+ A
A -
كتب- جليل العبودي
يدافع المنتخب الوطني، اليوم، عن صدارته للمجموعة الخامسة عندما يلتقي نظيره السعودي في آخر صراع الصدارة لها عندما يلتقيان بالساعة السابعة مساء؛ حيث سيلعب الادعم بفرصتي الفوز والتعادل ليبقى على رأس المجموعة ويكمل مشواره في الدور 16 في أبوظبي الذي سيلعب مباراته الأولى فيها أمام السعودي؛ حيث إن الفوز والتعادل يجعله في القمة، ولكن الأدعم لا ينظر إلى التعادل، بل سيلعب من اجل الفوز وحصد العلامة الكاملة بعد أن فاز في مباراتيه السابقتين أمام اللبناني والكوري الشمالي، إلا أن القمة الكروية بين الطرفين لها حساب خاص من الناحية الفنية والتي ستتجلى عبر التعامل التكتيكي وأيضاً الجانب النفسي الذي يتمتع به لاعبو الأدعم من خلال الروحية العالية التي يتمتعون بها وإصرارهم على مواصلة المشوار بذات النسق الذي بدؤوا به البطولة.
بلا شك أن كلاً من سانشيز مدرب الادعم وبيتزي الأرجنتيني مدرب السعودي قد درسا خطوط بعضهما جيداً، لاسيما أنهما حققا نتائج جيدة في مباريات المجموعة الخامسة، وأشرطة المباراتين اللتين خاضهما الفريقان متاحة أو أن كلاً منهما رصد الآخر في الملعب ودون ملاحظاته، إلا أن الأمر يبقى مرهوناً بما سيكون عليه الأداء والعطاء والتطبيق للتكتيك المتبع في الملعب، ومن ينجح في تعطيل مصادر الخطر لدى الآخر ويمسك بزمام المبادرة يمكن أن يكون هو الأقرب إلى خطف الفوز.
إن الادعم يعد احد اصغر المنتخبات سناً في البطولة، ولديه مجموعة من الشباب التي امتزجت بالخبرة الموجود والتي ساهمت في اختمار الخبرة لديهم وهو ما يجعلهم شعلة من نشاط في الملعب عبر التنفيذ الجيد لمتطلبات المدرب سانشيز، ومع أن المباراة تحدد الصدارة فقط بعد أن ضمن الطرفان التأهل إلى الدور 16، إلا أن ذلك لا يمكن أن يقلل من الحماس والتطلع إلى حصد نقاط المباراة كون ذلك يسهم في أن يبقى الادعم في أبوظبي وسيكون أكثر جاهزية لمن سيأتيه في الجولة 16 وهو بلا شك أفضل من أن نذهب كوصيف، ومن يريد أن يصل إلى أبعد نقطة في البطولة عليه أن يبحث عن الفوز وأن يتعامل بواقعية وجدية مع أي طرف قادم إليه، وهو ما يسهم في رفع الروح ويعزز من التطلع للأمام.
خطوط الفريقين والبحث عن طريق المرمى
إن أهم شيء يبحث عنه أي منتخب في المباريات الرسمية أن يحقق نتائج إيجابية وبالطريقة التي تجعل الأداء منضبطاً والتطبيق سليماً بما يخدم المنتخب، وهذا ما سيقوم به المدرب سانشيز مع التشكيلة التي يراها قادرة على التمثيل الذي يطمح إليه، مع بقاء خيارات التبديل محدودة.
وإذا كان خط الهجوم يمثل قلقاً للسعودي ودفاعه فإن ذلك نابع من كونه خرج بأهداف وفيرة مع المنافسين وضرب الدفاعات بقوة، من خلال المعز والهيدوس وأكرم الذي نتمنى أن يكون جاهزا بعد أن شعر بعد المباراة السابقة بألم خفيف في العضلة الخلفية، وهو ما يمثل تحدياً للخط الخلفي السعودي المتوقع أن يتألف من آل فتيل ومحمد بريك وحمدان الشمراني والبليهي، وبالتأكيد فإن خط الدفاع سيكون منضبطاً تكتيكياً وهو يواجه خط الهجوم السعودي ومن المتوقع أن يقوده الشابان بسام وطارق ومعهما عبدالكريم وبيدور، والنجاح في تطبيق التنظيم الدفاعي أمام الهجوم السعودي من خلال التكتيك كما قلنا يؤمن منطقتنا الخطرة.
صراع الوسط
أما في الوسط فإن المعركة ستكون على أشدها بين خطي المنتخبين الادعم والسعودي بوجود بعض اللاعبين في منطقة العمليات وستدور عملية التحدي بالوسط من قبل وسطنا الذي يمكن أن يقوده بوعلام ومادبو وحاتم أو كريم بوضيف، ومن دون شك فإن من يجيد الإمساك على منطقة العمليات سيكون الأقرب إلى فرض أسلوبه في المباراة ومن ثم يكون اكثر توازناً من خصمه، لاسيما أن المدربين يراهنان على منطقة الوسط وما فيها من لاعبين ويمكن أن يضم وسط السعودي كلاً من عطيف والقهوجي والبيشي وهي أسماء معروفة لدينا ويعرف وسطنا كيف يتعامل معها.
القمة والتحدي الكبير
تمثل مباراة اليوم تحدياً كبيراً للمدربين سانشيز وبيتزي وسيحاول كل منهما أن يوصل أسلوبه إلى لاعبيه وترسيخ التكتيك المناسب سواء من حيث الاختراق من العمق أو اللعب من الجانب والتوغل ثم التمرير إلى المنطقة الخطرة في محاولة لاستثمار بعض اللاعبين في صفوفه الذين يتمتعون باستخدام الكرات الرأسية وأيضاً توظيف الإمكانيات البدنية، وإذا كان الادعم يمتاز بالأداء المهاري ومحاولة توظيف ذلك في الإطار الجماعي فإن السعودي هو الآخر يمتاز في ضبط الأداء في منطقة العمليات بتوظيف المهارات الفردية في إطار الأداء الجماعي واستغلال سرعة الأطراف لتمرير الكرات الجانبية، وسانشيز يعرف جيداً إمكانيات الفريق السعودي، وسيحاول أن يجد الأسلوب الأمثل الذي يمكن أن يتواجه فيه وفي ضوء ما هو متاح ومتوافر لديه من لاعبين والتعامل بكل واقعية لاسيما أن الفريق السعودي لا يختلف كثيراً عن الفرق الأخرى سواء من الناحية الفنية والمهارية، وحتماً للمدرب أن يضع استراتيجية المواجهة من خلال رصده لمصادر الخطورة في صفوف الخصم وإيجاد الحلول لها من خلال وضع تلك الخطورة تحت الرقابة وأيضاً التركيز على التنظيم الدفاعي في التعامل مع هجوم الخصم والبناء السليم للهجوم المقابل وبالطريقة السلسة بين خطوط المنتخب الثلاثة.
وسيلعب الادعم بالطريقة الأنسب التي يمكن أن تطور في المباراة وحسب حاجة الفريق إليه وقد ينظر المدرب إلى البحث عن الفوز لذا سيلعب الأسلوب الذي تدرب عليه وسيلجأ فيه إلى الأسلوب الضاغط على الخصم من خلال الاندفاع للأمام، وأيضاً الاحتراس الدفاعي والضغط على الخصم وعدم ترك أي فراغات يمكن أن تحصل في ساحته يستغلها.
copy short url   نسخ
17/01/2019
1521