+ A
A -
حوار – محمد الجعبري
مما لا شك فيه أن مجموعة الفالح للخدمات التعليمية والأكاديمية بما تمتلكه من رؤية ثاقبة وأهداف سامية، تقدم نموذجاً فريداً للقطاع الخاص في الاستثمار الأمثل بالتعليم، وذلك من حيث توافق أهدافها مع أهداف ورؤية الدولة، بضرورة الاستثمار في العنصر البشرى وإعداده خير إعداد لعملية التنمية التي تجرى على أرض الوطن، لأنه هو العمود الفقري لتلك العملية التي تقودها القيادة الرشيدة.
ولإلقاء مزيد من الضوء على أهداف مجموعة الفالح التعليمية وخططها المستقبلية في السوق القطري، كان لنا هذا الحوار مع سعادة الشيخة عائشة بنت فالح آل ثاني رئيسة مجلس إدارة مجموعة الفالح للخدمات التعليمية والأكاديمية، التي أكدت أن مجموعة الفالح تعمل وفق رؤية سامية تنبثق من رؤية القيادة الرشيدة بضرورة العمل على تنمية العنصر البشرى والاستثمار في المواطن القطري.
*بداية ما رأيك في مناخ الاستثمار التعليمي بدولة قطر؟
- أولاً وقبل كل شيء.. نحب أن نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الذي هيأ البيئة التعليمية لازدهار قطاع التعليم في قطر، مما جعل التعليم في دولة قطر يتصدر الأنظمة التعليمية في المنطقة والشرق الأوسط في جميع التقييمات التي تصدر من كبرى المؤسسات الدولية، فلولا تهيئة هذه البيئة لما ازدهرت مجموعة الفالح التعليمية ووصلت إلى ما وصلت إليه حالياً، خاصة أنها مجموعة متكاملة تعمل على الطفل منذ الروضة وحتى المرحلة الجامعية وصولاً إلى الدراسات العليا.
* لماذا قررت مجموعة الفالح الاستثمار في قطاع التعليم العالي الفترة الحالية؟
- الاستثمار في التعليم العالي يتطلب مثابرة وشغفا وهدفا ساميا يتوافق مع رؤية وهدف الدولة في العمل على تنمية العنصر البشرى وتهيئته للمستقبل، فالاستثمار في التعليم العالي لابد وأن يتماشى مع رؤية قطر 2030، لهذا ارتأت مجموعة الفالح بضرورة إنشاء فرع لجامعة أبردين البريطانية العريقة بدولة قطر، وهو ما لاقى ترحيبا وإقبالا كبير امن الطلاب القطريين للدراسة بالجامعة وذلك لسمعتها الطيبة وتميز خريجيها.
*جامعة أبردين من كبرى الجامعات البريطانية.. كيف عملت سعادة الشيخة عائشة على إقامة فرع لهذه الجامعة.. ولماذا هي دون غيرها؟
- حصلت على الماجستير والدكتوراه من المملكة المتحدة، ولذلك أنا مؤمنة تماماً بالتعليم البريطاني والمستوى الرفيع الذي يتميز به خريجو هذا النوع من التعليم، لهذا كانت فكرة متميزة أن يتم إنشاء فرع لجامعة أبردين في دولة قطر، خاصة أن الجامعة لها ترتيب عالمي متقدم بين جامعات العالم، وقد طلبنا منذ البداية من إدارة الجامعة الأم أن تأتي لدولة قطر لتعمل دراسة على السوق القطري لفتح فرع لها على أرض الوطن، كما طلبنا من الجامعة أن تتسم الدراسة في فرعها بدولة قطر بالصبغة القطرية والعربية التي يتميز بها الشعب القطري، لهذا فالجامعة لقيت نجاحا كبيرا وإقبالا كبيرا من الطلاب القطريين على الالتحاق والدراسة بها.
*كم عدد الطلاب في الجامعة حتى الآن؟
- العدد وصل إلى 450 طالبا وطالبة حتى الآن، يمثلون 20 جنسية من جميع أنحاء العالم بجانب الطلاب القطريين، يدرسون في جميع برامج الجامعة سواء البكالوريوس أو الماجستير، وسنعمل الفترة القادمة على افتتاح برنامج الماجستير في القانون التجاري، خاصة أنه سيكون البرنامج الأول من نوعه في دولة قطر.
كما سعت إدارة الجامعة للحصول على الاعتماد الوطني والدولي خلال الفترة الماضية.. وهو ما تحصلنا عليه مؤخراً.
