+ A
A -
الدوحة - الوطن
في إطار تعزيز مؤسسة الرعاية الصحية الأولية لصحة الأبدان باعتبار التمارين الرياضية العنصر الفعّال للحد من الأمراض وبالأخص مرض السكري، اشار الدكتور أنيس اليافعي أخصائي المعافاة وطب المجتمع بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية بأنّ ممارسة الرياضة بشكل يومي إحدى الوسائل الناجعة في تنظيم مخزون السكر التراكمي أو معدّل (HbA1c%) لدى أكثر من 95% من مرضى السكري، وهذا هو المؤشر الطبيعي الذي من شأنه تأخير حدوث مضاعفات السكر التي منها أمراض الشرايين التاجية للقلب وهي السبب الأول للوفاة في قطر والعالم، وكذلك من مضاعفات مرض السكري أمراض الكلى ومنها الفشل الكلوي، أمراض شبكية وعدسة العين التي قد تؤدي للعمى، أمراض قصور الدورة الدموية الطرفية وغيرها.
ونوه د. اليافعي بأنّه لا يقتصر تأثير الرياضة على عملية تنظيم السكر بل إنّ للرياضة دورًا بارزًا في الحد من الأعراض المرضية المُصاحبة لهذا المرض، فالرياضة اليومية تُساهم في التقليل من الإصابة بارتفاع الدهون في الدم كالكوليسترول وارتفاع ضغط الدم، فضلا عن دور الرياضة في المحافظة على الوزن وخفض معدلات السمنة والحد من الأمراض النفسية التي قد يُصاب بها مريض السكري كالاكتئاب والقلق.
وأضاف د. اليافعي إلى أنّه على مرضى السكر تخصيص ساعة للمشي بمعدّل 60 دقيقة يوميًا لمدة خمسة أيام أسبوعيًا، ويتم المشي بسرعة متوسطة ليتسنّى حرق سعرات حرارية كافية ويتيح للسكر الفائض في الدم بدخول الخلايا من دون مساعدة الأنسولين أو الأدوية التقليدية، كما أنّ المزج ما بين التمارين الرياضية يقلل من المضاعفات الخطيرة لمرض السكر، هذا وينصح بأن على مرضى السكر عند البدء ببرنامج رياضي التأكد من معدّل مستويات السكر في الدم، حيث إنّ أصحاب المعدل السكري التراكمي المرتفع لا يُستحسن لهم البدء ببرنامج رياضي متعدد الحركات يجمع ما بين التمارين الهوائية وتمارين الضغط إلا بعد التأكد من سلامتهم وفق معايير الصحة والسلامة المتعارف عليها طبيًا؛ لأنّ مرضى السكر غير المنتظم لفترات طويلة أكثر عُرضة للإصابة بمضاعفات في القلب بعد ممارستهم لتمارين رياضية مُجهدة.
وأشار د. اليافعي إلى أنّ الفوائد الناتجة عن ممارسة الرياضة لمرضى السكري كثيرة ومتعددة منها: المحافظة على نسبة السكر في الدم في الإطار الطبيعي لفترات طويلة، وتحسين أداء وصول الدم لمختلف الأعضاء الحيوية بالجسم لاسيما الأطراف السفلية كالقدمين والتي تكون عُرضة للإصابة بالجروح التي يصعب التئامها، فقد أثبتت نتائج الدراسات بأنّ 70% من ممارسي الرياضة اليومية من مرضى السكر لا يعانون من إصابات القدم السكري وبالتالي ليسوا بحاجة إلى إجراء عمليات البتر التي يُقطَع فيها جزء من القدم، وممّا للرياضة أكبر الأثر في توسيع الشعب الهوائية ونحسين أداء الرئتين وآلية وصول الأكسجين والتخلص من ثاني أكسيد الكربون، فضلا عن زيادة قوة العضلات والأربطة وتقوية العظام والغضاريف والوقاية من هشاشة العظام، ناهيك عن أنّ الأبحاث قد أكدت فعالية الرياضة متساوية مع تأثير الدوية التقليدية لعلاج الاكتئاب والقلق.
واختتم د. اليافعي حديثه بأنّ عملية تقليل السكر في الدم هو نتاج عوامل متعددة كاتباع تعليمات الطبيب المُعالج واتباع الحمية الغذائية الخاصة بمرضى السكري وتعلّم آليات ووسائل التقليل من الضغوط والتحكم بالانفعالات، والنوم الكافي والالتزام بالخطة العلاجية بتعلم وسائل مراقبة السكري وتسجيل مستويات السكر في الدم، وتناول الأدوية بانتظام والإقلاع عن التدخين وأخيرًا ممارسة الرياضة بانتظام.
copy short url   نسخ
11/02/2019
393