+ A
A -
{ تصوير - ناصرحسنكتب- محمد الربيعازدان «أنيما جاليري» في اللؤلؤة بأعمال الفنان التشكيلي السوري همام السيد في معرضه الفردي «صوت الصمت»، الذي يجمع بين اللوحة والمنحوته والمخططات الأولي للأعمال.
يعكس المعرض أحوال «المواطن» صفر، الذي استلهم شخصيته من الشاعروالدرامي الراحل محمد الماغوط بقلنسوته الشهيرة، ومن موقفه الدرامي والجمالي الساخر،الذي وصفته الناقدة زلفة حلبي بقولها«وفي حين أن السيد يرسم»المواطن رقم صفر«مشوهاً مراراً وتكراراً، إلا إنه يرسمه بعناية واهتمام بالغ، مع كل تظليل متوازٍ ورسمًا للحدود، لاحظ كيف يُسقط الضوء على وجه الشخصية، تاركًا تناقضًا قاسيًا بين الضوء والظلام.»،حيث «تهوي رأسه الضخم غير المتناسقة الأبعاد على كتفيه الهزيلين، هذه الرأس التي تستحوذ على ثلث جسده إذا ما قورنت بما تبقى منه، يطوي كفيه المتضائلين في ارتباك في جيب سرواله الأزرق، أما عن قدميه فهما متجهتان إلى الداخل رغم وقوفه على كومة من البيض، تنسدل قلنسوته على وجهه تاركة لعين واحدة مكشوفة. لكنه ما زال قادراً على النظر من خلال الإطار، ويبدو على وجهه نظرة خالية من التعبير وشفتيه مذمومتين وكأنه على وشك الزفير.
يقول همام السيد: استلهمت شخصية «المواطن صفر» عاكسا بها رمزية المواطن في العالم العربي والعالم الثالث عموما، فتشريحيا هو شخصية لها علاقة بالبيئة ومحيطها الانساني، وهو رهينة لهذا الواقع وهو «مكبوس» ومحاصر بالممنوعات.ومنذ عام 2007 تأثرت بشخصية ورؤى الشاعر والدرامي الراحل الكبير محمد الماغوط، وحاولت استلهام روح عمله وموقفه الجمالي والوجودي وتحويله إلى لوحات.
ويضيف السيد: المواطنة، كلمة حقوقية كبيرة، تعني الدستور والحقوق والواجبات، والكرامة هي مفتاح كل شي في العالم، وهي التي تحدد مستوى الإنسان الثقافي والوجودي. ويلخص السيد المواطن صفر بأنه كائن مقزم، ويقول ان الهجرة التي يعالجها في لوحاته ليست الهجرة المباشرة، بل هي هجرة داخل الذات والوجود الداخلي للانسان. تقول السيدة غادة الشولي مؤسسة أنيما جاليري: هذا معرض يحكي الوجع العربي والانساني بلغة الابداع، يجد فيه كل إنسان من العالم الثالث ومناطق مختلفة من العالم ملمحا من أوجاعه، والتجربة الفنية لهمام السيد تجمع بين رقي الأسلوب وانسانية الرسالة.
copy short url   نسخ
16/01/2019
1437