*ما خطط مجموعة الفالح الفترة المقبلة؟
- تعمل مجموعة الفالح الفترة الحالية على إنشاء مقر كبير لجامعة أبردين البريطانية بمنطقة الظعاين..لهذا نحب أن نتقدم بالشكر لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، على منحنا هذه الأرض لإنشاء المقر الجديد للجامعة، والعمل جارٍ على تجهيز جميع المباني الجامعية بالمقر الجديد، الذي سننتقل إليه خلال 3 أعوام، كما أنه تقرر أن يتم افتتاح كليات جديدة عقب الانتقال إلى المقر الجديد، من هذه الكليات الطب والهندسة وإدارة الأعمال وكلية الإنسانيات، فهذا التوسع سيتيح لجميع الطلاب القطريين فرصا تعليمية متميزة وتخصصات نادرة.
أما على المدى القصير، فسنعمل العام المقبل على فتح برنامج للماجستير في القانون والدبلوم العالي في التعليم، كما قمنا بتوقيع اتفاقية مع كلية شمال الأطلنطي، ونعمل على توقيع اتفاقيات أخرى مع مؤسسات تعليمية مثل كلية المجتمع CCQ وكلية التأسيس الجامعي NCUK، مما يتيح لطلاب هذه المؤسسات الحصول على خدمات جامعة أبردين التعليمية.
ومن خطط الجامعة التي بدأنا العمل على تنفيذها الفترة الحالية تنشيط قطاع البحوث العلمية بالجامعة، خاصة مع اهتمام الدولة بالبحث العلمي من منطلق أنه قاطرة التنمية لأي دولة تريد النهوض والتقدم للأمام، فمما لا شك فيه أنه لا توجد جامعة إلا وبها قطاع خاص للبحوث.
*ما فرص الابتعاث الداخلي بالجامعة؟
- تستقبل جامعة أبردين في قطر الكثير من الطلاب المبتعثين من العديد من مؤسسات الدولة وقطاعاتها المختلفة، مثل الخطوط الجوية القطرية وبنك الدوحة وبنك قطر الوطني، كما نطمح أن نستقبل العام المقبل طلابا من وزارة التنمية الإدارية ووزارة التعليم، وذلك بعد تخريج الدفعة الأولى لها.
كما تستقبل الجامعة العديد من موظفي الدولة الراغبين في دراسة الماجستير والدكتوراه في إدارة الأعمال، حيث تقوم الجامعة بتوفير أطقم تدريسية لهؤلاء الطلاب للدراسة في دوام كامل أو جزئي.
*هل توجد توسعات لإنشاء جامعات أخرى الفترة المقبلة؟
- الفترة الحالية التركيز كله منصب على التوسع في جامعة أبردين داخل دولة قطر، وإعطائها المساحة التي تليق بسمعتها ومكانتها الدولية، بحيث تقوم بالوفاء بتعهداتها والتزاماتها تجاه الطالب القطري، وتوفير جميع البرامج والتخصصات التي يحتاجها السوق القطري، كما سنعمل على إنشاء سكن للطلاب لجميع التخصصات.
*كيف تعمل الجامعة على توفير البيئة القطرية داخل أروقتها؟
- بالنسبة للمواد الأكاديمية يتم إقرارها من قبل الجامعة الأم، كذلك الأطقم التدريسية التي تقرها الجامعة الأم لتحافظ على نفس مستوى طلابها الأكاديمي في كل مكان، وبالنسبة لفرعها في قطر توجد صبغة عربية وقطرية للبيئة التعليمية الداخلية لحرم الجامعة، كذلك تقوم الجامعة بالاحتفال بجميع المناسبات التي تقيمها الدولة مثل اليوم الوطني واليوم الرياضي وغيرهما.
* هل تتم الاستفادة من جامعة أبردين بمجالات أخرى بخلاف البرامج الأكاديمية؟
- نعم يوجد تعاون مع الجامعة الأم في الكثير من المجالات، وعلى رأسها الأمن الغذائي التي تتفوق فيه الجامعة الأم، وهو أمر مهم للغاية بالنسبة لدولة قطر، خاصة في الفترة الحالية، كذلك يعتبر الأمن الغذائي أمرا في غاية الأهمية للكثير من الدول التي تسعى جاهدة نحو توفير الأمن الغذائي لشعوبها، وقد طلبنا من إدارة الجامعة أن تمدنا بالعديد من الخبراء في هذا المجال لعمل الدراسات المناسبة لدولة قطر، كما يقوم هؤلاء الخبراء بالإعداد لمؤتمر دولي عن الأمن الغذائي خلال شهر نوفمبر المقبل يعقد بالدوحة، يشارك في هذا المؤتمر العديد من الشركات والمؤسسات ذات الاهتمام المشترك في هذا المجال.
