، وأيضاً في ظل الحروب الداخلية التي تتعرض لها المنطقة العربية.
وفي هذا الصدد، نبه المحلل السياسي محمد شاهين أن عقد الجولة الثانية من الحوار الإستراتيجي بين قطر والولايات المتحدة، أمر في غاية الأهمية، كما أنه يفشل كل المخططات التي كانت تحيكها دول الحصار الأربع ضد دولة قطر، منوهاً إلى أن تركيز الجولة الثانية على الشراكة في مجال مكافحة الإرهاب، والتنسيق السياسي حول مختلف القضايا يحقق إنجازات نوعية لكلا الطرفين.
وبين شاهين أنه وعلى الرغم، مما تتعرض له الدوحة من حملات شيطنة مقصودة من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر، فإن دولة قطر تحت قيادة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، خرجت أكثر قوةً وصلابةً وخير دليل على ذلك النجاح في عقد الجولة الثانية من الحوار الإستراتيجي القطري الأميركي الذي حقق إنجازات نوعية في عدة مجالات.. وشدد على الأهمية الكبيرة للجولة الثانية من الحوار الإستراتيجي بين الدوحة وواشنطن في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة العربية.
دور مميز للدوحة
من ناحيتها، شددت الناشطة سجود محمد على أهمية تعزيز العلاقة بين واشنطن والدوحة لا سيما في مكافحة الإرهاب والتطرف ودعم عملية السلام بالشرق الأوسط والوساطة بين الفرقاء في أفغانستان.. متطرقة إلى تصريحات وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني التي أكد خلالها أن الدورة الثانية للحوار الإستراتيجي القطري-الأميركي تمثل فرصة لاستكمال ما تم إنجازه بين البلدين، وأن «هناك جهوداً قطرية- أميركية مشتركة لدعم عملية السلام بالشرق الأوسط والوساطة بين الفرقاء في أفغانستان»، بالإضافة إلى إشارته إلى أن قطر تتبادل مع أميركا وجهات النظر بشأن الأزمات الراهنة بالمنطقة والأوضاع في سوريا والعراق ومكافحة الإرهاب.
وأشادت محمد بالدور المميز الذي تقوم به دولة قطر من أجل إنهاء الأزمات الراهنة التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط وهو الأمر الذي أربك دول الحصار الأربع ضد قطر وجعلها تكيل الاتهامات والأكاذيب بحق قطر في محاولة لإفشال هذا الدور.
وأشارت إلى أن السعودية وتوابعها تعيش أزمة كبيرة لا سيما بعيد اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، في حين أن دولة قطر تبني النجاحات تلو النجاحات وأن عقد النسخة الثانية من الحوار الإستراتيجي بين واشنطن والدوحة خير دليل على ذلك.
وختمت محمد حديثها بالقول: «إن عقد هذه الجولة أمر في غاية الأهمية لا سيما أن اللقاء يصدم دول الحصار ويفند اتهاماتها وأكاذيبها بحق قطر؛ حيث إن هذه الدول الأربع عملت ليل نهار من أجل ربط قطر بتهمة الإرهاب والتطرف وتشويه صورتها في العالم».
ينسف إدعاءات دول الحصار
من جهته، أكد الناشط محمد عبيد أن الجولة الثانية من الحوار الإستراتيجي بين الولايات المتحدة الأميركية ودولة قطر ينسف كل إدعاءات وأكاذيب دول الحصار بحق الدوحة، كما أنه يوجه رسالة لهذه الدول بأن واشنطن حريصة على تعزيز علاقاتها مع قطر بشكل كبير وأعمق.
وقال: «إن النجاح في عقد الجولة الثانية من الحوار الإستراتيجي مثل ضربة قوية وفشل جديد للسعودية والبحرين والإمارات ومصر في مواجهة قطر، خاصة أن نتائجه تدلل على أن واشنطن تدرك بقوة أن الإدعاءات التي توجهها هذه الدول الأربع إلى الدوحة هي باطلة وغير صحيحة ولا تستند إلى أدلة، ويثبت للجميع بأن دولة قطر شريك مهم في محاربة الإرهاب والتطرف، لا سيما أن هذه الدول كانت تقود حملة دعاية كبيرة في الغرب من أجل شيطنة دولة قطر من خلال تروج أكاذيب لا أساس لها من الصحة؛ لكنها فشلت في ذلك بسبب الوعي الكبير الذي تمتلكه معظم شعوب العالم، بالإضافة إلى الدبلوماسية القطرية التي نجحت نجاحا مبهرا في دحض جميع هذه الأكاذيب».
وتابع عبيد «إن الدوحة تمكنت من فضح الدول الأربع التي كانت تريد في الأساس النيل من سيادتها، وأيضاً تجاوزت الحصار المفروض عليها، بفضل التوجيهات الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، كما أنها تمكنت من استقطاب استثمارات أجنبية خلال فترة الحصار بما يدعم الاقتصاد القطري».
ونوه عبيد إلى أن عقد الحوار الإستراتيجي يحقق نقلة نوعية يمكن الاستفادة منها في تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين بما يعود بالفائدة على اقتصاد واشنطن والدوحة، وأنه سيترك تأثيرات إيجابية كبيرة على التطورات التي تشهدها المنطقة سواء فيما يتعلق بالأحداث المؤسفة في بعض الدول العربية أو فيما يخص الأزمة الخليجية، مشيراً إلى أنه ربما تشهد الفترة القادمة تراجع في مواقف دول الحصار الأربع، فيما يخص الأزمة مع قطر، وقد نشهد جلوس دول الحصار على طاولة الحوار، الأمر الذي يمثل انتصاراً كبيراً لقطر التي ظلت مصرة على أن حل المشاكل العالقة بين الأشقاء يكون عن طريق الحوار وليس فرض الحصار وقطع العلاقات، وأن هذا الحوار يؤكد الأهمية الإستراتيجية الكبيرة التي تمتلكها دولة قطر في المنطقة العربية بشكل خاص والعالم اجمع بشكل عام، وأنه يمكن لقطر أن تساهم مساهمة كبيرة في عودة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط من خلال العمل على حل بعض الإشكاليات الموجودة، وأنه يجب على دول الحصار الأربع مراجعة مواقفها السلبية في المنطقة لا سيما حربها في اليمن ومواقفها بحق قضية فلسطين وبحق ثورة الشعب السوري وعليها فك الحصار عن قطر، كما أنه على هذه الدول أن تبادر بالجلوس على طاولة الحوار بأسرع وقت ممكن ما من شأنه المساهمة في حل المشكلات الراهنة التي تشهدها المنطقة العربية.
copy short url   نسخ
16/01/2019
754