+ A
A -
عبدالله العودة نجل الداعية السعودي الشيخ سلمان العودة
يعمل أبي سلمان العودة (61 سنة) أستاذا للشريعة الإسلامية في السعودية. وهو صاحب فكر إصلاحي يؤمن بأن أحكام الشريعة الإسلامية القائمة على القرآن الكريم تكرس احتراماً أفضل لحقوق الإنسان. يتمتع بقدر كبير من الانتشار، حتى إن عدد متابعيه على موقع تويتر يزيد على 14 مليونا. وهو معتقل في حبس انفرادي في سجون النظام السعودي منذ 2017.
كل ما فعله أنه رفض الحصار الرباعي الظالم الذي فرض على قطر في يونيو 2014. ووضع تغريدة على حسابه على موقع تويتر، في 10 سبتمبر 2017، تناول فيها الحصار بشكل غير مباشر وعبر عن رغبته في المصالحة بين الأشقاء.
وبعد ساعات من نشر التغريدة، داهم فريق من الأمن السعودي منزلنا في الرياض، واقتادوا أبي إلى مكان مجهول وصادروا بعض الحواسب المحمولة.
الواضح، أن السلطات السعودية أصابها الغضب من جراء هذه التغريدة، واعتبرتها عملاً إجرامياً. وقال له المحققون إن وقوفه على الحياد وامتناعه عن تأييد موقف الحكومة السعودية جريمة تستحق العقاب. وهو حالياً رهن الحبس الانفرادي في سجن الدهبان في جدة. وكان يعذب في القيود والأغلال لعدة شهور ومحروما من النوم والرعاية الطبية، ويتكرر استجوابه في أي وقت على مدار الليل والنهار. ومن جراء المعاملة غير الإنسانية أصيب بارتفاع في ضغط الدم والكوليسترول، واضطرت إدارة السجن لنقله إلى المستشفى بعد تدهور حالته. وحتى بدء محاكمته بعد اعتقاله بعام كامل لم تسمح له بالاتصال بمحاميه.
وفي الرابع من سبتمبر الماضي، عقدت جلسة محاكمة سرية لأبي، وجه إليه خلالها طوفان من الاتهامات، مثل: تكدير السلم العام، وتحريض الشعب ضد الحاكم، والدعوة لتغيير الحكومة، وتأييد الثورات العربية، والحديث عن اعتقالات عشوائية، وقمع حرية الحديث، وحيازة كتب محظورة، ووصف الحكومة السعودية بالطغيان. وطالب المدعي العام السعودي بتوقيع عقوبة الإعدام على أبي.
ويستغل النظام السعودي أن حكومات دول الغرب لا تأبه لتصرفاته وقمعه لمواطنيه في الداخل، طالما أنها تتقاضى الثمن في شكل صفقات وعقود. وقبلت دول الغرب تفسير النظام السعودي بأن هذا القمع إنما يمارس ضد «المؤسسة الدينية المتطرفة»، وهو أمر بعيد تماما عن الواقع.
إن أبي يتمتع بحب الشعب السعودي بفضل علمه الغزير ولكونه عالم دين مستقلاً في آرائه، ولا يرتبط بالسلطة، وتنطلق أراؤه من القرآن والدين، ويؤمن بالحريات المدنية والمشاركة السياسية وفصل السلطات واستقلال القضاء.
وسبق له أن قاد حملة ضد الإرهاب في السعودية لمدة عشرين عاماً، ودعا إلى تجديد الخطاب الديني.
{ نقلا عن: صحيفة نيويورك تايمز الأميركية
copy short url   نسخ
17/02/2019
780