كما يوجد تبادل ثقافي بين الجامعة الأم وجامعة فرع قطر، حيث نقوم بعقد اجتماع متبادل بين الطرفين في كلتا الدولتين في «يوم المرأة العالمي»، حيث يساهم مثل هذا الاجتماع على نقل نظرة المجتمع العربي والإسلامي للمرأة، للمجتمع الأوروبي، ودور المرأة في عملية التنمية ومجتمع سيدات الأعمال بدولة قطر.سنستضيف أبرز سيدات الأعمال القطريات من مختلف القطاعات.
*حدثينا عن استثماراتكم في مرحلة التعليم قبل الجامعي؟
- لدينا أكاديمية الدوحة والتي أنشأناها قبل سنوات، والتي تعمل بالمنهج البريطاني وبصبغة عربية وإسلامية، ووصل عدد أفرعها حالياً إلى ثلاث مدارس، يدرس بهم حوالي ثلاثة آلاف طالب وطالبة بجميع المراحل الدراسية، كما عملنا خلال الفترة الماضية على حصول المدرسة الأولى على الاعتماد الوطني، وجارٍ حصول باقي المدارس على الاعتماد الوطني ثم الاعتماد الدولي، حيث يتميز خريجو المدرسة بمستوى أكاديمي متميز والقبول في أكبر الجامعات الدولية.
* كلمة من سعادتك لرجال الأعمال الذين يستثمرون في التعليم؟
- الاستثمار في التعليم يتطلب أن يكون المستثمر يتسم بالشغف لهذا المجال، وأن يكون له هدف نبيل في تحقيق رؤية الدولة وأهدافها في إعداد أجيال للمستقبل للمساهمة في نهضة دولة قطر وتحقيق طموحاتها، لذلك فالعملية التعليمية ليست عملية تجارية بحتة، ولكنها عملية ذات مسؤولية وطنية وقومية في المقام الأول، ومردودها المعنوي أكبر من المردود المادي. فبالحديث عن شخصي وحبي لمجال الاستثمار في التعليم.. يعود ذلك في المقام الأول للسيد الوالد – سعادة الشيخ فالح بن ناصر آل ثاني – وهو أحد رواد التعليم في دولة قطر والمعروف بدعمه المستمر للتعليم ومجال المكتبات، والذي زرع في داخلنا منذ الصغر حب العلم والعلماء، فالسيد الوالد لديه شغف كبير بالقراءة والكتب، وقد أهدى العديد من المكتبات بدولة قطر وببعض الدول العربية العديد من الكتب الكبيرة، كما أنه يؤمن بقدرات المواطن القطري لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة إذا ما توفرت له الإمكانات لهذا.
* هل أنت راضية عن مشاركة المرأة القطرية في مجال الاستثمار؟
- توجد جهود كبيرة من سيدات أعمال قطريات في مجال الأعمال الحرة والاستثمار المحلى، كما أن الدولة بجميع مؤسساتها تدعم هذا الجانب وتقوم بدعم جميع رجال وسيدات الأعمال الصغار وتقدم لهم التمويل ودراسات الجدوى المميزة، كما أننا ندعو جميع الشباب والسيدات بالعمل على دخول هذا المجال لأن الدولة في حاجة لجهود جميع أبنائها في جميع المجالات. كما أني جاهزة ومستعدة لتقديم يد العون لجميع من لديه رغبة للعمل في مجال الاستثمار في التعليم، وأقدم بين أيديهم جميع خبراتي السابقة للاستفادة منها. وأوجه الدعوة لرجال الأعمال القطريين وسيدات الأعمال القطريات بضرورة الاستثمار في التعليم، خاصة المرحلة الجامعية التي تجد ندرة في جهود القطاع الخاص لإنشاء جامعات محلية، لذلك ندعو رجال الأعمال بضرورة العمل على الاستثمار في هذا المجال واستقطاب الكثير من الجامعات الدولية الكبيرة بجميع التخصصات لدولة قطر، خاصة أن السوق المحلي مفتوح وممهد لاستقبال المزيد من هذه الجامعات خاصة في حالة أن تكون الجامعة مميزة ولديها سمعة دولية جيدة.
copy short url   نسخ
17/02/2019
2587